بدأ الصراع السوري بأكبر كارثة بشرية من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية، لدرجة أن الأمم المتحدة تخلت رسميًا عن محاولة إحصاء عدد القتلى في يناير 2014.

إيلاف من دبي: مرت عشر سنوات على أول احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت في دمشق وحلب في مارس 2011. وكان هذا التاريخ بمثابة اللقطة الافتتاحية للحرب الأهلية السورية التي لم تبدأ إلا بعد أشهر من حملة القمع الوحشية التي خلفت بالفعل آلاف القتلى على أيدي قوات نظام الرئيس بشار الأسد.

وكتب الصحفي أوز كاترجى في مجلة "فورين بوليسي" يقول إن الصراع السوري بدأ "بأكبر كارثة بشرية من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية، لدرجة أن الأمم المتحدة تخلت رسميا عن محاولة إحصاء عدد القتلى في يناير 2014"، بحسب تقرير نشره موقع "الحرة".

كانت آخر محاولة إحصاء للأمم المتحدة توصلت إلى مقتل 400 ألف شخص. وهي المحاولة التي أعلنها المبعوث الخاص آنذاك لسوريا ستافان دي ميستورا عام 2016. وحتى هذا الرقم لم يكن دقيقا.

وأضاف أوز كاترجى "أصبح من المستحيل إحصاء عدد القتلى من القصف اليومي، بل والأكثر استحالة تحديد رقم لأولئك الذين ماتوا في وقت لاحق متأثرين بجراحهم، أو نتيجة أمراض أو من الجوع بسبب الحصار، فضلا عن قتل مئات السوريين الذين اختفوا أو أعدموا أو تعرضوا للتعذيب حتى الموت في معسكرات الموت التابعة لنظام الأسد".

وتابع "دائرة المعاناة تتجاوز الموتى: ضحايا الاغتصاب، ضحايا التعذيب، الأطفال المصابون بصدمات نفسية، الأرامل، النازحون. إنها قائمة بلا نهاية."

وبحسب كاترجي، فإن الحرب الأهلية السورية لم تبدأ من المظاهرات التي انطلقت في مارس ٢٠١١، بل اتضحت من خلال الشعار الذي استخدمته "ميليشيات الأسد لإثارة الخوف في قلوب الشعب السوري، بقولهم (الأسد أو لا أحد. الأسد أو نحرق البلد)".

وعلق قائلا: "هذا هو الوعد الوحيد الذي التزم به النظام (...) السوريون لم يختاروا أن يصبحوا ضحايا لحملة عسكرية عنيفة بسبب رغبة رجل واحد في السلطة".

ومضى قائلا: "لم تبدأ الحرب عندما بدأت المسيرات، ولم تنته حتى مع انهيار أو سحق الكثير من المعارضة".

وعن واقع سوريا الحالي، قال: "يسيطر الأسد على معظم الأراضي، لكن أجزاء من البلاد تحكمها فعليا الميليشيات المدعومة من روسيا وإيران".

وبالعودة إلى شعار (الأسد أو لا أحد)، فإن "الشعب السوري الآن لديه حزب الله، بقيادة حسن نصر الله، وعلي خامنئي، والروسي فلاديمير بوتين"، حسبما يقول كاترجي.

وأشار إلى أن هؤلاء "مجموعة من أمراء الحرب المتشابكين الذين يعتمدون على العنف اليومي للحفاظ على قوتهم سليمة".