جلال اباد (أفغانستان) : قتلت ثلاث نساء يعملن في مجال الإعلام في إطلاق نار استهدفهن في مدينة جلال أباد في شرق أفغانستان الثلاثاء على ما أعلنت المحطة التلفزيونية التي توظفهن، في ما يبدو أنها عملية قتل جديدة محددة الهدف.

وقال مدير محطة "انيكاس تي في" زلماي لطيفي إن الموظفات الثلاث قتلن في هجومين منفصلين بعد مغادرتهن مقر عملهن.

وأوضح "لقد قتلن جميعهن. كن عائدات الى المنزل من المكتب سيرا حين تعرضن لاطلاق النار" مشيرا إلى أن النساء الثلاث يعملن جميعا في قسم الدبلجة بالتلفزيون.

بدوره أكد المتحدث في مستشفى ننغرهار الإقليمي زاهر عادل حصيلة الهجومين اللذين لم تعلن أي جهة بعد المسؤولية عنهما.

وقال قائد شرطة ننغرهار جمعة غول حماة إن مشتبها به في إطلاق النار أوقف في وقت لاحق مضيفا أن السلطات لا تزال تبحث عن منفذين آخرين محتملين.

وأوضح "أوقفناه فيما كان يحاول الفرار. أقر بأنه نفذ الهجوم وهو عنصر في حركة طالبان". ونفى متحدث باسم حركة طالبان لاحقا أن يكون للحركة أي علاقة بقتل النساء الثلاث.

وتشهد افغانستان في الفترة الأخيرة موجة اغتيالات تستهدف صحافيين ورجال دين ونشطاء وقضاة، أشاعت الذعر في أنحاء البلاد وأجبرت كثيرين على الاختباء بل حتى مغادرة البلاد.

وتصاعدت عمليات القتل منذ بدء محادثات سلام العام الماضي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، في آخر مسعى لطي صفحة نزاع مستمر منذ عقود.

وحملت السلطات الأفغانية والأميركية حركة طالبان مسؤولية موجة العنف هذه إلا أن الحركة رفضت تلك الاتهامات.

وتأتي عمليات القتل فيما عاد المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاده خلال الأسبوع الحالي لعقد اجتماعات مع القادة الأفغان في محاولة لإحياء عملية السلام المتعثرة فيما العنف يتصاعد وموعد انسحاب القوات الأميركية يقترب.

وهذه المرة الأولى التي يعود فيها خليل زاده إلى أفغانستان منذ تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير الذي طلب منه البقاء في منصبه.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في إطار عزمها على انهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة، كلفت الدبلوماسي المخضرم التفاوض مع حركة طالبان ما أفضى إلى توقيع اتفاق في الدوحة في 29 شباط/فبراير العام الماضي.

ونص الاتفاق على انسحاب القوات الأميركية بالكامل من أفغانستان بحلول أيار/مايو 2021 فيما وعدت حركة طالبان الحؤول دون استخدام ارهابيين الأراضي الأفغانية وهو كان الهدف الأساسي للغزو الأميركي الذي اتى بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.

وثمة تكهنات كثيرة حول مصير الوجود الأميركي في أفغانستان بعدما أعلن البيت الأبيض نيته مراجعة اتفاق الانسحاب الذي توصل إليه خليل زاده وحركة طالبان في الدوحة العام الماضي.

وتزداد المخاوف في أفغانستان من احتمال أن يتسبب الانسحاب الأميركي السريع بمزيد من الفوضى في هذا البلد الذي تمزقه الحروب منذ عقود.