أعلن الاتحاد الأوروبي أن شركة الأدوية البريطانية السويدية، أسترازينيكا، ستوفر 9 ملايين جرعة إضافية من لقاح فيروس كورونا بحلول مارس/ آذار، بعد أيام من الانتقادات لبرنامج التطعيم في الاتحاد.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، إنها "خطوة إلى الأمام".

لكن الـ 40 مليون جرعة المتوقعة حتى الآن لا تزال حوالي نصف ما كان مأمولا، وسط استمرار مشاكل الإمداد.

وقد انخرطت المفوضية في خلاف، انتٌقد بشدة، مع كل من بريطانيا وشركة أسترازينيكا هذا الأسبوع.

على وجه الخصوص، انتُقدت المفوضية بسبب تهديدها بفرض عمليات تفتيش على حدود أيرلندا الشمالية، لمنع وصول اللقاحات المنتجة في الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا.

وكانت مسألة الحدود واحدة من أصعب المشاكل، التي يجب التغلب عليها في صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المتفق عليها مؤخرا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

كان الاتحاد الأوروبي غاضبا، لأن بريطانيا كانت تحصل على إمداداتها بريطانية الصنع المتعاقد عليها من أسترازينيكا، بينما كانت دول الاتحاد تعاني من نقص.

لذلك أعلن الاتحاد أنه سيطبق ضوابط تصدير، على لقاحات فيروس كورونا المصنوعة داخل الاتحاد الأوروبي، لمحاولة حماية إمداداته.

وتضمن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عدم وجود عقبات، أمام التجارة بين جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية.

ما الذي تعد به رئيسة الاتحاد الأوروبي؟

في تغريدة ، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون ديرلاين" إن أسترازينيكا "ستقدم 9 ملايين جرعة إضافية في الربع الأول من العام (40 مليون في المجموع) مقارنة بعرض الأسبوع الماضي، وستبدأ التسليم قبل أسبوع واحد من الموعد المحدد".

وقالت إن هذا يمثل زيادة بنسبة 30 في المئة عن الكمية السابقة.

وذكر راديو وتلفزيون أيرلندا أن البلاد ستحصل على 100 ألف جرعة إضافية نتيجة لذلك.

ووقع الاتحاد اتفاقا في أغسطس/ آب الماضي على 300 مليون جرعة من أسترازينيكا، مع خيار 100 مليون جرعة إضافية.

أورسولا فون ديرلاين
Reuters
واجهت "أورسولا فون ديرلاين" انتقادات متزايدة بشأن برنامج التطعيم

وكان من المأمول تسليم 80 مليونا في الربع الأول - على الرغم من أن مصادر أخرى قالت إن الرقم 100 مليون - لكن أسترازينيكا قالت إن هناك مشكلات في الإنتاج في مصانعها في هولندا وبلجيكا. وذكرت وسائل الإعلام أن هذا يعني خفض الإمدادات بنسبة 60 في المئة حتى نهاية مارس/ آذار.

وإثر ذلك تصاعد الخلاف بين الاتحاد الأوربي من جانب وشركة أسترازينيكا وبريطانيا من جانب آخر.

وأشارت المفوضية إلى أنه يمكن توريدها بالإمدادات من مصانع مقرها بريطانيا، لكن الأخيرة دافعت بقوة عن عقود التوريد الخاصة بها مع أسترازينيكا.

ولاقت محاولة الاتحاد الأوروبي تطبيق إجراءات لتقييد الصادرات على الحدود الأيرلندية انتقادات واسعة، وحذر رؤساء الهيئات الصناعية على مستوى بريطانيا وأوروبا من حظر التصدير.

إذن ما الذي تحقق؟

فضلا عن إعلانها عن الجرعات الإضافية، قالت السيدة "فون ديرلاين" إنها عقدت مؤتمرا عبر الفيديو مع مصنعي اللقاحات.

وفي تغريدة سابقة تحدثت عن "مبادرتنا الجديدة لتعزيز التأهب للدفاع البيولوجي"، مضيفة: "نحن نناقش كيفية معالجة تحورات كوفيد 19 وتوسيع نطاق التصنيع، والاستعداد بشكل أفضل للأوبئة المستقبلية".

ويقول مراسل بي بي سي، كيفن كونولي، إنه سيتم الترحيب بالإعلان عن الجرعات الإضافية بارتياح في بروكسل، لكنه لا يزال يترك المفوضية الأوروبية في مواجهة أسئلة محرجة، عن أسباب تأخر توقيعها على عقود التوريد وعمليات الموافقة، مقارنة بالدول الغنية الأخرى.

حتى إشارة السيدة "فون ديرلاين" إلى قيام أسترازينيكا بتوسيع إنتاجها في أوروبا وتاريخ التوريد المبكر، كانت الشركة قد أشارت إليه جزئيا الأسبوع الماضي.

لكن "فون ديرلاين" قالت يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي لا يزال متمسكا بـ "هدفه بتطعيم 70 في المئة من البالغين بحلول نهاية الصيف".