ايلاف من لندن: كشف النقاب في بغداد الثلاثاء عن تجميد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لعمل مستشاره لشؤون الحوار الوطني هشام داود اثر تصريحات له قال فيها إن قاسم سليماني كان يعتبر انه مسؤول عن العراق ويتصرف من دون احترام له ما اثار حفيظة قوى شيعية هددته بالتصفية الجسدية.

وقال مصدر حكومي إن الكاظمي قرر اليوم تجميد عمل مستشاره للحوار الوطني هشام داود وفتح تحقيق معه اثر تصريحات له عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني سابقا اشار فيها الى انه كان يعتقد انه ليس فقط منسقا مع العراق بل انه مسؤول عنه، وبالتالي يدخل اليه ويخرج متى يشاء وان الاصول العامة للدولة العراقية لم تكن ضمن اولوياته .. منوها الى ان الحكومة الحالية فرضت على خلفه قاآني أن يدخل البلاد بفيزا من الباب الصحيح.

ولم يصدر بعد أي تأكيد من مكتب الكاظمي لكلام المصدر الحكومي الذي نشرته وسائل اعلام عراقية تابعتها "إيلاف" عن تجميد عمل داود المستشار في رئاسة الحكومة.

المستشار يوضح: أي سوء فهم ليس مقصودا
وقد اضطر داود اليوم الى اصدار توضيح حول تصريحاته الى برنامج عن سليماني بثته قناة "بي بي سي" البريطانية وأثار حفيظة القوى العراقية الشيعية، اشار فيه الى انه تحدث في هذا البرنامج بلغة حرة باعتباره باحثاً وأكاديمياً مختصا في الشأن العراقي ولم يتحدث بصفة رسمية.

واضاف في توضيحه الذي حصلت "ايلاف" على نصه "ظهرت في وسائل الاعلام اخيراً مقابلة تلفزيونية لي في قناة بي بي سي البريطانية وعُرّفت فيها كمستشار لرئيس الوزراء لذلك اشير الى ان المقابلة الصحفية كانت في نطاق فيلم تسجيلي ذي طابع تاريخي وانها جرت قبل اكثر من شهرين من بثها.. وتحدثت في هذا الفيلم بلغة حرة باعتباري باحثاً وأكاديمياً مختصاً في الشأن العراقي ولم اتحدث بصفة رسمية.. وإن ما ورد في حديثي ينطلق من كوني باحث استقيت معلوماتي من ابحاث اجريتها في السنوات السابقة وهي ليست بالضرورة معلومات حكومية".

واشار داود الى انه بناء على كل ذلك "أود التأكيد على التزامي بمعايير الدولة الوطنية العراقية وخطابها الرسمي وثوابتها وان اي لبس او سوء فهم في هذا الموضوع لم يكن مقصودا".

استياء شيعي وتهديد بقتل المستشار
وقد اثارت تصريحات داود هذه استياء قوى شيعية هددت احداها بتصفيته جسديا.
وقال رئيس كتلة السند الوطني في البرلمان العراقي والأمين العام لحركة جند الإمام المنضوية في الحشد الشعبي أحمد الاسدي في تغريدة على تويتر إن سليماني "كان مسؤولا ذا قيمة رسمية ومعنوية في دولته وجميع الدول التي تشرفت باستضافته وكان في العراق يتحرك بمسؤولية الواعي لتنفيذ واجبه في مساعدة العراق.. وكان يدخل العراق بشكل رسمي من اوضح أبوابه القانونية، وكانت السلطات الشعبية والرسمية وبمختلف مستوياتها تفرش له شغاف قلوبها بدل السجاد الاحمر لأنها خبرت اخلاصه وصدقه وعظيم دوره في نصرتها"، على حد قوله.

ومن جانبه، وصف النائب عبدالامير التعيبان الدبي تصريحات داود بأنها "تخرصات".. وقال في تغريدة له مخاطبا المستشار "إن مثلك لا يتحدث عن سليماني فانت منه محل الثرى من الثريا".

اما عضو لجنة الامن النيابية مهدي الآمرلي فقد اشار الى انه "في كل مرة لا يتوانى مستشار رئيس الوزراء المدعو هشام داود في التجاوز على الشهداء الذين حرروا العراق واخرها تجاوزه على ضيف العراق الشهيد قاسم سليماني الذي وصفه الامام السيستاني بأحد قادة النصر في العراق" مطالباً بإقالة داود.

ولم تكتفِ بعض هذه القوى برفض تصريحات داود وانما هددت بتصفيته جسديا فقد توعدت حركة ربع الله المستشار بالتصفية الجسدية ومنح عناصرها حرية استهدافه "تحت اي ظرف".

وكانت طائرة اميركية مسيرة قد اغتالت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير من العام 2020.