بعد ساعات من منع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لسفر الفريق جميل الشمري المتهم بقتل متظاهري محافظة ذي قار الجنوبية، رحب ناشطون بالقرار، مؤكدين ضرورة تقديمه الى المحاكمة، فيما قام مسلحون باختطاف ناشط وحاولوا اغتيال آخر بسلاح كاتم للصوت، ما فجر اضطرابات هناك الاحد.

إيلاف من لندن: الكشف عن منح وزير الدفاع العراقي جمعة عناد اجازة الى الفريق جميل الشمري قائد خلية الازمة السابق في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) لمدة شهر يقضيها في الخارج بذريعة العلاج، أثار اتهامات بمحاولة تهريبه. وقد كتب أحمد ملا طلال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء الكاظمي على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الاحد قائلا "القائد العام للقوات المسلحة السيد مصطفى الكاظمي يوجه بإصدار قرار منع سفر بحق الفريق جميل الشمري لتورطه بقضايا قتل المتظاهرين في الناصرية، وذلك على خلفية منحه إجازة وهمية للعلاج خارج العراق".

اتهامات لوزير الدفاع

واتهمت مصادر عراقية تحدثت مع "ايلاف" الوزير عناد الذي تم الحصول على نص خطاب موافقته على منح الفريق الشمري الاجازة بمحاولة تهريبه الى الخارج، على الرغم من صدور امر قبض عليه من القضاء العراقي في الاول من ديسمبر الماضي بتهمة قتل المتظاهرين.

وحصلت "ايلاف" على نص خطاب وزارة الدفاع بمنح الاجازة الى الشمري والصادر في 12 من الشهر الحالي والذي جاء فيه:
جمهورية العراق
وزارة الدفاع
أمانة السر العام
الى/رئاسة أركان الجيش
حصلت موافقة السيد وزير الدفاع المحترم على منح الفريق جميل كامل عبد الله المنسوب الى امانة السر العام اجازة لمدة 30 ثلاثون يوما لغرض العلاج خارج القطر .. نرجو اتخاذ مايلزم.
التوقيع
الفريق الركن
رعد كاظم هاشم الطائي
أمين السر العام لوزارة الدفاع
12 أيلول 2020

ضجة في مواقع التواصل

على الفور ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب بقرار الكاظمي موجهة في تعليقات تابعتها "ايلاف" اتهامات الى الفريق الشمري بقتل المتظاهرين، والى الوزير عناد بمحاولة "انقاذه" من العقاب.

وكتبت الاعلامية سحر عباس جميل "ينصر دينك" .. بينما قال محمد باسم "خطوة نحو تحقيق العدالة في حال إكتمالها" .. اما عبد الله خالد فأكد "لا نريد أكثر من العدالة.. جميل الشمري مجرم قاتل، بساعات فقط لا أكثر قتل عشرات الشباب الابرياء وجرح المئات، هذا أقل شي يستاهله هو الإعدام وجعله عبرة لغيره من المجرمين".

أما بنت العراق فكتبت "حييل زين تسوي ضلت المحاكمه وان شاء الله قريبه جدا".. بينما قالت رحاب جاسم "الله الله، وأخيرا، عاشت إيدك والله ماخيبت ظني".. فيما كتب عادل كنو يقول "خطوه في الاتجاه الصحيح والمطلوب تسليمه الى القضاء في الناصريه كوّن عليه مذكرة قبض".. اما علي اباببيل فقال "أفضل وأحسن وأرقى قرار".

محمد عبد اللطيف كتب " يجب الان التحقيق مع الوزير واسباب تواطؤه مع المتهم الشمري".. في حين قال عماد العراقي "جيد قرار مهم وواجب اتخاذه" .. اما حسين صباح فقد رأى "هناك مذكرة قبض بحقه.. يجب تنفيذها".. واكتفت زينب الخفاجي بالقول"عفيه" .. ومثلها ام هبة التي كتبت "أحسنت" .. في حين قال وليد حسين "اذا كان متهماً فلماذا لا يقبض عليه ؟ وهل سيتم التحقيق بخصوص الإجازة الوهمية ؟".

ومن جهته، تساءل الدكتور سارالجابير "أليس من المفروض احالته فورا للمحاكمة ، ومحاسبة من منحه الإجازة الوهمية كما وصفتموها؟".

مذكرة قبض

وكانت الهيئة القضائية التحقيقية المشكلة للنظر قضايا أحداث التظاهرات في محافظة ذي قار الجنوبية قد اصدرت في الاول من كانون الاول ديسمبر عام 2019 مذكرة قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري قائد خلية الازمة السابق في المحافظة.

وقال المجلس الاعلى للقضاء العراقي في بيان أن "الهيئة التحقيقية في رئاسة محكمة استئناف ذي قار أصدرت مذكرة قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري عن جريمة إصدار الأوامر التي تسببت بقتل متظاهرين في المحافظة".

إعادة الى منصب أعلى

وكان رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي قرر في كانون الثاني يناير 2020 قد عزل الفريق الشمري من ادارة خلية الازمة في محافظة ذي قار عقب مقتل 42 شخصاً واصابة اكثر من 180 آخرين في مواجهات مع القوات الأمنية في عاصمتها الناصرية لكنه عاد فعينه بعد ايام رئيسا لجامعة الدفاع للدراسات العسكرية والتي مقرها في المنطقة الخضراء وسط بغداد من دون اي اجراء قضائي برغم صدور امر بالقبض عليه وبالتحقيق معه.

ويتهم ناشطو الاحتجاجات العراقية الشمري بالوقوف وراء مجزرة ارتكبت ضد المتظاهرين على جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ويوضحون أن قوات أمنية استقدمت من بغداد إلى الناصرية بقيادة الفريق الشمري فتحت النار على مئات المتظاهرين الذين كانوا يعتصمون هناك ما أدى لمقتل العشرات منهم.وقالوا وقالوا إن وحدات الرد السريع التي يقودها الشمري بدأت في إطلاق النار على المتظاهرين الذين أغلقوا جسر الزيتون وطرقا قريبة في هجوم استمر نحو ساعتين.

ومن جهتهم، اقام أهالي مدينة الناصرية أكثر من 200 دعوى قضائية ضد الشمري غالبيتهم من ذوي المتظاهرين القتلى هناك.

تجدد الاضطرابات
وقد تجددت الاضطرابات في الناصرية مساء السبت، حيث تشهد احتجاجات وقطعاً لأغلب الطرق والجسور احتجاجاً على اختطاف الناشط سجاد العراقي وإصابة رفيقه باسم فليح.

فيديو احتجاجات الناصرية ضد اختطاف ناشط ومحاولة اغتيال آخر

وتظاهر المئات أمام مبنى ديوان المحافظة ومقر حكومتها المحلية، منطلقين من ساحة الحبوبي مركز الاحتجاج كما قطعوا عدداً من الطرق والجسور ومنها جسري الحضارات والزيتون وذلك اثر إختطاف الناشط في التظاهرات هناك سجاد العراقي وتعرض الناشط باسم فليح لمحاولة اغتيال حينما هاجم مسلحين يستقلون ثلاث سيارات مضللة اختطفوا الناشط سجاد العراقي وأطلقوا النار على صديقه باسم فليح الذي كان برفقته بأسلحة كاتمة للصوت.

واكدت شرطة المحافظة الاحد انها تحاصر خاطفي سجاد العراقي بالقرب من منطقة "آل ازيرج" والتي تبعد 15 كلم عن مركز مدينة الناصرية.

وكان الكاظمي اكد خلال لقاء مع جرحى تظاهرات محافظة ذي قار في 22 من الشهر الماضي دعمه "لمطالب المتظاهرين الحقّة والتي رفعت شعار التغيير من أجل تحسين واقع البلد وبناء مستقبل أفضل للعراق يقوم على أساس العدل والمساواة والعيش الرغيد للمواطنين وبيّن أن الحكومة عازمة على تحقيق مطالب المتظاهرين السلميين، والتي تعد من أولويات برنامجها الحكومي".

يشار الى ان محافظة ذي قار قد شهدت خلال الاضطرابات التي رافقت تظاهرات الاحتجاج فيها والتي اندلعت في محافظات اخرى أيضا اواخر العام الماضي مقتل واصابة حوالي الفي قتيل وجريح من المتظاهرين في اعلى نسبة من الضحايا بعد العاصمة بغداد.

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من اكتوبر من العام الماضي ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة الضرورية وللمطالبة بفرص عمل .. اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق اسفرت عن مقتل 568 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين، وادت الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته في الاول من نوفمبر السابق.