كابول: قتل عشرة موظفين في شركة نزع الألغام "هالو تراست" في ولاية بغلان بشمال أفغانستان، كما أعلنت وزارة الداخلية متهمة حركة طالبان بشن الهجوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان للصحافيين إن مقاتلي "طالبان دخلوا إلى مجمع لوكالة لنزع الألغام (...) وبدأوا إطلاق النار على الجميع" مساء الثلاثاء.

ووقع الهجوم قرابة الساعة 22,00 على بعد حوالى 260 كلم شمال كابول حين كان حوالى 110 من عمال نزع الألغام وهم من المنطقة، يرتاحون في مجمع تابع للمنظمة بعدما قاموا بتمشيط حقل ألغام. ونفى الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد سريعا أي ضلوع للحركة في الهجوم.

وأكدت منظمة "هالو تراست" البريطانية التي توظف عمال نزع الألغام أن عشرة من موظفيها قتلوا وأصيب 16 بجروح "على أيدي مجموعة مسلحة غير معروفة في حقل ألغام في بغلان".

وقالت المنظمة لوكالة فرانس برس "ندين بشدة هذا الهجوم على موظفينا الذين كانوا يقومون بعمل إنساني لإنقاذ أرواح".

وأضافت "نركز الآن على تقديم الرعاية للموظفين المصابين ودعم العائلات المفجوعة" موضحة أن حوالى 110 رجال من مناطق محلية كانوا في الحقل "بعدما أنهوا عملياتهم في حقول ألغام مجاورة".

وصرح المتحدث باسم والي ولاية بغلان جاويد بشارات لوكالة فرانس برس أن الهجوم وقع ليل الثلاثاء إلى الأربعاء في منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية. واوضح أن المهاجمين كانوا ملثمين.

تعد أفغانستان من أكثر البلدان التي تنتشر فيها الألغام في العالم نتيجة عقود من الحروب.

دان المنسق الإنساني للأمم المتحدة في افغانستان رامز الأكبروف هذا الهجوم.

وقال في بيان إنه "امر بغيض مهاجمة منظمة تعمل على نزع الألغام والمتفجرات لتحسين حياة السكان المعرضة".

وشهدت ولاية بغلان الواقعة بين كابول وقندوز، في الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة، يومية أحياناً في بعض المناطق، بين القوات الحكومية وطالبان.

قام المتمردون بزرع الألغام والقنابل على طول الطرق في المناطق التي تشهد المعارك. وتستهدف هذه المتفجرات القوات الحكومية لكنها غالبا ما تقتل وتجرح مدنيين.

وقال الناطق باسم طالبان على تويتر "ندين الهجمات التي تستهدف الأشخاص العزل والتي تنطوي على وحشية" مضيفا "نقيم علاقات عادية مع المنظمات غير الحكومية، ولا ينخرط مجاهدونا أبدا في أعمال عنيفة".

تأسست "هالو تراست" في 1988 لتفكيك الألغام التي تركت على الأرض الأفغانية بعد الاحتلال السوفياتي الذي استمر حوالى عقد من الزمن.

توظف الشركة اليوم أكثر من 2600 أفغاني بحسب موقعها الالكتروني وقامت بتفكيك حوالى 80% من حقول الألغام في البلاد.

وتصاعد العنف منذ مطلع أيار/مايو مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية بأمر من الرئيس جو بايدن في نيسان/أبريل.

من المقرر أن يكتمل هذا الانسحاب بحلول 11 أيلول/سبتمبر، لذلك يحاول المتمردون الاستفادة من هذا الانسحاب للسيطرة على بعض المناطق.

الأربعاء أعلنت حركة طالبان انها أسقطت مروحية للجيش الأفغاني في ولاية ورداك قرب كابول لكن وزارة الدفاع أكدت أن تحطم المروحية ناجم عن مشكلة تقنية.