إيلاف من دبي: زعم المسؤولون الإثيوبيون أنه تم تأمين المدن الرئيسية في إقليم تيغراي، إلا أن تقييمًا أمميًا سريًا نقله موقع "الحرة" عن صحيفة "غارديان" البريطانية كشف أن القوات الإثيوبية المركزية تواجه مقاومة شديدة وحرب استنزاف طويلة في المنطقة الشمالية من تيغراي.

بحسب التقرير، أعطت وثيقة الأمم المتحدة وأكثر من اثنتي عشرة مقابلة مع عمال إغاثة من منظمات دولية أخرى نظرة عامة شاملة عن القتال، والتي عمقت المخاوف الدولية من أن الصراع المستمر منذ أسبوعين يهدد بأن يصبح معركة طويلة ووحشية، مزعزعة للاستقرار في أكثر الدول الأفريقية هشاشة.

وكان آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام في العام الماضي، شن حملة عسكرية على تيغراي الشمالية في 4 نوفمبر لإطاحة الحزب الحاكم فيها، والذي يتهمه بتحدي حكومته والسعي لزعزعة استقرارها.

وقتل مئات الأشخاص في الصراع الدائر في ثاني أكبر دولة في أفريقيا لجهة عدد السكان، وبعضهم قتل في مذبحة مروعة وثقتها منظمة العفو الدولية، على ما ذكرت تقارير، وفر عشرات آلاف الإثيوبيين عبر الحدود إلى السودان هربًا من المعارك والضربات الجوية.

وتشير تقييمات الأمم المتحدة والمقابلات والتحليلات الأخرى لمنظمات الإغاثة الدولية إلى أن أي توقع بانتصار سريع وحاسم هو أمر متفائل، ومن المرجح أن تشتد المقاومة مع عودة قوات المتمردين إلى جبال ميكيلي.

وبحسب التقرير، قال مراقبون: "على الرغم من أن قوات تيغراي الإقليمية ربما تكون قد تأثرت في البداية بسبب التقدم السريع لقوات الدفاع الإلكترونية، فإن الدفاع عن التضاريس في شرق تيغراي أسهل ... وإذا اتخذوا موقفًا، فإن لديهم القدرة على وقف تقدم قوات الدفاع الذاتي سيؤدي هذا بعد ذلك إلى تغيير بُعد الصراع من بُعد الحركة السريعة إلى بُعد الاستنزاف".

ودعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر في إقليم تيغراي، معربا عن أسفه لرفض السلطات أي وساطة.

وقال لوسائل إعلام في نيويورك "نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في إثيوبيا" و"الأثر الإنساني المأسوي" الذي يمتد إلى السودان. وأضاف "حتى الآن، لا موافقة من السلطات الإثيوبية على وساطة خارجية".

كما كشف التقرير السري عن استمرار القتال في المناطق التي تزعم أديس أبابا أنها تخضع الآن لسيطرة القوات الحكومية، كما تتوقع الوثيقة أنه إذا استمرت القوات الإثيوبية في التقدم، فإن خطوط إمدادها ومناطقها الخلفية ستصبح أكثر عرضة لهجمات العصابات وسيزداد عدد الضحايا.

وأكد التقرير أن الصراع معقد وديناميكي عبر معظم مناطق الإقليم، مع اشتباكات كبيرة في غرب المنطقة، حيث سعت القوات الإثيوبية للتقدم نحو بلدة حميرة الاستراتيجية، وفي الجنوب الغربي، على طول الطريق الرئيسي، كما تم الإبلاغ عن قتال عنيف حول بلدة ألاماتا، على بعد ستة أميال من الحدود مع محافظة أمهرة المجاورة الموالية بشدة للحكومة المركزية.

ويحذر تقييم الأمم المتحدة من أنه "حتى لو نجحت قوات الدفاع والأمن في مهمتها في الاستيلاء على منطقة جبال ميكيلي، فإن هذا لن ينهي الصراع بالضرورة. من المحتمل أن يستمر الصراع غير المتكافئ" وأضاف "من منظور إنساني، كلما طال أمد النزاع، زادت حدة الأزمة".