إيلاف من لندن: نجحت اجراءات أمنية مشددة للقوات العراقية وتدخلات ووساطات سياسية ورسمية وعشائرية في تجنيب مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية صدامات دموية كان يخشى وقوعها هناك الجمعة بين انصار التيار الصدري والمتظاهرين.

وعلمت "ايلاف" ان الساعات الاخيرة شهدت اتصالات رسمية وسياسية مكثفة ووساطات عشائرية ماراثونية مع قادة التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في الاتفاق على ابعاد مكان اقامة صلاة الجمعة التي دعا لها التيار لاقامتها بوسط الناصرية الى ضواحيها الشرقية بعيدا عن مركز الاحتجاجات.

وقامت اكثر من 100 عجلة خصصها التيار بنقل انصاره من اقضية ونواحي المحافظة الى الناصرية حيث تجمعوا بشرقها واقاموا صلاة الجمعة وسط اجراءات امنية وصحية شاركت فيها القوات الامنية واللجان الامنية للتيار ما حال دون وقوع اية اعمال عنف شبيهة بما حصل الجمعة الماضي حين قام انصار الصدر بمهاجمة المتظاهرين بالاسلحة النارية والبيضاء والهراوات ما اوقع 9 قتلى واصابة اكثر من 80 آخرين بين صفوفهم.

وخلال الايام القليلة الماضية اتهم الصدر المتظاهرين بعشق الاميركيين والمخدرات وتحويل ساحات التظاهر الى امكنة للفاحشة ما اثار استياء شعبيا واسعا.

الناشطون يرفعون شعارات دينية درءا للفتنة
بالترافق مع ذلك ومع توافد المئات من ناشطي المحافظات الجنوبية على الناصرية دعما لمتظاهريها الذين نظموا فعاليتهم الجماهرين "جمعة الناصرية" مؤكدين على مطاليبهم بمحاكمة قتلة المتظاهرين.

من جهتها شددت القوات الامنية من اجراءاتها في الشوارع والطرقات المؤدية الى ساحة الحبوبي وسط المدينة مركز الاحتجاجات في المحافظة وضرب طوق امني محكم حولها بالتعاون مع المتظاهرين لمنع اي خرق امني او عنف يستهدف الناشطين فيها.

وقام متظاهرو الناصرية برفع اعلام وشعارات دينية الى جانب مطاليبهم الوطنية وذلك درءا للفتنة والتأكيد على سلميتهم.

ووجهت "اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين" في بيان مساء الخميس حمل عنوان "جمعة نصرة ذي قار" نداء الى الناشطين قالت فيه "ننتظركم غدا في ساحة التحرير وباقي الساحات للوقوف مع احبتنا في عاصمة الثورة ابطال ساحة الحبوبي فلا تقصروا مع اخوتكم وتحدوا المليشيات وارهابها وليخرج الثوار كي يوصلوا رسالة لذيول ايران مفادها كلنا الناصرية كلنا العراق".

متظاهرو بغداد يتظاهرون دعما لناشطي الناصرية
في العاصمة بغداد تجمع المئات من الناشطين في ساحة التحرير دعما لمتظاهري الناصرية وتنديدا بالاعتداء عليهم. ورفع الناشطون اعلاما عراقية ويافطات تؤكد الاصرار على استمرار الاحتجاجات وتلبية مطاليبها ضد الفساد والطائفية والدعوة لمحاكمة قتلة المحتجين وحماية الناشطين من عمليات الاغتيال والخطف التي تستهدفهم من قبل المليشيات الموالية لايران.

والاثنين الماضي اطلقت القوات العراقية عملية انتشار في الناصرية بعد وصول تعزيزات أمنية اليها من بغداد تضم اللواء 37 من الجيش ولواء المهمات الخاصة من الشرطة الاتحادية لفرض القانون وتعزير الأمن وحماية المواطنين والمصالح العامة والخاصة.

كما قامت القوات الامنية بفرض ثلاثة اطواق حول ساحة الحبوبي لحماية متظاهريها وخيام اعتصامهم من اي اعتداءات تستهدفهم.

وأوفد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فريقا امنيا ورسميا برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي إلى الناصرية للتحاور مع المحتجين وتهدئة الاوضاع فيها.

وكانت بغداد و9 محافظات عراقية قد شهدت في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 انطلاق تظاهرات شعبية احتجاجية غير مسبوقة ضد فساد الطبقة الحاكمة والهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد وللمطالبة بتوفير الخدمات وفرص عمل للعاطلين وتحسين الواقع المعيشي.

وأعلنت الحكومة العراقية في تموز يوليو الماضي مقتل واصابة 560 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في الاحتجاجات التي ارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة.