"إيلاف" من لندن : في مواجهة محاولات شهدها العراق خلال الايام الاخيرة لاشعال نزاع طائفي فقد شدد الرئيس العراقي برهم صالح اثر زيارتين لمراقد شيعية وسنية في بغداد على ان بلاده ستبقى عصية على من يريد إثارة الفتن أوالعبث بأمنها واستقرارها وذلك بوحدة أبنائها وقواها الوطنية وإصرارهم على تحقيق الإصلاح وكبح الفساد وتلبية المطالب المشروعة للحراك الجماهيري والشعبي.
جاء ذلك خلال اداء الرئيس برهم صالح لمراسم الزيارة لضريح الإمامين لدى الشيعة موسى بن جعفر ومحمد الجواد في مدينة الكاظمية ولمرقد الإمام أبي حنيفة النعمان امام المذهب الحنفي السني بمدينة الاعظمية في الضواحي الشمالية للعاصمة.
وقد اكد الرئيس صالح على "المكانة الكبيرة والمرموقة لمدينة الكاظمية ودورها في تعزيز أواصر الأخوّة والمساواة والتسامح بين مكونات وأطياف الشعب العراقي وأثرها في تقوية الروابط الاجتماعية وترسيخ الوحدة بين العراقيين" كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "ايلاف" الخميس.
وأشارت الرئاسة الى انه خلال تشرف الرئيس صالح بزيارة مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان في مدينة الأعظمية فقد ابتهل إلى الباري أن يمنّ على العراق بالأمن والاستقرار والسلام .. منوها الى ان أن لمدينة الأعظمية تاريخاً زاخراً عبر الحقب الزمنية فهي نقطة ومحوراً للتآخي والتكاتف وملتقى العلم والعلماء .
وقد استذكر الرئيس صالح فاجعة جسر الأئمة للزائرين الشيعة وهو الجسر الرابط بين الكاظمية والاعظمية عبر نهر دجلة والذين كانوا يهمّون بزيارة مرقد الإمامين الكاظمين والتضحية التي قام بها الشهيد عثمان العبيدي (سني) من ابناء الأعظمية بإنقاذ الزوار الشيعة من الغرق حيث استشهد من أجل أخوته وذلك في اشارة الى كارثة جسر الائمة في 31 أغسطس عام 2005 وهي كارثة حدثت على جسر الأئمة بين منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد في العراق يوم 31 آب أغسطس عام 2005 خلال إحياء ملايين الشيعة للذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم وتوجههم سيرا على الأقدام إلى الكاظمية ونتيجة للتدافع الشديد على الجسر بعد انتشار اشاعة بوجود مفجر انتحاري مما أثار الذعر وبسبب اكتضاض الجسر بالمشاة واغلاقه من أحد أطرافه بنقطة تفتيش فقد سقط العديد من الزوار في النهرأو دهسوا نتيجة الفوضى التي عمت اثر ذلك ما أدى إلى وفاة الف شخص دهسا أو غرقا واصابة حوالي 400 آخرين.
دور في وأد الفتنة ومواجهة الافكار المنحرفة
وشدد الرئيس صالح على ان "للمدينتين الشقيقتين المتحابتين الكاظمية والأعظمية دوراً بارزاً في وأد الفتنة والتصدي للأفكار المتطرفة المنحرفة وترسيخ قيم المحبة والتآلف حيث تعدان رمزاً للوحدة والتماسك بين العراقيين".
وأكد صالح أن "العراق دولة مقتدرة ذات سيادة وسيبقى عصياً أمام من يريد إثارة الفتن أو من يحاول العبث بأمنه واستقراره وذلك بتماسك ووحدة أبنائه وقواه الوطنية وإصرارهم على تحقيق الإصلاح وكبح الفساد وتلبية المطالب المشروعة للحراك الجماهيري والشعبي" .
وجاءت مبادرة الرئيس العراقي هذه وسط توتر طائفي شهدته مناطق عراقية خلال الايام الاخيرة حيث شهدت محافظة صلاح الدين الغربية الاثنين الماضي صدامات عند موقع جريمة سبايكر بين مجموعة من ذوي ضحايا الجريمة من الشيعة ومواطنين من محافظة صلاح الدين السنية.
والسبت الماضي دعت مجموعات شيعية متطرفة الى الهجوم على مسجد ومرقد الامام ابي حنيفة النعمان في الاعظمية وهدمه لكن نشر قوات امنية حول المكان وقيام مواطنين من ابناء الكاظمية والاعظمية باداء صلاة شيعية سنية موحدة في المسجد قد افشل الدعوة.
كما انطلقت دعوات الاسبوع الماضي لهدم تمثال الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور باني بغداد ومؤسسها حملت وسم "يسقط صنم المقبور" بعد اتهامه بقتل الإمام جعفر الصادق. وتجمع عشرات الاشخاص حول التمثال وسط العاصمة حاملين شعارات طائفية وأسلحة بيضاء بهدف تدميره وإزالته لكن القوات الأمنية تصدت لهم ومنعتهم من الاقتراب منه.
و أعادت هذه الحوادث الى الاذهان سنوات التوترات الطائفية التي شهدها العراق بين عامي 2006 و2008 وراح ضحيتها المئات من العراقيين واثارت مخاوف حقيقية من تكرار تلك السنوات بكل مآسيها التي عاشها العراقيون.
التعليقات