إيلاف من لندن: فيما قتل واصيب 113 شخصا من المتظاهرين والقوات الامنية في مواجهات في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار العراقية الجنوبية حتى ليل الاحد فقد انطلقت دعوات محلية ودولية الاثنين لوقف نزيف الدم هناك وتحذير من سقوط شرعية النظام بينما اعلن المحتجون استعدادهم لوقف التصعيد بشروط..

ورفضت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان بشدة حالة الانفلات الامني التي تعيشها محافظة ذي قار الجنوبية قائلة في بيان تابعته "ايلاف" الاثنين انها "أدت الى تفاقم الصدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية وكان نتيجتها مصرع رجل أمن ومتظاهر واصابة 111 شخصا من الطرفين بسبب إستخدام الرصاص الحي والحجارة والأدوات الجارحة".

وحذرت المفوضية "من أن إستمرار الإنفلات الأمني وعدم معالجة المشاكل المتفاقمة وعدم قيام الحكومة والمؤسسة الامنية والمتظاهرين في حفظ الامن والامان سيؤدي بالنتيجة الى إستمرار الفوضى وسقوط المزيد من الضحايا".

وجددت المفوضية دعوتها لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتولي الموقف الأمني في المحافظة واتخاذ الإجراءات العاجلة لإيقاف نزيف الدم وبسط الأمن وايقاف الانفلات الامني فيها. وشهد قضاء الشطرة في المحافظة في وقت متأخر من مساء الاحد محاولة لاغتيال محامي ناشط في الاحتجاجات من قبل مسلحين مجهولين.

ومن جهته، رفض ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي الإستمرار في إراقة الدم في ذي قار عادا ذلك إنتهاكا لكرامة الشعب وآماله ولقيم الدولة وأمن المجتمع.

ودعا الائتلاف في بيان تابعته "ايلاف" الى وقفة جادة لإعادة تقييم الأوضاع وضبطها وتصحيح المسار بما يحقق طموحات الشباب وأهداف الدولة. وحذر من ان شرعية النظام على المحك.. مطالبا الحكومة والقوى السياسية بتحمّل مسؤولياتها بتخطي المرحلة الإنتقالية بأقل الأضرار ووفق إلتزامات واضحة وجادة للإنتقال الى مرحلة دائمة تحقق طموحات الشعب".

واشنطن تدعو الى ضمان حياة المحتجين
ومن جهتها، دانت الولايات المتحدة مقتل الناشط والمسعف حيدر ياسرفي محافظة ذي قار. وقالت السفارة الاميركية في بغداد في بيان الاثنين اطلعت عليه "ايلاف" اننا "نشارك في حزن شعب العراق الحداد على مقتله" منوهة الى "أن المشاهد المروعة لهذه الجريمة الوحشية هي بالفعل مرعبة".

واضافت "نحن نضم صوتنا إلى جميع أولئك الذين يطالبون بتقديم الجناة إلى العدالة ونحث السلطات الأمنية العراقية على ضمان السماح لأولئك الذين يشاركون في نشاط احتجاجي سلمي بالقيام بذلك من دون خوف على حياتهم أو سلامتهم الشخصية".

وعثرت القوات الأمنية العراقية قبل يومين على جثة الناشط المدني حيدر ياسر في قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار جنوب البلاد.

لجنة التظاهرات تتهم المليشيات بالمشاركة في قمع الاحتجاجات
اما "اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين" فقد اتهمت المليشيات الموالية لايران بالمشاركة مع قوات مكافحة الشغب في مواجهة الناشطين في ذي قار بالقتل والجرح والاعتقال ومطاردتهم الى بيوتهم "لمجرد محاولتهم الاعتصام في ساحة الحبوبي للمطالبة بحقوقهم المشروعة في استعادة وطنهم العراق من براثن أحزاب المحاصصة الطائفية الفاسدة التي استهانت بكرامة العراق وسيادته ونهبت ثرواته وهربت امواله الى اسيادها في ايران الشر".

ودعت اللجنة في بيان حصلت "ايلاف" على نصه الناشطين في عموم البلاد الى نصرة محتجي ذي قار "بالخروج الى الساحات لاستعادة جذوة الثورة في كل مكان من ارض الرافدين".. واكدت الحاجة الى "وثبة جديدة في كل المحافظات المنتفضة للتأكيد على ان الثورة مستمرة وبزخم اقوى من اجل تحرير عراقنا العزيز من الطغمة الفاسدة ".

وناشدت اللجنة المنظمة الناشطين في محافظات البصرة وميسان والمثنى وواسط والقادسية والنجف وكربلاء وبابل وفي العاصمة بغداد التوجه الى "ساحات الشرف والكرامة من اجل تحقيق حياة حرة كريمة وتغيير الواقع الراهن واجراء انتخابات نزيهة بموجب قانون جديد وتحت اشراف الامم المتحدة".

تعليق الاحتجاجات بشرط
ومن جهتهم، اعلن متظاهرو ساحة الحبوبي بوسط الناصرية استعدادهم الليلة الماضية لايقاف التصعيد وعودة الهدوء بشرط اطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين وان لا يتم القبض على أي متظاهر سلمي اخر.

واشار المتظاهرون في بيان اطلعت على نصه "ايلاف" الى انه "في الآونة الأخيرة وبعد تعليق الاعتصام والاستمرار بالاحتجاج السلمي المشروع قامت القوات الأمنية بحملات اعتقالات تعسفية للمتظاهرين السلميين واستهدفت منازلهم ورغم تعهد خلية الأزمة المشكلة من رئاسة الحكومة بجعل المدينة مستقرة إلا انها زادت النار حطباً فكانت ضد شعبها وعوناً للفاسدين، وما حصل موخراً من حملات اعتقالات تعسفية دفعنا للقيام بالتصعيد المناطقي للضغط لأجل إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وإيقاف استهداف المتظاهرين السلميين وبعد ان يتم إطلاق سراح المعتقلين سيتم إيقاف التصعيد وعودة الهدوء بشرط إلاّ يتم اعتقال او استهداف أي متظاهر سلمي واذا حصل عكس ذلك فإننا على أتم الجهوزية والاستعداد للتصعيد بقوة اكبر لم تشهدها الحكومة من قبل".

وطالب المتظاهرون الجهات المختصة بالعمل على إسقاط جميع التهم والدعاوى الكيدية للحيلولة دون وقوع مصادمات واشتباكات تشعل شرار الفتنة في المحافظة.

اطلاق نار كثيف ومحافظات تتظاهر
ومن جانبها، نقلت شبكة اخبار الناصرية عن شهود عيان ليل الاحد قولهم سماع اطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من مدينة الناصرية .

وأعلنت خلية الاعلام الامني في بيان ليل الاحد مقتل احد عناصر الشرطة وإصابة 33 آخرين أيضاً خلال أحداث اليوم نفسه في الناصرية بعد تجدد الاشتباكات في ساحة الحبوبي وسط المدينة.

وبذلك تكون الحصيلة النهائية للأحداث قد استقرت عند 113 قتيلاً وجريحاً من القوات الامنية والمتظاهرين بحسب وسائل اعلام محلية اشارت ايضا إلى أن "عناصر القوات الامنية اصيبوا بطلق ناري واختناق وبالحجارة والكدمات، فيما أصيب المتظاهرون بالرصاص المطاطي وبكدمات واختناق بالقنابل المسيلة للدموع.

وقد رافق احتجاجات ذي قار خروج تظاهرات في محافظات النجف والبصرة وميسان والديوانية والمثنى والنجف وبابل وكربلاء والعاصمة بغداد لمساندتها.

وتصاعدت الاحتجاجات امس لليوم الثالث على التوالي وسط أعمال عنف واشتباكات بين محتجين وأفراد الأمن والمليشيات التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين استخدموا من جانبهم الحجارة والزجاجات الحارقة.

وتفجرت الاحتجاجات في الناصرية مجددا الجمعة على خلفية توقيف الناشط في الحراك الشعبي إحسان الهلالي لكنه تم اطلاق سراحه امس مع 12 معتقلا آخر.