أيلاف من لندن: يترقب العراقيون بقلق شديد دعوات أطلقها التيار الصدري مساء الخميس لأنصاره للتجمع في مدينة الناصرية الجمعة تحت غطاء إقامة صلاة جمعة فيها، بعد أن أعلن الناشطون قبلهم عن تنظيم تظاهرة كبرى في ساحة الحبوبي وسط المدينة مركز الاحتجاجات في عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية.

في نداء حصلت "إيلاف" على نسخة منه، دعا التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر أنصاره إلى التوجه من أقضية ونواحي محافظة ذي قار إلى الناصرية للمشاركة في صلاة الجمعة. وجاء في نص نداء لجنة اقامة صلاة الجمعة المركزية للتيار الصدري:
"إلى كافة المؤمنين في الناصرية الفيحاء: تقرر أن تكون صلاة هذه الجمعة (18 ربيع الثاني 1442 الموافق 4 كانون الأول 2020) مركزية أي في مركز المحافظة، لذا يرجى التوجه اليها من الاقضية والنواحي مصحوبين بالسلامة وصالح الدعاء".

جاء هذا النداء للتيار الصدري بعد أيام من إعلان ناشطي الناصرية عن تنظيم تظاهرة كبرى في مركز احتجاجاتهم بساحة الحبوبي وسط الناصرية في اجراء متعمد من الصدريين على المواجهة، في وقت يُخشى فيه أن ينفذوا هجومًا جديدًا ضد المتظاهرين على غرار اعتدائهم الجمعة الماضي بالأسلحة النارية والبيضاء والهراوات على الناشطين، ما أوقع 8 قتلى وإصابة 80 آخرين بين صفوفهم.

ترافقًا مع ذلك، وجهت اللجنة المشرفة على التظاهرات في العاصمة بغداد دعوة إلى ناشطيها للخروج غدًا الجمعة أيضًا في ساحة التحرير وسط العاصمة لنصرة متظاهري الناصرية.

قالت اللجنة في بيان حمل عنوان "جمعة نصرة ذي قار"، حصلت "إيلاف" على نصه: "ننتظركم غدًا في ساحة التحرير وباقي الساحات للوقوف مع أحبتنا في عاصمة الثورة أبطال ساحة الحبوبي فلا تقصروا مع إخوتكم وتحدوا المليشيات وإرهابها ولتخرج الثوار كي يوصلوا رسالة لذيول إيران مفادها كلنا الناصرية كلنا العراق".

في وقت سابق اليوم، وصل إلى الناصرية وكيل وزارة الداخلية لشؤون الشرطة الفريق عماد محمد رفقة عدد من المدراء العامين في الوزارة في محاولة لتهدئة الاوضاع فيها. وقال مصدر أمني في شرطة ذي قار إن الوفد الامني بدأ على الفور اجتماعات مع مدراء الأجهزة الأمنية في المحافظة للاطلاع على الواقع الأمني فيها وتوزيع المهام الهادفة إلى حفظ الامن.

قال الفريق عماد محمد خلال مؤتمرٍ صحافي إنه وجه بحماية التظاهر السلمي في المحافظة والتنسيق مع شيوخ العشائر والدعوة للتهدئة من أجل استقرار الامني والتنسيق لدعم قيادة الشرطة وقيادة عمليات سومر.

أضاف انه وجه بضرورة التنسيق مع شيوخ العشائر ومنظمات المجتمع المدني والناشطين لغرض التهدئة منوها الى ان الانتشار الامني يكون خاضعا للواقع الميداني.

وكانت الناصرية شهدت ليلة الأربعاء مهاجمة منزلي متظاهرين اثنين بالعبوات الناسفة لكنها لم تسفر عن إصابات بالأرواح وإنما أدت إلى أضرار مادية.

الإثنين الماضي، بدأت القوات العراقية انتشارها في الناصرية بعد وصول تعزيزات أمنية اليها من بغداد تضم اللواء 37 من الجيش ولواء المهمات الخاصة من الشرطة الاتحادية لفرض القانون وتعزير الأمن وحماية المواطنين والمصالح العامة والخاصة.

كما فرضت القوات الامنية ثلاثة أطواق حول ساحة الحبوبي وسط الناصرية مركز اعتصام المتظاهرين وخيامهم لحمايتهم من اي اعتداءات تستهدفهم.

وكانت بغداد وتسع محافظات عراقية قد شهدت في الاول من اكتوبر 2019 انطلاق تظاهرات شعبية احتجاجية غير مسبوقة ضد فساد الطبقة الحاكمة والهيمنة الإيرانية على مقدرات البلاد وللمطالبة بتوفير الخدمات وفرص عمل للعاطلين وتحسين الواقع المعيشي.

وأعلنت الحكومة العراقية في يوليو الماضي مقتل واصابة 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في الاحتجاجات التي ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة.