وارسو: تظاهر الآلاف السبت في شوارع العاصمة البولندية وارسو في الذكرى السنوية الثانية بعد المئة لمنح النساء حق التصويت، في إطار حملة احتجاجات ضد حكم قضائي يحظر الإجهاض في البلاد بصورة شبه كاملة.

وأوضح المنظمون عبر فيسبوك "لم نحصل على هذه الحقوق قبل أكثر من قرن لنسمح لأولئك الموجودين في السلطات بأن يسحبوا منا حقوقنا الإنسانية".

وقد لوّح المشاركون برايات عليها شعار الصاعقة الحمراء رمز الحركة، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة.

وانطلقت التظاهرات الضخمة في 22 تشرين الأول/أكتوبر إثر حكم أصدرته المحكمة الدستورية نزولا عند طلب الحزب الكاثوليكي الحاكم الذي أدخل تعديلات على تركيبتها، يحظر الإجهاض حتى في حال وجود تشوهات خلقية خطرة لدى الجنين باعتباره "لا يتماشى" مع الدستور.

ويحظر الحكم القضائي كل عمليات الإجهاض إلا في حالات الاغتصاب وسفاح القربى أو في حال كانت حياة الأم في خطر.

غير أن استطلاعات للرأي لا تزال تظهر رفضا واسعا للإجهاض في صفوف سكان البلد الكاثوليكي بامتياز والذي يعتمد تشريعا من بين الأكثر تشددا في أوروبا على هذا الصعيد جرى إقراره بعيد سقوط الشيوعية في إطار تسوية بين الدولة والكنيسة.

فقد بيّن استطلاع للرأي أجراه معهد "كانتار" الشهر الماضي أن 22 % فقط من البولنديين يؤيدون تشريع الإجهاض الطوعي في البلاد.

وندد أعضاء البرلمان الأوروبي "بشدة" الخميس بهذا الحكم القضائي، معتبرين أن هذا القرار "يهدد صحة النساء وحياتهن" وينتهك الحقوق الإنسانية الأساسية.