طهران: اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي الجمعة أن إسرائيل "أرغمت على قبول الهزيمة" أمام الفلسطينيين الذين خرجوا "أقوى" في مواجهتها، في أعقاب وقف إطلاق النار بين الفصائل والدولة العبرية بعد تصعيد دام في قطاع غزة.

وقال في رسالة نشرها موقعه الالكتروني "أحمد الله العزيز القدير على النصرة والعزة اللتين منّ بهما على المجاهدين الفلسطينيين".

واعتبر خامنئي أن إسرائيل أدركت أنها "عاجزة في مواجهة الهبة الموحدة لفلسطين"، مضيفا "النظام الخبيث (اسرائيل) سيصبح أكثر ضعفا. استعداد الشبان الفلسطينيين وقدرة المجموعات المجاهدة (...) ستجعل فلسطين أقوى يوما بعد يوم، والنظام الغاصب أكثر ضعفا وحقارة".

ورأى ان "استمرار الجرائم ووقف إطلاق النار كانا هزيمة (لإسرائيل). كانوا مرغمين على قبول الهزيمة".

وبدأ فجر الجمعة سريان وقف لإطلاق النار بين اسرائيل والفصائل، بعد 11 يوما من نزاع دام شمل غارات جوية مكثفة وقصفا مدفعيا اسرائيليا على غزة، مقابل إطلاق الفصائل الفلسطينية وأبرزها حركة حماس التي تسيطر على القطاع، صواريخ باتجاه الدولة العبرية.

واندلع النزاع بعد إطلاق حماس صواريخ في العاشر من أيار/مايو، تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.

وقتل في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على قطاع غزة 243 شخصا بينهم 66 طفلا كما أصيب 1910 أشخاص بجروح، وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وبين القتلى مقاتلون من حماس وفصائل فلسطينية أخرى.

وتسببت الصواريخ التي أطلقتها حماس والفصائل من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية بمقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان وجندي، فيما أصيب 355 آخرون بجروح، وفق الشرطة الإسرائيلية.

ودعا خامنئي الى محاسبة قانونية للمسؤولين الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء "المجرم" بنيامين نتانياهو.

وقال، وفق الرسالة، إن أركان "هذا النظام والمجرم نتانياهو يجب ان تتم ملاحقتهم من قبل محاكم دولية ومستقلة وأن تتم معاقبتهم".

واعتبر خامنئي مطلع أيار/مايو، إن اسرائيل "ليست دولة، بل معسكر إرهابي ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى"، مؤكدا أن "مكافحة هذا الكيان السفّاك، هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامّة".

وسبق لمسؤولين وقادة عسكريين إيرانيين، أن أكدوا دعمهم للفلسطينيين خلال الأيام الماضية.

من جهته، شكر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الجمعة لإيران دعمها الفصائل الفلسطينية بالمال والسلاح.

وقال في كلمة متلفزة "أوجه الشكر للذين قدموا المال والسلاح للمقاومة الباسلة، الجمهورية الإسلامية في إيران، لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات".

ولا تعترف الجمهورية الإسلامية بدولة إسرائيل، عدوها الإقليمي الأبرز. ويعد تأييد القضية الفلسطينية محورا أساسيا في السياسة الإيرانية منذ انتصار الثورة عام 1979.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده هنأ الفلسطينيين في وقت سابق الجمعة بـ "الانتصار التاريخي".

وكتب عبر تويتر "تهانينا الى شقيقاتنا وأشقائنا الفلسطينيين على الانتصار التاريخي"، مضيفا "مقاومتكم دفعت المعتدي للتراجع".

وتابع في تغريدته بالانكليزية "سيتم إجراء الاستفتاء. حتى ذلك الحين، فخورون بدعم مقاومتكم المحقة".

وسبق لمسؤولين إيرانيين ان اعتبروا أن استفتاء شعبيا يشارك فيه "مسلمو فلسطين ومسيحيوها ويهودها إضافة الى اللاجئين" قد يشكل حلا للنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.