إيلاف من الرباط : استدعت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، اليوم الثلاثاء، السفيرة المغربية لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، وذلك بعد تدفق أكثر من 6000 مهاجر غير شرعي الاثنين مدينتي سبتة ومليلية، اللتين تحتلهما اسبانيا شمال المغرب.
وقال صحيفة "إل موندو" إن الوزيرة غونزاليس لايا استدعت السفيرة المغربية لمناقشة الأزمة الدبلوماسية التي تسببت في سيل المهاجرين الذين ما زالوا يصلون إلى سبتة.
في سياق ذلك، حمل المغرب بشكل رسمي، إسبانيا مسؤولية ما يقع من تطورات، عقب إستدعاء سفيرته من طرف وزيرة الخارجية الاسبانية.
ونقلت وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، عن السفيرة بنيعيش قولها في تصريح مقتضب: “هناك أفعال لها نتائج ويجب تحملها"، مشيرة إلى "سلوكيات لا يمكن قبولها"، في إشارة إلى استضافة اسبانيا سرا لغالي .
وأضافت السفيرة بنيعيش أن العلاقات بين الدول الجارة تقوم على أساس"الثقة المتبادلة"، التي يجب العمل عليها وعلى تغذيتها.
وجرى اليوم إعادة 2700 مهاجر من أصل 6000 وصلوا إلى سبتة الاثنين.
على صعيد ذي صلة ، انتقد رئيس الحكومة الاسبانية الاسبق خوسيه ماريا أثنار حكومة بيدرو سانشيز على طريقة تعاملها مع الأزمة مع المغرب.
وقال أثنار في خطابه أمام المؤتمر الأيبيري - الأميركي الرابع ( CEAPI ) أن إسبانيا اليوم "تواجه مشكلة خطيرة للغاية مع المغرب للأسف"، مشيرا الى أن هذه الأزمة التي تحدث في سبتة "كانت متوقعة".
واضاف "يمكن انتقاد المغاربة في بعض الاشياء، لكنهم قالوا في الأيام الأخيرة إن الصراع قادم، وهنا (اسبانيا) تجاهلوه، وحدث الصراع"، وذلك في اشارة منه الى الدخول السري لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للتراب الاسباني للعلاج من فيروس كورونا. خاصة وان غالي رفعت ضده شكاوى في إسبانيا بتهمة التعذيب والاغتصاب والاختطاف من قبل العديد من الضحايا وجماعات حقوق الإنسان. لكن وزيرة الخارجية الإسبانية، قالت إنه بمجرد أن يتعافى غالي، يمكن أن يعود إلى الجزائر على متن الطائرة الرئاسية الجزائرية التي نقلته إلى إسبانيا.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "أ بي سي" (ABC) الاسبانية واسعة الإنتشار، أن فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الاسباني، عارض بقوة إستضافة زعيم جبهة البوليساريو بهوية مزورة، وحذر رئيس الحكومة و وزيرة الخارجية من تبعات إتخاذ هذا القرار على العلاقات مع المغرب، بيد ان تحذيراته لم تجد اذانا صاغية لديهما.
وأوضحت الصحيفة ذاتها أن وزير الداخلية، وبحكم حساسية ملف الهجرة الذي يعد شغله الشاغل، فإن هذا الملف، في نظره، كان سبباً رئيسياً لإبداء معارضته قرار وزيرة الخارجية إستقبال زعيم "البوليساريو" بهوية مزورة، وهو القرار الذي صادق عليه رئيس الحكومة.