ايلاف من لندن : فيما استنفر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الخميس قوات بلاده للاقتصاص من المخططين لهذا الهجوم وكل داعم لهم فقد اشارالى تنفيذ تغييرات امنية بحسب الضرورات الميدانية، فيما اعلنت دول العالم تضامنها مع العراق بعد تفجيرين داميين أوقعا 142 قتيلا، فيما دعا السيستاني السلطات الى إفشال خطط الاعداء المتربصين بالشعب العراقي.
واثر وقوع الحادث ترأس رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية والاستخبارية في مقر قيادة عمليات بغداد على إثر الإعتداء الإرهابي، الذي طال المدنيين في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد.
وأمر الكاظمي "بفتح تحقيق على الفور للوقوف على أسباب حدوث هذا الخرق الأمني، وملاحقة الخلايا الارهابية التي سهّلت مرور الإرهابيين وارتكابهم جريمتهم النكراء"، كما وجّه سيادته باستنفار القوّات الأمنية لحفظ أمن المواطن و اتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك ميدانيًا"، بحسب بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف".
كما نسب قيام قطعات الجيش العراقي ووحداته بتقديم الإسناد للقوات الأمنية الاخرى وأن يضطلع الجيش بدوره في تهيئة الدعم الميداني والأمني. وأكد " أن الاستهداف الإرهابي للمدنيين من أبناء شعبنا، يؤكد أن معركتنا ضد الارهاب مستمرة وطويلة الأمد، وان لا تراجع ولا تهاون في محاربته والنيل من بقاياه في كل شبر من أرض العراق".
واضاف الكاظمي "لقد وضعنا كل إمكانات الدولة وجهود قطعاتنا الأمنية والاستخبارية، في حالة استنفار قصوى، للاقتصاص من المخططين لهذا الهجوم الجبان وكل داعم لهم، وسنقوم بواجبنا لتصحيح أي حالة تهاون أو تراخٍ او ضعف في صفوف القوات الأمنية التي أحبطت خلال الأشهر الماضية المئات من العمليات الارهابية المماثلة.
وتابع رئيس الوزراء "لن نسمح بتشتت الجهد الاستخباري او تعدد مصادر القرار في القوى الامنية".. وأصاف "بأننا سنعمل على تنفيذ تغييرات امنية بحسب ما تقتضيه الضرورات الميدانية، وان هذه التغييرات لن تخضع للضغوطات والارادات السياسية".
وبين ان "هذا ليس وقت المزايدات السياسية، بل وقت توحد العراقيين ورص الصفوف وشد ازر جيشنا الباسل وقواتنا الامنية بمختلف صنوفها، لحماية استحقاقات شعبنا الوطنية وفي مقدمتها سعيه الى انتخابات نزيهة وعادلة".
وأشار الكاظمي الى أن العراقيين جددوا إثبات إرادتهم برفض القوى الظلامية والتمسك بالحياة وهو ما تجسد في مشاهد التضامن الشعبي ابتداء من مكان الحادث نفسه وامتدادا الى كل انحاء العراق.. وختم بالقول "الرحمة والعُلا للضحايا الذين ارتقوا شهداء أبرياء، والشفاء العاجل للجرحى والخزي والعار للإرهاب ومن يقف خلفه أو تواطأ معه".
ثم قام الكاظمي بزيارة موقعهما والاطلاع على خسائرهما التي اعلنت وزارة الصحة ان حصيلتهما النهائية بلغت 32 قتيلا و110 جرحى.

وفي وقت سابق اليوم قال المتحدث باسم قيادة القوات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن القوات الامنية تواصل البحث للاطاحة بمن تعاون مع الانتحاريين اللذين نفذا هجوم وسط بغداد .. مشيرا الى ان التفجيرين يشيران الى تورط تنظيم داعش.

السيستاني يدعو القوى الامنية الى تكثيف جهودها حماية لامن المواطنين
ودعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق اية الله السيد علي السيستاني القوات الامنية الى تكثيف جهودها في سبيل حفظ الأمن وإفشال خطط الاعداء المتربصين بالشعب.
وقال مكتب السيستاني في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه، انه "مرة أخرى استهدف الارهابيون المتوحشون تجمعاً من المدنيين الابرياء بتفجير مزدوج في ساحة الطيران ببغداد العزيزة مما أدّى الى سقوط عشرات الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، في مشهد فظيع يؤلم كل ذي ضمير حيّ".
واضاف "إننا إذ نتقدم بأحرّ التعازي وأصدق المواساة الى ذوي الشهداء الكرام ونتضرع الى الله العلي القدير أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ندعو الأجهزة الأمنية المختصة الى أن تكثّف من جهودها وتبذل مزيداً من الجهد في سبيل حفظ الأمن وإفشال خطط الاعداء المتربصين بهذا الشعب المظلوم الذي يعاني من جوانب شتى، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم".

مؤشر خطير.. ودعوة الى دعم دولي
ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي إن تفجيري اليوم دليل على مواجهة العراق خطر محاولة زعزعة استقراره.
وكتب الحلبوسي في تغريدة على "تويتر" أن "ما جرى في بغداد اليوم يؤشر إلى حالة خطرة، إذ يحاول الإرهاب الأعمى زعزعة الاستقرار واستهداف الأمن المجتمعي".
وأضاف أن "حفظ الأمن ودعم المؤسسة الأمنية مسؤولية الجميع ولا بدَّ من اتخاذ جميع السبل الاستباقية ضمن الجهد الاستخباري لحماية أمن المواطن وتحييد تطلعات من تسوِّل له نفسه العبث باستقرار البلاد وحياة المواطنين ومقدراتهم".
كما شدد وزير الخارجية فؤاد حسين على ان "العراق بحاجة الى دعم خارجي".
وقال حسين في تصريح صحافي إن "استمرار التوتر الإقليمي يؤثر على الوضع الأمني الداخلي في العراق".. وحذر من ان "العراق لا يمكنه أن يواجه التوترات وحده ونحتاج الى دعم خارجي".
وأشار حسين الى ان "داعش يتحرك بقوة في مناطق عراقية عدة والتهديد الداخلي لا يزال موجودا".