الجزائر: رفضت المنظمة الوطنية للمجاهدين (محاربو حرب التحرير الجزائرية) تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول مصالحة الذاكرة بين البلدين، بما أنه تغاضى عن "جرائم الاستعمار"، كما جاء في فيديو مسجل لمسؤولها الأول.

وأكد الأمين العام بالنيابة للمنظمة، محند واعمر بلحاج أن ستورا "تغاضى في تقريره عن الحديث عن الجرائم المتعددة التي ارتكبتها الدولة الفرنسية، باعتراف الفرنسيين أنفسهم".

ومنظمة المجاهدين، هيئة رسمية، ورد فعلها الرافض غير مفاجئ. وهو الأول يصدر عن هيئة رسمية منذ تسليم المؤرخ الفرنسي تقريره للرئيس إيمانويل ماكرون في 20 كانون الثاني/يناير.

وتطالب المنظمة بـ"اعتذار" الدولة الفرنسية عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار طيلة 132 سنة منذ غزو الجزائر في 1830 إلى إعلان استقلالها بعد حرب تحرير دامت من 1954 إلى 1962.

وفي المقابل، لم يصدر أي رد فعل رسمي من الرئيس عبد المجيد تبون الموجود في ألمانيا للعلاج من مضاعفات إصابته بكوفيد-19 أو من مدير الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي الذي يفترض انه قام بعمل مواز مع نظيره بنجامان ستورا.

وشكك مسؤول منظمة المجاهدين في في صدق باريس معتبرا أن "استبعاد أي احتمال للاعتذار من جانب فرنسا الرسمية عن جرائمها الاستعمارية من المرجح أن ينسف محاولات المصالحة مع الذاكرة".

وقال بلحاج إن "الجزائريين لا يتوقعون أن تقدم الدولة الفرنسية تعويضات مالية لملايين الأرواح (التي قُتلت)، لكنهم يدعونها إلى الاعتراف بجرائمها ضد الإنسانية".

وصدرت انتقادات كثيرة من وسائل الإعلام ومؤرخين جزائريين يستنكرون رفض الرئيس ماكرون مبدأ "تقديم الاعتذارات".

وكان ماكرون وعد باتخاذ "خطوات رمزية" لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد تقديم "الاعتذارات" التي تنتظرها الجزائر.