قالت الحكومة الهولندية إنها لن ترفع حظر التجوال، بعد ليلة ثالثة من الاحتجاجات العنيفة ضد القيود المتزايدة في جميع أنحاء البلاد للحد من تفشي وباء كورونا.
ونهبت المتاجر في روتردام ومدن أخرى وقال وزير المالية ووبكي هوكسترا "إن من قام بتلك الأفعال حثالة". وتم القبض على أكثر من 180 شخصا.
وقال رئيس الشرطة الهولندية إن أعمال الشغب لم يعد لها علاقة "بالحق الأساسي في التظاهر".
وقال رئيس الوزراء مارك روته إن "العنف الإجرامي يجب أن يتوقف.
وقضى أصحاب المتاجر في روتردام ودن بوش ومدن أخرى صباح الثلاثاء في تنظيف الأنقاض إثر أعمال العنف التي وقعت ليلة الاثنين- الثلاثاء.
وقال رئيس بلدية روتردام، أحمد أبو طالب، في كلمة وجهها إلى "اللصوص الوقحين" الذين تسببوا في الضرر: "هل يشعرك بالرضا أنك ساعدت في تدمير مدينتك؟ لتستيقظ بجوارك بحقيبة مليئة بالأشياء المسروقة؟".
وفرض حظر تجوال ليلي من الساعة 21:00 (20:00 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة 04:30 يوم السبت الماضي لوقف انتشار الفيروس.
ويواجه من يُقبض عليه وهو ينتهك الحظر غرامة قدرها 95 يورو (84 جنيهًا إسترلينيًا).
وقال وزير العدل فرد غرابرهويس إنهم لن "يستسلموا لعدد قليل من البلهاء".
ولدى هولندا ما يقرب من مليون حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد منذ بداية تفشي المرض، مع أكثر من 13500 وفاة، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة.
ما حدث ليلة الاثنين
اشتبكت شرطة مكافحة الشغب مع المتظاهرين في روتردام وأمستردام ، وأمرسفورت ودن بوش وألفين وهيلموند.
ووقعت بعض أسوأ الاضطرابات في جنوب روتردام حيث قالت الشرطة إن عشرة ضباط أصيبوا. وكان معظم مثيري الشغب من الصبية أو الشباب، وناشد عمدة أمستردام الآباء لإبقاء الشباب في منازلهم.
وأُضرمت النيران في بعض شوارع لاهاي، حيث حاول رجال الشرطة على دراجاتهم إبعاد مجموعات صغيرة من الرجال الذين رشقوا الحجارة والألعاب النارية.
وفي دن بوش في الجنوب أشعل مثيرو الشغب الألعاب النارية وحطموا النوافذ ونهبوا متجرا وقلبوا سيارات.
وقالت امرأة من سكان المدينة للإذاعة الهولندية إن شبانا ملثمين تسببوا في أعمال تخريب في وسط المدينة. وقالت: "رأيت نوافذ محطمة والألعاب النارية تنفجر. إنه جنون حقًا، تمامًا كما لو كنا في منطقة حرب".
وأغلقت الطرق المؤدية إلى دن بوش لمنع الناس من الانضمام إلى مثيري الشغب، وفرض العمدة جاك ميكرز أمرًا طارئًا يحظر التجمعات يوم الثلاثاء.
وحثت المدعية العامة في المنطق ، هيلين روتجرز، الآباء على ضمان بقاء المراهقين في المنزل.
وفي بعض المدن الجنوبية، مثل ماستريخت وبريدا، سار مشجعو كرة القدم في وسط المدية واعدين بحمايتهم من مثيري الشغب. وناشد لاعب كرة القدم الدولي السابق روبن فان بيرسي الناس في روتردام بالحفاظ على "مدينتنا الجميلة" سليمة.
كيف كان رد فعل هولندا؟
عم شعور بالصدمة جراء العنف. وفي روتردام، حيث استخدمت الشرطة خراطيم المياه ضد مثيري الشغب، وقع العمدة على مرسوم طوارئ، يمنح الشرطة سلطات أوسع في الاعتقال.
وقال رئيس الوزراء إن الشرطة حصلت على دعم الحكومة الكامل: "لا علاقة لأعمال الشغب بالاحتجاج أو النضال من أجل الحرية".
وقال إمرا كوكر، وهو صاحب متجر في روتردام، إنه لا يسعه وصف رآه. وتساءل كوكر "كيف يمكن أن يحدث هذا في هولندا؟" وقال وزير العدل إنه يتحدى أي شخص أن يشرح علاقة نهب المحال بفيروس كورونا.
وفي دن بوش، قالت مايكي نيوفجليز إن الأضرار التي لحقت بمتجرها كانت مفجعة وتجاوزت آلاف اليوروهات. وقالت "كل شيء دمر. شاهدت مقاطع الفيديو، لقد كان غزوًا كاملاً. لا بد أنه كان هناك 40 شخصًا في متجرنا".
التعليقات