ايلاف من لندن: فيما تتصاعد الاحتجاجات الشعبية في محافظة السليمانية العراقية باقليم كردستان الشمالي ومدنها واحراق مقرات الاحزاب السياسية وسقوط قتلى ومصابين فقد اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح ان العنف ليس حلا للمشاكل داعيا سلطات الاقليم الى الاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وتصاعدت خلال الساعات الاخيرة الاحتجاجات في مدينة السليمانية ومدن اخرى في محافظة السليمانية الشمالية حيث شهدت مصادمات بين المتظاهرين الغاضبين من سوء الاوضاع المعيشية وتأخر صرف ارواتب والرافضين للفساد في مؤسسات اقليم كردستان وبين القوات الامنية التي وضعت في حالة الانذار وانتشرت في مدن المحافظة وخصة في سيد صادق وجمجمال وبيرة مكرون.

وقد سقط ثلاثة قتلى واعداد من المصابين في هذه الاحتجات التي رافقها مداهمة قناة تلفزيونية لحركة التغيير المعارضة ومنعها من البث واغلاقها.

وقد اضرم المحتجون النار في مكاتب أحزاب الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية إضافة إلى مؤسسات حكومية .
وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي محتجين وهم يهتفون ضد حكومة الإقليم احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم لأشهر وكذلك أصوات إطلاق رصاص وأصوات محتجين استمروا بالتظاهر حتى الليل.

ولتدراك انهيار الاوضاع الامنية بشكل اخطر فقد بدأ صباح اليوم في اربيل اجتماع برئاسة رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بمشاركة ممثلين عن الاحزاب الثلاثة الرئيسة المشاركة في تشكيل حكومة الاقليم وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير للتباحث حول آخر المستجدات في الاقليم.

صالح: العنف ليس حلا لمطالب الناس المشروعة
وقال الرئيس العراقي برهم صالح انه يتابع بقلق واهتمام بالغين تطورات الأحداث في مدينة السليمانية منذ أيام، من تظاهرات واحتجاجات شعبية وما رافقها من أعمال عنف أدّت الى إصابة عدد من المواطنين والقوات الامنية وتعرض عددٍ من المباني الى الحرق والدمار.

واضاف في بيان الثلاثاء تابعته "ايلاف" أن التظاهر السلمي حق دستوري مكفول يجب احترامه وعدم التجاوز عليه .. وشدد على ضرورة تلبية السلطات ذات العلاقة هذه المطالب، والعمل على حلول جذرية لمشكلة الرواتب وتحسين الأحوال المعيشية وذلك عبر خطوات سريعة وجدية ترتكز على المصارحة وتوجيه موارد الشعب لخدمة المواطنين وانتهاج الطرق الحقيقية في الإصلاح.

واعتبر أن التجاوز على المال العام والفساد الإداري والمالي والسلب والنهب والتهريب يجب أن يتوقف. واشار الى ان "العنف ليس حلاً لمواجهة مطالب المواطنين المشروعة ويجب احترام إرادة ومطالب المتظاهرين السلميين ونطلب من القوات الأمنية التصرف حسب القانون والابتعاد عن استخدام العنف وفسح المجال امام وسائل الاعلام لممارسة عملهما بحرية دون تقييد او تضييق او اعتداء".
وقال ان اللجوء الى العنف خطأ فادح وليس الطريق السليم لإيجاد الحلول "اذ أن استخدام العنف يُلطخ سمعة القوات الأمنية التي تقوم مهمتها في الحفاظ على الامن والاستقرار وحماية أرواح وممتلكات المواطنين، كما ان العنف يعمل على تشويه سمعة المتظاهرين السلميين وتحرف مطالبهم".

ودعا الرئيس العراقي سلطات الاقليم الى الاستماع للمطالب الحقة للمواطنين، وعلى المواطنين احترام القوات الأمنية والمحافظة على الممتلكات العامة والامن العام .. مطالبا المتظاهرين والقوات الأمنية الابتعاد عن العنف وعدم افساح المجال لوقوع نتائج لا تُحمد عقباها. ودعا الجهات المشاركة في الحكومة الى العمل بجدية وبأقصى سرعة، لإيجاد حلول جذرية للأزمات من اجل تلبية مطالب المواطنين.. منوها الى ان أن الطريق الأفضل امام حكومة الإقليم لحل الأزمة المالية التي تعصف بها هو العمل على التوصل لاتفاق شامل مع الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بالرواتب ومستحقات الاقليم من أجل توفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين .

بارزاني: الاوضاع الصعبة في الاقليم خارجة عن ارادتنا
ومن جهته اعتبر رئيس حكومة كردستان مسرور بارزاني أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الاقليم خارجة عن ارادة ورغبة حكومته محذراً المواطنين من محاولات البعض استخدام قوت الناس لمصالحه الشخصية.

وقال بارزاني في بيان تابعته "ايلاف" ان حكومة كردستان تبذل جميع مساعيها وامكانياتها لاجتياز الاوضاع المالية الصعبة التي يمر بها الاقليم والعراق والعالم.. منوها الى أنها "تواصل المفاوضات مع الحكومة الاتحادية للحصول على الحقوق والمستحقات المالية الخاصة بالإقليم التي لم ترسلها لحد الان للأسف على الرغم من ان حكومة الاقليم ابدت المرونة الكاملة من اجل الوصول لاتفاق في اطار الدستور".

وعبر بارزاني عن اسفه "لان البعض يريد أن يوظفوا قوت الناس لمصالحهم الشخصية وبحجة الدفاع عن حقوق ومطالب شعب كردستان ويحاولون التخريب والاحراق وخلق الفوضى، مطالباً المواطنين بألا يقعوا تحت تأثير المساعي واهداف التخريبيين الذين يستهدفون تعقيد وتخريب الاستقرار في الاقليم.

واشار الى ان "مساعي التخريب تختلف عن المطالب المشروعة للناس لذلك فأن الدوائر والمؤسسات التابعة لحكومة الاقليم مسؤولة عن حماية حياة المواطنين بمن فيهم المتظاهرين".. مؤكدا على ضرورة منع الاضطراب والفوضى واللجوء إلى العنف وتخريب الاماكن العامة والخاصة والمقرات، مؤكداَ على تقديم المخالفين إلى القانون.

ويعاني اقليم كردستان العراق حاليا من ازمة مالية نتيجة عدم دفع مرتبات موظفيه منذ اشهر بسبب الخلافات بين اربيل وبغداد حول واردات نفط الاقليم ومنافذه الحدودية حيث تشترط الحكومة المركزية ارسال ربع مليون برميل من نفط الاقليم الى شركة سومو لتصدير النفط العراقية يوميا قبل ارسال تخصيصات الاقليم من الموازنة العامة للبلاد ومن ضمنها رواتب موظفي الاقليم حيث من المنتظر ان يصل الى بغداد وفد من حكومة الاقليم الاسبوع المقبل للبحث في ايجاد حلول لهذه المشاكل.