يعود دونالد ترمب إلى حياته الطبيعية سياسيًا وانتخابيًا، بعدما أعلن طبيبه أنه لم يعد معديًا، وهو أطل السبت من دون كمامة مؤكدًا أنه بصحة جيدة.

واشنطن: يستأنف دونالد ترمب الإثنين جولاته الانتخابية التي توقفت مع إعلان إصابته بفيروس كورونا المستجد بينما أعلن طبيب البيت الأبيض السبت أنّ الرئيس الأميركي لم يعد يُعتبر مصدرا لنقل العدوى بعد تسعة أيّام على إثبات فحوص طبيه إصابته بكوفيد-19.

وبدا الرئيس الأميركي الذي أدخل في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر إلى المستشفى حيث أمضى ثلاثة أيام، مطمئنا السبت عند إعلان عودته إلى السباق إلى الرئاسة قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التي ستجرى في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي بداية خطاب استمر عشرين دقيقة، قال ترمب الذي أطلّ من البيت الابيض بدون كمامة على مئات من أنصاره في أول مناسبة عامة يحضرها حشد منذ أصيب بكوفيد-19، "أشعر أنني في حالة رائعة".

وسيستأنف الرئيس مهرجانات حملته مطلع الأسبوع المقبل بوتيرة مكثفة، إذ أعلن البيت الأبيض أنه سيزور ولايات فلوريدا الإثنين وبنسلفانيا الثلاثاء وأيوا الأربعاء.

من جهته، أعلن طبيب البيت الأبيض شون كونلي في بيان السبت أنّ ترمب لم يعد يُعتبر مصدرًا لخطر انتقال عدوى كوفيد-19، وذلك بعد تسعة أيّام من ظهور نتائج الفحوص التي أثبتت إصابته بكورونا.

وقال "بالإضافة إلى استيفاء الرئيس معايير المراكز الأميركيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها لناحية التمكّن من وَقف الحجْر الصحّي بشكل آمن، يظهر اختبار بي سي آر هذا الصباح، وفقًا للمعايير المعترف بها حاليًا، أنّه لم يعد يُعتبر (مصدرا) لخطر انتقال العدوى إلى الآخرين".

وأضاف البيان أن الاختبارات أظهرت أنه لم يعد هناك أي دليل على تكاثر نشط للفيروس وأن الحِمل الفيروسي لدى ترمب "يتناقص"، مؤكدا أن الرئيس لا يعاني من حمى وأن الأعراض التي كان يعانيها "تحسّنت".

وأوضح كونلي أن ترمب شعر بالعوارض الأولى للمرض قبل عشرة أيام.

تفيد توجيهات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" للأشخاص المصابين بدرجة خفيفة بالفيروس أنه يمكن إنهاء الحجر ووقف الإجراءات الوقائية بعد عشرة أيام من ظهور العوارض وبعد 24 ساعة من انتهاء الحمى.

أما في الحالات الأخطر، فتفيد هذه التوجيهات أن الأمر قد يستغرق عشرين يوما. لكن لم تكشف درجة إصابة الرئيس الاميركي بالفيروس.

وصرح العالم أنطوني فاوتشي الذي يتمتع باحترام كبير لشبكة "سي بي اس نيوز" إنه مقتنع بأن الفريق الطبي للرئيس ما كان سيسمح للرئيس بالخروج لو كان معديا. وقال "يمكنني أن أطمئنكم بأنهم سيقومون بفحصه قبل أن يسمحوا له بالخروج".

واحتفل الرئيس الذي أدخل إلى المستشفى في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر وأمضى ثلاثة أيام فيها، السبت بعودته إلى السباق إلى البيت الأبيض قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.

وبينما كان مئات المؤيدين الذين وضع معظمهم كمامات لكن دون الالتزام كثيرا بالتباعد الاجتماعي خلال الحدث الذي جرى في الهواء الطلق، يهتفون له، قال ترمب "أريد أن تعرفوا أن بلدنا سيهزم هذا الفيروس الصيني الفظيع".

وأضاف في حديثه عن الفيروس الذي أودى بأكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة وشكّل ضربة لفرصه في الفوز بولاية ثانية "سيختفي، إنه يختفي".

وقال ترمب "أخرجوا وصوّتوا. أحبّكم!"، مخاطبا أنصاره الذين ارتدى كثير منهم قبعات حمر تحمل شعاره المفضّل "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" بينما هتفوا "سنواتٌ أربع إضافية" على مدى خطابه الذي استمر 18 دقيقة وكان محوره القانون والنظام.

وتمهّد المناسبة التي أقيمت السبت في البيت الأبيض لأول تجمّع انتخابي مرتقب الاثنين في ولاية فلوريدا المهمة للغاية بالنسبة للاقتراع لأنها من الولايات "المتأرجحة"، أي التي تبدل ولاءها بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي بين انتخابات وأخرى.

ووصف منافسه الديموقراطي جو بايدن نشاطات الرئيس بـ"المتهورة" في ضوء القلق من احتمال أن يكون سيد البيت الأبيض لا يزال قادرا على نقل العدوى.