ايلاف من لندن: وضع العراق الخميس اولى خطواته على طريق التحاقه بالدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي باشراف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نصب برج مشروع تسييل الغاز الطبيعي في البصرة وهو الأضخم في صناعة الغاز، فيما اكد تصميم حكومته على انجاز مشروع الفاو الكبير رغم التحديات.

واعتبر الكاظمي الذي وصل الى البصرة اليوم في زيارة هي الثالثة للمحافظة منذ توليه رئاسة الحكومة في مايو الماضي هذا المشروع حيويا وركيزة اقتصادية مهمة للبلد وخطوة لتحقيق تنمية حقيقية بعيداً عن الاعتماد التقليدي على النفط الخام .. مشيرا الى أن المشروع "سيحقق سياسة جديدة لتنمية طويلة الأمد للعراق ولمحافظة البصرة التي تستحق الكثير".

وقال "إن الشراكة بين المؤسسات العراقية والشركات الدولية الرصينة تُعَّدُ طريقاً مثالياً للنهوض بالاقتصاد العراقي وتوفير فرص العمل للشباب تخدم البلد"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وبيّن الكاظمي أن"ما يمر به البلد من أزمة اقتصادية يدفعنا للتفكير بالمستقبل وبناء اقتصاد حقيقي متين لايعتمد كلياً على النفط وبما بحقق حياة أفضل لجميع العراقيين".

العراق منتج ومصدر للغاز
وسيعزز هذا المشروع من قدرة شركة غاز البصرة من استثمار ما نسبته 40% من إنتاج الغاز في حقل أرطاوي وصولا إلى رفع معدلات الانتاج للشركة من الغاز المستثمر إلى 1.4 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم من جميع الحقول المستثمرة في جولة التراخيص الأولى، وهي الرميلة الشمالية والزبير وغرب القرنة1 بجنوب البلاد.

ويعد المشروع واعدا من ناحية تعزيز الإنتاج الوطني من الغاز لرفد الشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية وبما يحقق توليد 1500 ميغا واط، إضافة إلى زيادة معدلات إنتاج الغاز السائل الذي بدوره سوف يُسهم في تحقيق إيرادات مالية من خلال تصدير الكميات الفائضة عن الاستهلاك المحلي فضلا عن التقليل من التلوث البيئي وإيقاف حرق الغاز بنسبة كبيرة.

والمشروع هو منشأة جديدة تم تصميمها وفق أحدث المواصفات العالمية الحديثة وتتكون من وحدتين لمعالجة الغاز الحامضي ستضيفان 400 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم لإنتاج شركة غاز البصرة.

ويتضمن المشروع أيضا تركيب 3 خطوط أنابيب ومرافق استخراج جديدة للغاز وإنشاء 14 محطة كبس وأكثر من 150 قطعة من المعدات بالإضافة إلى الاجهزة المستخدمة لقياس الهواء المضغوط ومعالجة المياه.

ومن المنتظر بدء تشغيل الوحدة الانتاجية الأولى من المشروع في نهاية عام 2021 وسيتبع ذلك تشغيل الوحدة الثانية عام 2022 ضمن مساعي العراق لتعزيز موقعه كبلد منتج ومصدر للغاز .

وتعمل وزارة النفط العراقية حاليا على تنفيذ مشاريع جديدة لاستثمار الغاز المصاحب والحر في محافظات البصرة وميسان وذي قار (جنوب) والأنبار (غرب) وديالى (شمال شرق) بالاتفاق مع شركات عالمية وبالتعاون والإسناد من الجهد الوطني في شركات الوزارة .

الكاظمي يؤكد التصميم على انجاز مشروع الفاو الكبير
وخلال تفقده لميناء أم قصر في محافظة البصرة فقد اطلع الكاظمي على سير الأعمال في هذا المنفذ المهم وآليات العمل الجمركية فيه وعقد اجتماعا مع الكوادر العاملة في الميناء والكمارك موضحا أن زيارته الحالية للبصرة هي الثانية خلال مدة وجيزة من أجل متابعة العمل في المنافذ الحدودية حيث يشكل ميناء أم قصر أحد أهم هذه المنافذ الى جانب الموانىء الأخرى التي تعد شريانا حقيقيا في دعم اقتصاد البلد والحركة التجارية.. مشددا بالقول "لن نسمح بأي حالة تهاون وإهمال فيها".

وأشار الى "تسجيل تصاعد في إيرادات الجمارك والمنافذ الحدودية بفضل جهود العاملين فيها مشددا على أهمية زيادة إيرادات الدولة من المنافذ والموانىء التي نعمل على تطوير العمل فيها".

وفيما يتعلق بميناء الفاو الكبير أكد الكاظمي أنه يعد من أولويات الحكومة على الرغم من التحديات الكبيرة التي يمر بها البلد "الا أننا سنعمل جاهدين للتوقيع مع الشركات الأجنبية لبدء العمل فيه". كما افتتح الكاظمي بوابات ميناء أم قصر الألكترونية الموحدة لمشروع ساحة الترحيب الكبرى.

مشكلة جديدة تواجه مشروع الفاو
ويأتي تأكيد الكاظمي على انجاز حكومته لمشروع الفاو الكبير في وقت كشفت فيه وزارة النقل العراقية الخميس عن تراجع شركة "دايو" الكورية الجنوبية عن اتفاقها الأولي لبناء الميناء مطالبة بمبالغ إضافية للمضي في تنفيذه.

وقال المتحدث باسم الوزارة فالح هادي في تصريح لوكالة "شفق نيوز" العراقية تابعته "ايلاف" إن "شركة دايو الكورية أبلغتنا بالتراجع عن اتفاقها المبدئي الذي تم توقيعه مع الوزارة بعقد مدته 3 سنوات ونصف بمواصفات تنفذ حسب ما تم وضعه من قبل الاستشاري الايطالي المصمم لميناء الفاو".

واوضح هادي أن "الوزارة فوجئت بمطالب الشركة الكورية بمبالغ إضافية للمضي بحفر عمق مشروع الميناء الى 19.80 متراً.. مؤكدا ان وزير النقل رفض هذه المطالبات ودعا الشركة الى الالتزام بالاتفاق المبدئي وفق التصاميم الاساسية التي وضعها المصمم الايطالي فيما تستمر المفاوضات مع الشركة الكورية.

وميناء الفاو الكبير هو ميناء عراقي في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة تبلغ تكلفة تنفيذه حوالي 5 مليارات دولار وتبلغ طاقته المقدرة 99 مليون طن سنوياً ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج والعاشر على مستوى العالم.

وكان قد تم وضع الحجر الأساس لهذا المشروع في5 ابريل عام 2010 على اساس انجازه خلال ثلاث سنوات لكن مشاكل عدة اعاقت ذلك.

وأثارت قضية ميناء الفاو الكبير والتلكؤ في اكماله جدلاً واسعا وتم توجيه اتهامات لنواب ووزراء حكومات متعاقبة بعقد صفقات مع دول مجاورة فرطت بإنشاء الميناء كما شهد المشروع بعض التلكؤ عقب انتحار المدير الفني لشركة دايو الكورية الجنوبية المنفذة له وذلك بمقر الشركة في البصرة الشهر الماضي لأسباب غامضة.