واشنطن: أعلن مسؤولون في البنتاغون أن الجيش الأميركي يستعد لإجلاء المترجمين الأفغان الذين يخافون على حياتهم بينما يجري انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان "بتقدم طفيف" عن البرنامج الزمني المحدد لذلك.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك مايلي لعدد من الصحافيين الأربعاء "ندرك أنّ هناك عدداً كبيراً من الأفغان الذين دعموا الولايات المتّحدة والتحالف، وأنّ هذا قد يعرّضهم للخطر".

وأضاف مايلي في تصريحاته التي نشرت الخميس "ندرك أيضا أنّه من المهم جدا أن نبقى أوفياء لهم وأن نقوم بما هو ضروري لضمان حمايتهم وإن تطلّب الأمر إخراجهم من البلاد في حال رغبوا بذلك".

وتابع الجنرال الأميركي أن "هناك خططا يجري العمل عليها بسرعة كبيرة جدا ليس للمترجمين الفوريين فقط بل لآخرين كثر تعاونوا مع الولايات المتحدة"، موضحا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لم تتلق بعد أمرا من السلطة التنفيذية بإجلائهم.

وينتظر نحو 18 ألف مترجم أفغاني وجندي وغيرهم شاركوا في دعم القوات الأميركية اتخاذ قرارات بشأن منحهم تأشيرات هجرة إلى الولايات المتحدة، وهو عمل قد يستغرق أكثر من عامين وفق أعضاء في الكونغرس.

ويبحث البنتاغون مع وزارة الخارجية الأميركية المكلفة الملف في دفع الإجراءات قدما.

وقال مايلي إن وزارة الخارجية ستتولى ترتيب انتقال المترجمين وغيرهم ممن عملوا مع القوات الأميركية، إلى الولايات المتحدة، خوفا من استهدافهم في هجمات انتقامية من قبل مقاتلي طالبان.

وذكرت صحف أميركية أن التأخير في منحهم تأشيرات قد يؤدي إلى نقل هؤلاء المرشحين للهجرة إلى دول أخرى بانتظار قرار السلطات القنصلية. وطرحت جزيرة غوام، الأرض الأميركية، كحل مؤقت.

وعمل كثيرون من هؤلاء في الميدان لمساعدة القوات الأميركية في قتالها ضدّ طالبان والقاعدة ومتطرفي تنظيم الدولة الاسلامية الذين يعارضون حكومة كابول.

وأعرب قدامى الجنود الأميركيين الذين شاركوا في الحرب الأفغانية إضافة إلى أعضاء في الكونغرس عن قلقهم العميق لأن الحكومة الأميركية لا تبذل الجهد الكافي لإخراج هؤلاء الأفغان من بلدهم، مع اقتراب المهلة النهائية التي حدّدها الرئيس جو بايدن لسحب جميع القوات الأميركية.

من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الكونغرس الخميس إن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يتم "بوتيرة ثابتة وفي الوقاع يتقدم بشكل طفيف" على البرنامج المحدد.

وأضاف أوستن الذي كان يدافع عن الطلبات الميزانية لوزارة الدفاع في مجلس النواب أن "ميزانيتنا ستساعد في تطوير القدرات الجوية التي نحتاج إليها لضمان عدم انطلاق هجمات إرهابية ضد بلدنا من هذا البلد (أفغانستان) مرة أخرى".

وتابع "سننتقل إلى علاقات ثنائية جديدة مع شركائنا الأفغان"، مؤكدا أنها علاقة "ستواصل مساعدتهم على أداء واجباتهم تجاه مواطنيهم، لكنها لن تتطلب أكثر من وجود عسكري أميركي كاف لحماية دبلوماسيينا".

وأمر الرئيس بايدن في نيسان/ابريل بانسحاب 2500 جندي ما زالوا في أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية لهجمات 2001 التي أدت إلى الغزو الأميركي لهذا البلد.

وافادت تقديرات أسبوعية نشرتها القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) الثلاثاء أن الانسحاب أنجز بنسبة تتراوح بين 16 و25 بالمئة.