باريس: أعربت مجموعة من زوجات وبنات الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، عن معارضتهن لفكرة نقل رفات المحامية جيزيل حليمي إلى مقبرة العظماء (البانتيون) الفرنسية.

وقالت نحو خمسين امرأة في مقال نشرته الخميس صحيفة "لوفيغارو"، "نعارض جماعيا وبقوة وبتصميم المقترح الذي قدمه (المؤرخ) بنجامان ستورا لنقل رفات جيزيل حليمي +الشخصية النسائية البارزة في معارضة حرب الجزائر+ إلى البانتيون".

ومقبرة العظماء الواقعة وسط باريس تحوي رفات شخصيات مهمة في تاريخ فرنسا، من قائد المقاومة ضد الاحتلال النازي جان مولان إلى العالمة ماري كوري.

وجيزال حليمي التي توفيت في 28 تموز/يوليو 2020 من أبرز المحامين الذين دافعوا عن نشطاء جبهة التحرير الوطني الجزائرية، كما شاركت في حملات التنديد بالتعذيب الذي مارسه عسكريون فرنسيون في الجزائر.

وكان بنجامان ستورا، أحد أبرز المؤرخين المختصين بحرب الجزائر (1954-1962)، قد قدم في 21 كانون الثاني/يناير تقريرا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشمل مقترحات تدابير ترمي لمصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر.

واعتبرت النساء اللائي وقّعن المقال أن جيزيل حليمي "أظهرت في عدة مناسبات ازدراءها للحركيين"، لا سيما على أثير إذاعة "فرانس انتر" بتاريخ 3 أيار/مايو 2010 عندما وصفت "النساء الحركيات" بأنهن تشكّلن "عدوا للمرأة".

وتساءلن "هل بهذه الطريقة يريد بنجامان ستورا تشجيع المصالحة؟". كما انتقدن بقية التقرير، على غرار منظمات أخرى للحركيين، واعتبرن أنه محدود واختزالي.

واقترح ستورا تشكيل لجنة "ذاكرة وحقيقة" بهدف مصالحة ذاكرة الشعبين، كما دعا إلى تسهيل تنقل الحركيين الذين يعتبرهم جزء من الجزائريين خونة متعاونين مع الاستعمار، وأبنائهم بين فرنسا والجزائر.