إيلاف من دبي: انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، دولة الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، إثر حصولها على 179 صوتا، وهو ما يتوج عملا ديبلوماسيا دؤوبا جرى تحت شعار "أقوى باتحادنا".

ويعدُ التصويت على عضوية الإمارات عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، تتويجا لمسار الدولة البارز في العمل الإنساني ودعم السلم الدولي والتشبث بمبادئ الأمم المتحدة.

وعلق نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه الخطوة، بالقول: "انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، يعكس دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز".

وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر: "كل الشكر لفريق الدبلوماسية الإماراتي بقيادة الشيخ عبد الله بن زايد.. ونتطلع لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي".

وقال الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن "انتخاب دولة الإمارات اليوم لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة من 2022-2023 يجسد ثقة العالم في السياسة الإماراتية، وكفاءة منظومتها الدبلوماسية وفاعليتها".

وأضاف الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على "تويتر"، أنه "انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها، ستواصل الإمارات مسؤوليتها من أجل ترسيخ السلام والتعاون والتنمية على الساحة الدولية".

تضافرت عدة ثوابت وتوجهات لتمنح دولة الإمارات عضوية غير دائمة، في مجلس الأمن الدولي، من خلال نيل مقعد عن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ. وتكمن هذه الثوابت في أن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، هي المبادئ ذاتها التي ترتكز عليها السياسة الخارجية لدولة الإمارات، بحسب تقرير نشره موقع "سكاي نيوز عربية".

وتؤمن الإمارات بأن لا قوة من دون تعاون مشترك، مما يجعل الانضمام إلى مجلس الأمن بالنسبة لها فرصة كبيرة لمعالجة القضايا العالمية، على أعلى مستويات العمل متعدد الأطراف.

وباتت الدبلوماسية الإماراتية وساطة نشطة في مسارح نزاعات رئيسية، من خلال تحركاتها لتحقيق مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين.

وتحث الإمارات بقوة على تغليب لغة الحوار في التعامل مع القضايا والأزمات كافة، ففي ساحات العطاء والاستجابة الإنسانية، تضطلع الإمارات بدور ريادي، إقليميا ودوليا.

وعلى مستوى التزاماتها الإنسانية، تسعى دولة الإمارات بشكل دؤوب لتعزيز وتنسيق برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية والإنمائية.

وقد حددت الإمارات نهجاً واضحاً يقوم على عدم ربط المساعدات التي تقدمها، بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة.

بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، مما يؤكد شراكتها المتميزة في ضمان صيانة السلم والأمن الدوليين.

وعززت الإمارات كل هذه التوجهات الحضارية بجعل قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر المختلف، ومن الجسور التي تحرص عليها في علاقاتها الدولية.

وتعد دولة الإمارات نموذجا رائدا وملهما، في مواكبة المتغيرات السريعة للزمن بما تفرضه من تحديات، وعلى رأسها المناخ.

وتؤمن دولة الإمارات بأنه لا يمكن وضع المناخ على طريق التعافي، من دون تضافر الجهود عالميا.

وفي المنحى ذاته، تؤمن الإمارات أن الطاقة المتجددة ضرورة اليوم وليست خيارا، لتحقيق منظومة الاستدامة المتكاملة، كما تعتبر البلاد مركزا عالميا للاقتصاد والتجارة والابتكار.

وهذه العوامل تجعل الإمارات بلدا مؤهلا بجميع المقاييس، للإسهام في إيجاد حلول للعديد من التحديات التي تقوض السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.

وفي وقت سابق، أكدت لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، أن الإمارات تؤمن بأن لديها الكثير لتقدمه إلى مجلس الأمن وإلى النظام المتعدد الأطراف بأكمله.

واليوم الجمعة، انتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، دولة الإمارات عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، إثر حصولها على 179 صوتا، وهو ما يتوج عملا ديبلوماسيا دؤوبا جرى تحت شعار "أقوى باتحادنا".

وقالت لانا نسيبة في حوار لوكالة أنباء الإمارات (وام)، إن "الإمارات دولة ديناميكية في المنطقة تتطلع إلى المستقبل وتسعى لبناء جسور مع المجتمع الدولي كما تقوم بدور قيادي في مجال العمل الإنساني وتعتبر مركزا عالميا للاقتصاد والتجارة والابتكار".

وأضافت "رغم اختلاف عالمنا اليوم عما كان عليه في الفترة 1986-1987 عندما كانت دولة الإمارات تشغل عضوية مجلس الأمن لأول مرة في تاريخها، فإننا مازلنا نؤمن بأن أفضل وسيلة لتحقيق السلم والأمن الدوليين هي وقوف المجتمع الدولي معا ووضع العمل المتعدد الأطراف في صلب جهودنا لذلك فإن شعار حملتنا يدور حول مفهوم نحن أقوى باتحادنا".

وأوضحت أن "التعاون يعتبر أحد القيم المتأصلة في تاريخ دولة الإمارات منذ تأسيسها وقد سعت دائما للعمل مع الشركاء لإيجاد حلول مفيدة لمجتمعنا الإنساني"، مؤكدة أن الانضمام لمجلس الأمن وهو الجهاز المسؤول في الأمم المتحدة عن حفظ السلم والأمن الدوليين يعتبر فرصة كبيرة لتنفيذ مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين على أعلى مستويات العمل المتعدد الأطراف من أجل معالجة أهم القضايا العالمية.

وحول رؤيتها لدور دولة الإمارات في مجلس الأمن، أكدت لانا نسيبة أنه "رغم أن دولة الإمارات ستشغل مقعد مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ وكذلك ستمثل الصوت العربي، فهي ملتزمة أيضا بالاستماع لشواغل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأخذ بوجهات نظرهم في الاعتبار والأهم من ذلك هو أن الدولة تتطلع لإدخال منظور جديد إلى مجلس الأمن يعتمد على فهمها للأزمات المتعددة المدرجة بجدول أعمال المجلس وعلى تجربتها في منطقة الشرق الأوسط وعلى إيمانها العميق بقوة الدبلوماسية".