طهران: اعتبرت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، الأحد أن "الجرائم" التي ارتكبتها الولايات المتحدة بحقها، ومنها اغتيال اللواء قاسم سليماني، لا تحول دون تواصل بين البلدين مبنيّ على "تفكير متمعّن".

وقال سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي "من الطبيعي بين بلدين عضوين في الأمم المتحدة (كالولايات المتحدة وإيران) أن يكون حصل، ويحصل، تواصل قائم على تفكير متمعّن في إطار معروف".

وتابع "لكن هذا لا يعني أن إيران تنسى لائحة الجرائم هذه. متطلباتنا من الولايات المتحدة غير قابلة للتغيير".

وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن منذ نحو أربعة عقود، في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية.

ومنذ بداية عهد دونالد ترمب مطلع 2017، زاد التوتر بين البلدين، مع اعتماد الرئيس الأميركي سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، وانسحابه بشكل أحادي من الاتفاق حول برنامجها النووي عام 2018، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية قاسية عليها.

وبلغ التوتر ذروته في كانون الثاني/يناير الماضي، مع اغتيال سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

وفي الآونة الأخيرة، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن فوز المرشح جو بايدن على ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشكل "فرصة" لواشنطن للتعويض عن "أخطائها السابقة".

وأبدى بايدن الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما لدى إبرام الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، رغبته في "تغيير المسار" معها، ملمحا الى إمكان عودة بلاده الى الاتفاق، في حال عاودت طهران تطبيق كامل التزاماتها بموجبه.

ورأى خطيب زاده أن "مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية ليس بسيطا، لأن الولايات المتحدة ارتكبت جرائم متكررة ضد الشعب الإيراني على مدى الأربعين عاما الماضية".

وعدّد من ضمنها "مساعدة" واشنطن للرئيس العراقي السابق صدام حسين في الحرب ضد إيران (1980-1988)، والعقوبات الأميركية التي فرضت لأعوام طويلة، وآخرها في عهد ترمب.

وأضاف "هذه جرائم كبرى (...) ويجب أن تضاف إليها جرائم أخرى" أبرزها "استشهاد" سليماني، معتبرا أن "هذه لائحة (جرائم) لا تتقلص ولا تُنسى".

ولقيت مواقف روحاني بعد فوز بايدن، ومنها تشديده على عدم تفويت "أي فرصة" لرفع العقوبات، آراء متفاوتة في طهران، لا سيما من سياسيين محافظين يدعون الى عدم تعليق آمال على "وهم" تغيير في التصرف الأميركي حيال إيران.

وكتبت صحيفة "كيهان" المحافظة في عددها السبت، أن الوقت بالنسبة الى إيران هو "للهجوم، لا القيام بتسوية".

واذ رأى خطيب زاده أن واشنطن تدرك "فشل سياستها" حيال إيران"، قلل من شأن التباينات السياسية المحلية في مقاربة التعامل مع واشنطن.

وأوضح "في السياسة الخارجية (...) نحن نتحدث بصوت واحد. السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية في إيران ترتبط بالسلطة (السياسية)، تتم صياغتها وإعلانها بناء على مصالح إيران ومبادئها".