"إيلاف" من لندن: ينشغل الشارع الأردني ووسائل الاتصال الاجتماعي حاليا بجدل كبير كانت أشعلته أمانة العاصمة الأردنية عمّان بإزالتها للافتة مكتوب عليها آية من الكتاب المقدس.

وأثير الجدل الذي توجته مطالب بمعاقبة مسؤولي أمانة العاصمة واعتذار علني من الأمين يوسف الشواربة لجميع الأردنيين وخصوصا المسيحيين، بسبب ما ورد في البيان التوضيحي من الأمانة لأسباب إزالة اللافتة التي كانت رفعت أساسا احتفالا بذكرى عيد استقلال الأردن.

وخرج أحد الأعضاء البارزين في مجلس الأعيان الأردني (مجلس الملك) وهو الغرفة العليا لمجلس الأمة، وهو عودة قواس، اليوم السبت، لمطالبة رئيس مجلس أمانة عمان الكبرى يوسف الشواربة، للاعتذار علنيا واعلاميا للشعب الأردني أولا ولمسيحيي الوطن ومسيحيي الشرق بشكل عام، عن اساءة الأمانة للمجتمع الأردني في تصريحاتها بشأن اليافطات التي علقت بالأماكن التي خصصتها الأمانة لجمعية الكتاب المقدس.

عبارات مسيئة
وكانت الأمانة قالت في بيانها إن اللافتة تضمنت عبارات مسيئة، وأنها "لن تسمح بنشر عبارات تسيء للأخلاق العامة السائدة في المجتمع وبحسب شبكة (رؤيا) الإخبارية الأردنية، فإن الأزمة بدأت في التصاعد، حيث اعترض مسلمون ومسيحيون على السواء، مطالبين بضرورة محاسبة من يصف عبارات وردت في كتب مقدسة بأنها مسيئة للأخلاق.
وكانت اللافتة التي أزالتها أمانة عمان قد ضمت عبارة: "أمّا الوُدعاءُ فَيَرِثونَ الأّرضَ، ويَتَلَذَّذونَ في كَثرَةِ السَّلامَة".
وهنا بدأت الأزمة في التصاعد، حيث اعترض مسلمون ومسيحيون على السواء، مطالبين بضرورة محاسبة من يصف عبارات وردت في كتب مقدسة بأنها مسيئة للأخلاق.

تساؤلات
وتساءل أردنيون عن الإساءة في مثل تلك العبارة، حيث سأل الناشط المجتمعي المحامي زيد عمر النابلسي رئيس الوزراء بشر الخصاونة قائلا عبر صفحته بفيسبوك: ما هي الأخلاق يا سيدي الفاضل ويا صاحب الخلق التي تتنافى مع هذه العبارة الوادِعة المُسالِمة؟.

وفي المقابل اعتبر آخرون أن ما فعلته أمانة عمان صحيح، لأن العبارة بحسبهم "كلمات توراتية، لليهود لا يجوز تداولها في الأردن ونشرها أمام أعين الناس في الشوارع العامة". وأبرز من تمسك بهذا الموقف نائب أردني في مجلس النواب هو حسن الرياطي، وهو من التيار الإسلامي، حيث وجه سؤالا إلى رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، "عن الجهة التي رخصت هذا الأمر في الأردن الذي ديانته الإسلام وعدوه الأول الصهاينة".

كلام قواس
وإذ ذاك، فإن العين قواس قال في كتاب وجهه الى أمين العاصمة يوسف الشواربة، إن دار الكتاب المقدس طلبت من الامانة بموجب كتاب رسمي مرفقا بصورة ملونة عن الاعلان المنوي تعليقه بمناسبة عيد الاستقلال، تحديد مكان لتعليقها كما جرت العادة في السنوات الست الاخيرة، وحصلت الجمعية على الموافقة وحدد مكان لها يسمح بالتعليق فيه.

وأضاف، أن العهد القديم من الكتاب المقدس هو جزء أصيل من كتاب المسيحيين المقدس، ولا تقام أي صلاة الا بقراءة جزء من المزامير خلالها، وهي المعروفة باسم (الزبور) بالديانة الاسلامية، وهي كتاب مميز ومختلف عن التوراة حيث أن التوراة تتألف من 5 كتب موسى وهي (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية).

وفي الأخير، تساءل قواس، "هل أصبح الكتاب المقدس يحتوي على عبارات تمس الدين أو القيم والعادات والآداب العامة، مثل ما جاء في رد الامانة؟ ولماذا تنكرت الامانة لموافقتها من قبل الاشخاص المفوضين بذلك أم أنه تهرب من الواقع وعدم قدرة على صد وتبرير الاعتراضات الداعية الى فتنة؟، ولماذا تسمح الامانة بتسييس الموضوع؟ وما علاقة الدين بالتطبيع أم أنها اصبحت الموضة الشعبوية؟.