برلين: تحيي ألمانيا الجمعة ذكرى مرور عام على مقتل تسعة أشخاص في إطلاق نار بدوافع عنصرية في مدينة هاناو، في هجوم أيقظ المخاوف من "إرهاب" اليمين المتطرف في البلاد.

وسيحضر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مراسم أحياء ذكرى الضحايا تم تقليص حجماه لتضم 50 شخصا بسبب القيود المفروض للجم جائحة كوفيد-19، في مركز المؤتمرات في هاناو.

ويتوقع أن تقوم مؤسسات تجارية ومدارس وجمعيات دينية في المدينة بمراسم خاصة بها.

لكن بعد 12 شهرا على إطلاق النار الدامي في حانة شيشة ومقهى، يقول أهالي الضحايا إنه لم يتم بذل جهود كافية للكشف عن ملابسات الهجوم وضمان عدم تكرار فظائع كهذه.

ووضع المسلح توبياس راثجن البالغ 43 عاما حدا للعملية الدامية في 19 فبراير 2020 بقتل أمه وانتحاره، تاركا وراءه "بيانا" من 24 صفحة من الآراء اليمينية المتطرفة ونظريات المؤامرة.

ولا تزال التحقيقات مستمرة والعديد من الأسئلة من دون أجوبة، ولا معلومات تذكر عن المهاجم.

ودعا إدغار فرانكه، مفوض الحكومة المكلف ضحايا الإرهاب، إلى إنهاء معاناة عائلات الضحايا وأصدقائهم.

وكتب في تغريدة "لا يمكن أن تكون هناك محاكمة علنية جنائية لمهاجم ميت، يمكن للضحايا فيها طرح أسئلة. وهذا ما يزيد من أهمية توضيح الملابسات".

كان راثجين يقيم مع والديه في هاناو. وكان يمارس إطلاق النار كهواية رياضية ويمتلك بشكل قانوني الكثير من الأسلحة، لكن لم تكن لديّ سوابق جرمية.

لكن في نوفمبر 2019 رفع شكوى جنائية على "جهاز سري" قال إنه "يغسل عقول الناس" من أجل "السيطرة على أحداث عالمية".

في 2002 تم تشخيص إصابته بانفصام الشخصية ولم يتلق علاجا على ما يبدو.

وفي الفترة الأخيرة حوّل أهالي الضحايا أنظارهم إلى والد راثجين، الذي كما يعتقدون، كان مسؤولا بشكل جزئي عن الجريمة.

ورفعوا شكوى جنائية من 16 صفحة في حق الرجل البالغ 73 عاما، يعتبرونه فيها شريكا في عملية القتل، حسب ما ذكرت صحيفة سودّويتشه تسايتونغ.

ويشتبهون بأنه كان يتحكم بسلوك ابنه وبأنه كان على علم بمخطط الهجوم وشجع عليه.

وانتقدت العائلات أيضا استجابة الشرطة ليلة الهجوم واشتكت من أن رقم الطوارئ كان مشغولا ولم يتمكنوا من الاتصال.

ويعتقدون أيضا أن الباب الخلفي لحانة الشيشة في المسرح الثاني للجريمة كان مقفلا بناء على أوامر الشرطة.

حتى الآن تلقى ما مجموعة 42 من أقارب الضحايا تعويضات بقيمة 1,2 مليون يورو (1,5 مليون دولار) من الحكومة الفدرالية، مع توقع المزيد، بحسب وزارة العدل.

دعت منظمات في أنحاء ألمانيا لاتخاذ تدابير حاسمة ضد العنصرية والتطرف اليميني، قبيل ذكرى الهجوم الجمعة.

وقال أتيلا كرابوركلو، رئيس جمعية "تي جي دي" التي تضم الجالية التركية في ألمانيا في بيان "بالنسبة للذين طالهم الهجوم، فإن هاناو يحتمل أن تتواجد في كل مكان كل الوقت".

وينظر إلى التطرف اليميني والعنصرية بجدية أكبر على المستوى السياسي، لكن المسألة ليست في مقدمة الأولويات بعد في ألمانيا، كما قال.

بدوره دعا أيمن مازيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين إلى تعزيز الحماية من الهجمات العنصرية.

وقال لصحيفة نويي اوسنابروكر تسايتونغ الجمعة "نحن بحاجة إلى وعي أكثر وضوحا في وزارات الداخلية، إلى أن هجمات اليمين المتطرف، على مسلمين مثلا، ليست خطرا مفترضا بل ملموسا".

ولمحت المستشارة أنغيلا ميركل إلى الذكرى المرتقبة في رسالتها الأسبوعية على بودكاست نهاية الأسبوع الماضي. وقالت "العنصرية سم، الكراهية سم".

وأشارت أيضا إلى لجنة حكومية أنشأت بعد هجوم هاناو، لمكافحة التطرف اليميني والعنصرية.

في مطلع ديسمبر تبنت الحكومة حزمة من 89 إجراء وضعتها اللجنة بهدف تشديد العقوبة لمتطرفي اليمين وحماية الضحايا.

وتشمل تلك الإجراءات تجريم نشر "لوائح موت" يذكر فيها المتطرفون أسماء أعدائهم، واعتبار التحريض العنصري أو المعادي للسامية، مخالفة جنائية.