ايلاف من لندن: بعد ان نفذ ثلاثة هجومات ضد قوات البيشمركة الكردية في اقليم كردستان العراق الشمالي فقد تبنى حزب العمال التركي الكردستاني الخميس اعتداءاته هذه وسط تبادل اتهامات مع سلطات الاقليم التي اعتبرت عمليات العمال سابقة خطيرة ودعت الى ضبط النفس فيما عدتها بغداد خرقا لامن وسيادة البلادة مؤكدة انها ستتخذ اجراءات للحد منها.

وقالت قوات الدفاع الشعبي التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي أن قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) حاولت باستخدام العربات العسكرية الدخول إلى معسكرنا في قرية بيبادى بمنطقة كارى (بمحافظة دهوك الشمالية) ما استدعى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحذيرها.

واشارت في بيان اطلعت عليه "ايلاف" الخميس الى انه أثناء دخول قوات البيشمركة إلى المعسكر تم تفجير لغمين أرضيين بعربة الهامر وبالتالي تم منعهم من التقدم في المعسكر.

واكدت انها تعمل "لمصلحة الشعب الكردي ولا نريد أن نكون طرفاً في هذه الحرب ونعلن ذلك بشكل صريح".. محذرة من انها "ستدافع عن نفسها ومواقعها في إطار حقها المشروع بالدفاع عن النفس".

وعقب التفجير أقدمت قوة تابعة لحزب العمال بالاعتداء على قوة لحماية أحد آبار النفط شمال محافظة دهوك في هجوم هو الثالث الذي ينفذه الحزب على قوات الإقليم وادى الى اصابة اثنين من افراد الشرطة الكردية الحكومية بجروح .
ومن جهتها قالت تقارير كردية أن مقاتلي حزب العمال استهدفوا امس عجلة لقوات البيشمركة بقذيفة صاروخ محمول في ناحية جماكي جنوب قضاء العمادية التي تتواجد فيها قوات الحزب ما ادى الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى من عناصر البيشمركة.

بغداد: الاعتداءات خرق لامن وسيادة البلاد
ومن جهتها اعتبرت الحكومة العراقية اعتداءات حزب العمال خرقا لامن وسيادة البلاد.
وقالت الحكومة في بيان صحافي وزعه المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمة الخميس وتابعته "ايلاف" انها تدين الاعتداء الذي قام به مسلحون ينتمون الى حزب العمال الكردستاني مستهدفاً قوات البيشمركة في محافظة دهوك والذي أسفر عن سقوط ضحايا بين شهيد وجريح.

واكدت الحكومة رفضها الشديد للهجوم الذي وقع داخل الأراضي العراقية" معتبرة انه اعتداء على سيادة البلاد ومشددة على انها ستتخذ الإجراءات التي من شأنها أن تضع حدا للاعتداءات التي تعد خرقاً لامن وسيادة البلاد.

رئاسة الاقليم تدعو لضبط النفس
واليوم الخميس اعتبرت رئاسة اقليم كردستان هجوم حزب العمال في عمق أراضي إقليم كردستان بناحية جمانكي بمحافظة دهوك سابقة خطيرة مدانة بشدة وشددت على انه لا يحتمل أي تبرير لانه يستهدف حياة وأمن شعب وأرض كردستان.

واشارت رئاسة الاقليم في بيان تابعته "ايلاف" الى انه بينما يعاني شعب كردستان العديد من الأزمات والمشاكل يعرض هذا التوتر الذي يختلقه حزب الوضع الوضع في إلاقليم وشعبه الى المزيد من المعاناة لن يخرج منها أحد منتصراً.

واضافت "كما أكدنا دائماً نکررها اليوم أنه يجب على الحزب أن يحترم الكيان الدستوري لإقليم كردستان وحكومته ومؤسساته الشرعية ويبعد حربه عن الاقليم ويتوقف عن التحرش به . ودعت الى العمل لحل جميع المشاكل بالحكمة وضبط النفس وأن لا يُسمح بتطور الأوضاع أكثر من هذا.

كما هاجمت حكومة اقليم كردستان العراق بشدة هجوم حزب العمال على قوات البيشمركة في ناحية جمانكي شمالي محافظة دهوك عادةً إياه اعتداءً على الإقليم ومؤسساته الشرعية.

وشددت حكومة الاقليم في جلسة امس برئاسة رئيسها مسرور بارزاني على أن "إقليم كردستان كيان سياسي وشرعي لشعب إقليم كردستان وأن قوات البيشمركة هي المسؤولة عن حماية أرض الاقليم وشعبه.

واشارت الحكومة الى أن هجوم حزب العمال قد تخطى الخط الأحمر .. مضيفة انها بهذا الصدد فانها تدين الهجوم بشدة وتعتبره اعتداءً على إقليم كردستان ومؤسساته الشرعية .. مؤكدة انها ستعمل على منع أي تدهور يحصل للوضع الأمني في الإقليم .

ومن جهتها أكدت رئيس برلمان الاقليم ريواز فائق ان البرلمان "يُحرم ويُجرم أي اقتتال داخلي بين الاخوة في كردستان ويعده جريمة ضد المصالح العليا لشعب وأرض الاقليم.

واضافت ان البرلمان يجب أن يكون مسؤولا في هذه الظروف في المبادرة السلمية وتهيئة ارضية التفاهم واستبعاد احتمالية الحرب الداخلية.. مشيرة إلى أنه من هذه النظرة يتوجب على الجميع أن يطغوا النظرة الوطنية والمصلحة القومية والابتعاد عن الاهداف الحزبية الضيقة ونظرة بسط النفوذ واظهار القوة وان يحترموا الارادة السلمية لشعب كردستان الذي يرى الحرب الداخلية كتصرف غير مشروع وجريمة.

وكان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني قد حذّر الاثنين الماضي بعد تفجير انبوب الاقليم الناقل للنفط الخام من تدهور الأوضاع جراء النزاع الدائر بين تركيا ومقاتلي حزب العمال في المنطقة الحدودية مع تركيا بإقليم كردستان داعياً الحزب إلى إنهاء احتلاله لتلك المناطق لتجنب المزيد من الصراع ولكي تعود الأمور إلى نصابها.

يشار الى ان حزب العمال الذي يرفض الاعتراف بحكومة اقليم كردستان العراق ويطلق حملات من أجل إقامة دولة كردستان موحدة تمتد عبر سوريا وتركيا والعراق وإيران هو عدو لأنقرة مثلما هو خصم لسلطات أربيل.

فتركيا تعده منظمة إرهابية كما هي الحال بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة لأربيل فإن حزب العمال يفرض وجود مقاتليه المسلحين المدربين في إقليم كردستان شمال العراق منذ صدور مرسوم الحكم الذاتي عام 1991.

ويعتبر حزب العمال الكردستاني منافسا لسلطات كردستان العراق الكيان الكردي الوحيد الذي حصل على حكم ذاتي لسكانه البالغ عددهم خمسة ملايين على عكس أكراد سوريا وتركيا أو إيران.

ومنتصف حزيران يونيوالماضي شنت أنقرة عملية عسكرية جديدة في كردستان العراق قتل فيها خمسة مدنيين على الأقل فيما أعلنت تركيا مقتل اثنين من جنودها وأشار حزب العمال الكردستاني إلى مقتل عشرة من مقاتليه وأنصاره.