إيلاف من لندن: تجددت التظاهرات الاحتجاجية في مدن محافظة السليمانية العراقية الشمالية الاربعاء، وارتفع عدد ضحايا الصدام مع قوات البيشمركة إلى تسعة قتلى، بينهم رجلا أمن و7 متظاهرين، فيما اعلنت السلطات منع التظاهرات غير المرخصة.

أوضح مسؤول أمني في محافظة السليمانية بإقليم كردستان الشمالي الأربعاء وقوع سبع ضحايا من المتظاهرين في احتجاجات مدن مختلفة بالمحافظة منذ تصاعد وتيرة التظاهر خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرًا الى مقتل عنصر في قوات البيشمركة المكلفة حماية مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني وآخر عقيد في مقر للاتحاد الوطني، إضافة إلى عدد من الجرحى لم يعرف عددهم بعد، كما نقلت عنه وكالة "شفق نيوز" الكردية في تقرير لها تابعته "ايلاف".

تجددت خلال الساعات الاخيرة الاحتجاجات في مدينة السليمانية وعدد من مدنها حيث شهدت مصادمات بين المتظاهرين الغاضبين من سوء الاوضاع المعيشية وتأخر صرف ارواتب والرافضين للفساد في مؤسسات اقليم كردستان وبين القوات الامنية التي وضعت في حالة الانذار وانتشرت في مدن المحافظة وخاصة في سيد صادق وجمجمال وبيرة مكرون.

وقد اضرم المحتجون النار خلال اليومين الماضيين في مكاتب أحزاب الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية إضافة إلى مؤسسات حكومية .

أعلنت اللجنة الأمنية العليا في إقليم كردستان منع تنظيم أي تظاهرات غير مرخصة وقالت في بيان "من الان وصاعدا لن تسمح القوات الامنية باستمرار التظاهرات غير المرخصة التي نجم عنها المشاكل والعنف وتدهور الأوضاع وللقوات الصلاحية في توقيفهم والتعامل معهم وفق القانون".

واشارت اللجنة الى ان"القوات الأمنية ستقوم باعتقال جميع الذين اعتدوا على الممتلكات العامة او حرضوا الناس على الاعتداء عليها". ودعت جميع الأطراف السياسية الى التعامل بمسؤولية مع الأوضاع وكذلك القنوات الاعلامية التعامل بروح المسؤولية مع هذه الأحداث".

ومنذ ليلة امس تخضع اقضية ونواحي محافظتي السليمانية وحلبجة لحظر تجوال مدته 24 ساعة ينتهي عند منتصف ليل الاربعاء في حال عدم تمديده.

في وقت سابق اليوم، اتهم رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني اطرافا لم يسمها باستغلال الاحتجاجات وحرفها نحو العنف مشيرا الى ان قاذفات صاروخية استهدف مقار حزبية وحذر من مخطط يستهدف كيان الاقليم واكد ان حكومته تبذل مساع لتسوية الخلافات والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد.

وخرج متظاهرون محتجون منذ الخميس الماضي ضد الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وقاموا باضرام النار في مقرات الاحزاب السياسية بعد اتساع تزايد الفقر في مدينة السليمانية ثاني اكبر مدن الاقليم بعد العاصمة اربيل رافعين شعارات للمرة الاولى تهاجم أحزاب السلطة وتتهمها بالفساد وسرقة المال العام وتطالب الحكومة الاتحادية في بغداد بأن تتولّى هي دفع مرتبات الموظفين بشكل مباشر من دون مرورها بحكومة الإقليم.