قامت الملكة إليزابيث الثانية بأول نشاط ملكي رئيسي منذ وفاة زوجها دوق إدنبرة، وذلك بإلقاء خطاب بمناسبة مراسم الافتتاح الرسمي للبرلمان.

وقضى الأمير الراحل عقودا من الزمن وهو يصحب المكلة لحضور هذا النشاط الملكي.

وتم تقليص مراسم هذه السنة بسبب وباء كوفيد 19.

ويعد إلقاء الخطاب أول ظهور رسمي للملكة بصفتها رئيسة الدولة، وهو أول نشاط لها خارج قلعة وندسور، منذ وفاة زوجها الذي كان يبلغ 99 عاما يوم 09 أبريل/نيسان.

غير أن الملكة (95 عاما) واصلت القيام بواجباتها الرسمية، بما في ذلك المشاركة في فعاليات افتراضية، منذ انتهاء فترة الحداد الملكي التي امتدت لأسبوعين.

وتسجل الملكة من خلال هذه الفعالية انطلاق الدورة البرلمانية الجديدة بإلقاء الخطاب الملكي، والذي تضع فيه الخطط التشريعية التي من المقرر أن تنفذها الحكومة.

وكان الأمير تشارلز إلى جانب أمه خلال المناسبات الثلاث الماضية - في ديسمبر/كانون الأول 2019 ، وأكتوبر/تشرين الأول 2019، ويونيو/حزيران 2017 ـ بعد إصابة والده بعدوى، أي قبل شهرين من تقاعده من أداء الأنشطة العامة.

ويُعرف هذا النشاط الملكي بأنه عادة ما يكون فخما لكن بسبب الوباء تم تقليصه هذه السنة.

وكان لزاما على أعضاء مجلس العموم ومجلس اللوردات ارتداء كمامات الوجه خلال هذه الفعالية ما لم يكونوا معفيين من ذلك، كما تعين على كل شخص يشارك في هذا النشاط أخذ فحص كوفيد مسبقا.

الملكة إليزابيث الثانية في طريقها لافتتاح الدورة البرلمانية الجديدة
Getty Images
بدا خطاب الملكة هذه السنة مختلفا كل الاختلاف عن الخطابات السابقة

ولم يُستدع ضيوف دبلوماسيون أو غير برلمانيين، كما لم يُسمح سوى لـ 108 أشخاص بحضور المناسبة، وليس نحو 600 شخص كما جرت العادة.

وشارك في هذه المناسبة عدد قليل جدا من السياسيين وأعضاء في طبقة النبلاء، ولم ينضم إلى هذا النشاط سوى 74 عضوا في البرلمان البريطاني بمجلسيه، بما في ذلك الملكة، وكاميليا زوجة الأميز تشارلز، ورئيس مجلس العموم، السير ليندسي هويل، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وزعيم حزب العمال السير كير ستارمر، وممثلون عن مجلس اللوردات ومجلس العموم والأشخاص المشاركون في الموكب الملكي الاحتفالي.

وشارك 17 عضوا في مجلس اللوردات و17 عضوا في مجلس العموم في معرض الصور الملكي (رويال غاليري).

ومن ضمن التعديلات هو أن وزير العدل البريطاني، روبرت باكلاند، لم يسلم الخطاب إلى الملكة يدا بيد كما جرى العرف عادة، ولكن وضعه على طاولة بدلا من ذلك.

ومن بين الأمور المستجدة هذه السنة أيضا هو أن أفراد الجيش لم يرافقوا الملكة، كما لم يكن هناك تبطين لدرج المبنى الذي ستستخدمه الملكة. ولم يكن ثمة فرقة عسكرية للعزف أو استعراض لحرس الشرف خارج قصر ويستمنستر أو كجزء من الموكب الملكي من قصر باكنغهام.

بيد أن التقليد القديم المتمثل في دعوة كبير الحُجاب أو ما يعرف بـ(بلاك رود) في مجلس اللوردات أعضاء مجلس العموم كرمز للسلطة التي يمثلها جرى إحياؤه.

ومن المراسم المتعارف عليها، إغلاق أبواب مجلس العموم في وجه سارة كلارك، وهي السيدة الممثلة لـ (بلاك رود) المكلفة باستدعاء أعضاء مجلس العموم. ثم يتعين عليها طرق الباب ثلاث مرات قبل أن يُفتح لها، كرمز لاستقلال مجلس العموم عن الملكية.

ولم ترتد الملكة التاج الإمبراطوري للدولة بسبب وزنه الثقيل، إذ حمل على وسادة ووضع على طاولة قريبة كما حصل في عام 2019.

وكانت آخر مرة ارتدت فيها الملكة التاج، المتكون من أكثر من 30 ألف حجر كريم ويزن رطلين و 13 أونصة، خلال افتتاح البرلمان في عام 2016.