اصطدمت شرطة مكافحة الشغب الهولندية مع متظاهرين نظموا احتجاجات على القيود الجديدة التي فرضتها الحكومة للتصدي لوباء فيروس كورونا.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في مدينة أيندهوفن. وكان هؤلاء قد تجمعوا في تحد لحظر التجول الذي فرضته السلطات.
وألقى بعض من المتظاهرين الألعاب النارية على قوات الشرطة ونهبوا المحال التجارية وحطموا زجاج المتاجر.
ووقعت احتجاجات أصغر حجما في مدينة أمستردام كبرى المدن الهولندية.
واعتقلت الشرطة نحو 100 من المتظاهرين.
كما أضرم المحتجون النار في مركز لفحص المصابين بمرض كوفيد 19 في قرية أورك الواقعة شمالي البلاد، حسب ما أعلنت عنه السلطات المحلية.
وقال وزير الصحة الهولندي هوغو دي يونغ في تصريح: "الحريق الذي أضرم في مركز الفحص في أورك تجاوز كل الحدود".
يذكر أن قرار حظر التجول بين الساعة التاسعة مساء (بالتوقيت المحلي) والساعة الرابعة والنصف فجرا، الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من مساء السبت، هو الأول من نوعه في هولندا منذ الحرب العالمية الثانية. ويواجه منتهكو القرار غرامة تبلغ 95 يورو.
"قيود تأخر فرضها"
تحليل: أنا هوليغان - مراسلة بي بي سي في لاهاي
حولت الدراجات المحترقة إلى حواجز، ونهبت المحلات التجارية.
ففي مدينة أيندهوفن، قذف المتظاهرون رجال الشرطة بكرات الغولف والألعاب النارية، مما دفع بهم إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وسرعان ما انتشرت أعمال العنف لتشمل عموم البلاد، وبضمنها مدن أمستردام وتيلبورغ وأنشيده، حيث قذف شبان أحد المستشفيات بالحجارة وأضرموا النار في مركز مخصص لإجراء اختبارات كورونا.
وقال رئيس مجلس الأمن الوطني هوبرت برولس إنه رغم تفهمه لأسباب غضب المحتجين، فإن صبر الهولنديين الآن سيؤدي في نهاية المطاف إلى استردادهم لحرياتهم في وقت أسرع. وقال برولس إن الذين شاركوا في أعمال العنف ليسوا محتجين بل "مشاغبين يتسترون بكورونا".
وفي حقيقة الأمر، فإن الكثيرين في هولندا يعتقدون بأن اللقاحات توفر حلا للأزمة - وهولندا متخلفة في هذا المجال، فهي تأتي في أسفل قائمة الدول الأوروبية التي بدأت بتوفير اللقاحات لسكانها. ولم يحصل على الجرعة الأولى من اللقاح في هولندا إلى الآن إلا 77 ألفا من السكان.
وعند بدء استشراء الوباء، رفضت الحكومة الهولندية فرض إجراءات احترازية كارتداء الكمامات وحظر التجول، قائلة للهولنديين إنهم عقلانيين وملتزمين ولا داع لمعاملتهم كأطفال.
ولكن شعور التفوق هذا عاد ليقض مضجع الحكومة. فبعد سنة تقريبا، يجد الكثير من الهولنديين صعوبة في تقبل الإجراءات المشددة التي رفضتها الحكومة في السابق.
وكان البرلمان الهولندي قد صدّق على قرار فرض حظر التجول يوم الخميس الماضي.
يذكر أن الحانات والمطاعم في هولندا مغلقة منذ تشرين الأول / أكتوبر الماضي، بينما أغلقت المدارس والمصالح التجارية غير الضرورية في الشهر الماضي.
كما قررت الحكومة حظر الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا وجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية بسبب المخاوف المتعلقة بسلالات الفيروس الجديدة.
وشهدت هولندا أكثر من 944 ألف حالة إصابة بالفيروس ونحو 13,646 حالة وفاة.
التعليقات