إيلاف من لندن: جاءت مكالمة العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، الهاتفية لفتاة صدر بحقها حكم قضائي بالسجن مع وقف التنفيذ في جنحة "إطالة اللسان" لتقلب كل المعايير مع تداعيات "فتنة حمزة" لصالحه على صعيد شعبي.
وانتشرت قضية الفتاة الأردنية آثار الدباس عبر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، إثر صدور حكم قضائي عليها بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، بعد أن تقدمت سيدة أخرى بشكوى ضدها عقب مشادة كلامية دارت بينهما في أحد الأماكن العامة.
وكانت التهمة الموجهة للدباس هي قولها: أبوي أحسن من الملك، وهو ما اعتبر جنحة يعاقب عليها القانون تحت بند "إطالة اللسان على الملك".
وكتبت الفتاة الأردنية، في صفحتها عبر فيسبوك يوم الأربعاء: "أفتخر اليوم بتلقي مكالمة من جلالة سيدنا الأب والقائد والملك حيث تم إنصافي من جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وقال لي بلسانه: "خلي المعنوية عالية وأنت أخت لي بإذن الله".
وأضافت آثار الدباس، في تدوينتها: "وأنا أفتخر بجلالة الملك كأب لكل أردني وأردنية. وأنت أبونا وقائدنا وسيدنا وتاج فوق رؤوسنا ودمت ذخرًا لنا".

رواية الدباس
وبحسب رواية الفتاة الثلاثينية، فقد نتج عن المشادة أثناء محاولة الاصطفاف للسيارات قول المشتكية "أنا بسوق أحسن منك ومن أبوك"، فما كان من الدباس إلا أن طلبت منها عدم الإساءة إلى والدها المتوف منذ عشرين عامًا.
وفي تصريحات صوتية لراديو "هلا أخبار" التابع للقوات المسلحة الأردنية، قالت آثار الدباس: "هاجمتني المشتكية عندها وقالت يا ستي إذا الملك فوق أبوك أقل منه درجة... وقلت لها ومن حكى عن الملك... أنا أبوي عندي أحسن من الملك وأحسن من الدنيا كلها."

وبيّنت الدباس أنها تقدمت باستئناف على الحكم وأن قصتها نشرها نشطاء أمس، باعتبار أن الحكم الصادر هو بالحبس لمدة سنة لكن مع وقف تنفيذه لمدة ٣ سنوات .
وتحدثت الدباس عن وعد قطعه العاهل الأردني لها، خلال المكالمة الهاتفية بأنها ستكون بخير وأنه سيطمئن عليها لاحقا أيضًا بشكل شخصي، قائلا لها إن من حق كل إنسان أن يفتخر بأبيه، وأنه طلب منها أن تحافظ على معنوياتها، وفقا لها.
وكان ناشطون أردنيون أطلقوا وسمًا عبر الشبكات الاجتماعية (#أبوي_أحسن_من_الملك)، وسط حالة من الاستياء من مجريات الشكوى. وقال الصحفي والناشط غيث العضايلة، في حسابه عبر فيسبوك: "الوطن الذي يخشى مسلسلا ويحاكم فتاة تعتز بأبيها ليس وطنا بل سجن كبير".

مشاجرة
وكانت قصة آثار الدباس (34 عاما) بدأت عندما حكم عليها بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ لمدة ثلاثة أعوام إثر مشاجرة مع سيدة في مكان لصف السيارات، وقالت الدباس لها: "أبوي أحسن من الملك ومن الدنيا كلها" بعد أن قالت لها السيدة: "الملك فوق الجميع ووالدها أقل درجة منه".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أطلقت حملة تضامن مع الدباس، وتصدر هاشتاغ #أبوي_احسن_من_الملك على موقع تويتر الأردن، حيث دافع البعض عن حقها في التعبير عن رأيها، وأن تعتبر والدها أفضل من الجميع.
وإذ ذاك، فقد شهد الأردن في الأيام الأخيرة، خلافا داخل العائلة الملكية، حيث أعلنت السلطات عن فتح تحقيق في مخطط لـ "زعزعة استقرار" البلاد، برز فيه اسم الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، وخرج الملك لينهي أي نقاش حول المسألة بتأكيده على أن "الفتنة وئدت".

ورغم أن العاهل الأردني أكد أن الأزمة انتهت وأن البلاد عادت إلى استقرارها مجددا، إلا أن محللين يرون أن الخلاف في العائلة المالكة عكَس الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يشهدها الأردن والحاجة الملحة لإصلاحات حقيقية على الفور.