"إيلاف" من لندن : قال وزراء خارجية العراق والاردن ومصر خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد الاحد ان قمة بلدانهم الثلاثية قد اكدت في ختام أعمالها على ضورة الحلول السياسية للاوضاع في سوريا واليمن وحصول الفلسطينيين على مطالبهم المشروعة في دولتهم المستقلة والوقوف مع العراق ومصر والسودان في نيل حقوقهم المائية معتبرين ذلك قضية أمن قومي فيما اشار الكاظمي الى تشكيل سكرتارية دائمة للقمة لمتابعة تنفيذ قراراتها وعملها.

وقال رئيس وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال مؤتمر صحافي مشترك تابعته "ايلاف" ان القادة الثلاثة اتفقوا على اليات عمل تحقق التكامل الاقتصادي بين بلدانهم وانشاء مشاريع مشتركة كما بحثوا القضايا الراهنة في المنطقة وخاصة مايتعلق منها بسوريا واليمن وفلسطين واتفقوا على ضرورة الحلول السلمية لها.
اما وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي فقد اشار الى ان القادة ركزوا على ضورة انجاز التكامل الاقتصادي بين بلدانهم وشددوا على مركزية العلاقة بين الدول الثلاث مؤكدين وقوفهم معا في مواجهة التحديات المشتركة باعتبار ان مصالحها وامنها ومستقبلها مشترك وشددوا على الوقوف مع العراق لترسيخ نصره على الارهاب الذي يهدد المنطقة كلها.

وأوضح ان القادة ناقشوا قضايا المنطقة واتفقوا على حلول لها وخاصة في فلسطين وسوريا واليمن والوقوف مع مصر والسودان لحفظ حقوقهما المائية والتنسيق للوقوف معا بوجه التحديات التي تواجه المنطقة.

القمة المقبلة في القاهرة
اما وزير الخارجية المصري سامح شكري فقد اشار الى ان القاهرة ستحتضن القمة الثلاثية هذه في دورتها الرابعة منوها الى ان اللجان المختصة المشتركة ستعمل خلال هذه الفترة على تنفيذ الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدان الثلاثة وتشكيل سكرتارية دائمة للقمة.

الكاظمي: انعطافة تاريخية خطيرة
وفي كمة له اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي انعقاد هذه القمة رسالة مهمة الى شعوب دوها "بأننا متعاضدون ومتكاملون من أجل العمل لخدمة شعوبنا وشعوب المنطقة".
واشار الى ان القمة تنعقد في إنعطافة تاريخية خطيرة تمر بها المنطقة وكل دول العالم بالخصوص مع تحديات وباء كورونا "ولا يخفى على أحد أن اهم التحديات التي نواجهها هي جائحة كورونا والظروف الإقتصادية الصعبة والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب".

وأضاف ان العمل المشترك يحتاج الى ترصين وتوحيد المواقف "كي نعمل على مسار التنمية وتطوير المنطقة وشعوبها كما نرجو الإستفادة من كل الإمكانيات المتاحة عن طريق التواصل الجغرافي بين الدول الثلاث فيما يخص المجالات الإقتصادية وكذلك من أجل خدمة الجانب الإجتماعي في ظل الظروف الدقيقة واضاف انه ستتم مواصلة التنسيق في الملفات الإقليمية الرئيسية كالملف السوري والليبي واليمني وفلسطين وأن نبلور تصورا مشتركا تجاه هذه القضايا بالتعاون والتنسيق، كي نساعد اخوتنا في هذه البلدان على عبور التحديات والأزمات.

وقال "ركزنا في الاجتماع السابق على الاستثمار والتعاون الأقتصادي، واتفقنا على رؤية مشتركة ونجحنا في الوصول الى تصورات، الآن نحن في مرحلة الوصول الى تنفيذ هذه المشاريع، في مجال الربط الكهربائي والزراعة والنقل وكذلك الأمن الغذائي الذي طرحه جلالة الملك عبد الله في الاجتماع الماضي، وفي مجال العلاقات المالية والمصرفية وتطوير البنى التحتية لها".
واوضح ان هناك العديد من مذكرات التفاهم جرى التوقيع عليها في السابق بين الدول الثلاث، وهناك مذكرات واتفاقيات سنوقع عليها في المستقبل القريب.

واشار الى ان القمة "تعمل على إقامة سكرتارية دائمة لتنسيق العمل بين الدول الثلاث والعمل على تطوير ومتابعة ما نتفق عليه وكذلك نعمل على تطوير التنسيق في المجال الأمني والإستخباري وبالأخص فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتمويله، بالإضافة الى التنسيق في مجال التعليم والثقافة وفي مجالات الشباب والرياضة والفنون والصحة".

وأكد الكاظمي الحرص على "استمرار هذا العمل وتطوير العلاقات من أجل بناء المشتركات التي تخدم الجميع، ونحاول أن نبلور آلية التعاون الثلاثي، ونسخر كل الجهود والإمكانات لكي نحافظ على مستوى هذا التعاون".

السيسي: القمة تدشين لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية
ومن جهته دعا الرئيس السيسي الى التكاتف وتوحيد الصف العربى والعمل على تعزيز الدور العربي في الأزمات المختلفة وشدد على الالتزام بالتعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن وما يحظى به هذا الأمر من أولوية متقدمة بالنسبة لبلاده.

واعتبر السيسي أن وجوده في بغداد اليوم "هو تجسيد لقوة العلاقات بين بلادنا وشعوبنا، كما أنه يدل على مدى حرصنا على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو أفاق أرحب تؤكد على وحدة الهدف والمصير، وتلبى مصالحنا المشتركة".

وعبر عن الامل في ان تكون هذه القمة تدشيناً لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعياً نحو الانطلاق خلال السنوات القادمة الى مرحلة التنمية المستدامة والرخاء لشعوبنا، فضلاً عن المساهمة في دعم العمل العربي المشترك والعمل على صيانة الأمن القومي العربي. فمصر تسعى لخير المنطقة وشعوبها وتمد دائما جسور التعاون والإخاء لمحيطها العربي.

واشار الى ان القمة فرصة جيدة لاستمرار التشاور والتنسيق بين الدول الثلاث حول أهم قضايا المنطقة، في ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتي تستلزم التعاون المشترك لمواجهة التحديات والأخطار المشتركة، خاصة مع ما نشهده من تدخلات إقليمية مرفوضة تسعى للهيمنة وتهدد الأمن القومي العربي وتستهدف الدول العربية، وهو الأمر الذي يدعونا إلى التكاتف وتوحيد الصف العربي والعمل على تعزيز الدور العربي في الأزمات المختلفة المنطقة.

وتطرق إلى خطر قال انه "مازال ماثلاً أمامنا يستهدف دولنا وشعوبنا ويحتاج إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لدحره، وهو الإرهاب والفكر المتطرف".. وثمن مواقف العراق والاردن الداعمة لمصر فيما يتعلق بحقوقها المائية "وهو الأمر الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي العربي، ويشكل جزءاً من الحقوق المائية العربية بشكل عام وفى هذا الصدد فإن مصر من جانبها تؤيد الحقوق المائية للعراق وللأردن في مواجهة التحديات الماثلة أمامهما، وترى أن الحقوق العربية المائية تعد مكوناً أصيلاً من مكونات الأمن القومي العربي، مما يتطلب التنسيق والتعاون فيما بيننا للحفاظ عليها".

وعن الاوضاع في ليبيا اكد السيسي "ان مصر تسعى للتوصل لتسوية سياسية محذرا من صعوبة تحقيق الاستقرار المرجو دون إنهاء جميع التدخلات الخارجية في ليبيا، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة مع ضرورة استمرار احترام وقف إطلاق النار، وصولاً للانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل".

وعلى صعيد الملف السوري اكد السيسي على موقف بلاده القاضي بعدم إمكانية حل الأزمة السورية عسكرياً، وأن هناك حاجة للتوصل لحل سياسي يُنهي العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية ويحقق المطالب المشروعة للشعب السوري مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة واستقلال الأراضي السورية، وحماية مؤسسات الدولة من الانهيار
واوضح السيسي أن مصر تواصل جهودها في دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية، عاملة على تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين والذي نجحت الجهود المصرية في التوصل إليه، وإطلاق جهود السلام مُجدداً وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الملك عبد الله: واجب علينا الوقوف مع العراق
ومن جهته اكد الملك عبدالله الثاني في كمته على ضرورة تقوية جسور التعاون بين الدول الثلاث.
وشدد على الاستعداد للوقوف مع الحكومة العراقية والشعب العراقي "وهذا واجب علينا".. وقال "في كل مرة نزور فيها العراق، نلمس إصرار الشعب العراقي وقيادته على الاستمرار في مسيرة التقدم والتنمية".. وأشاد بارتفاع مستوى التنسيق والزيارات المتبادلة على الصعيدين الثنائي والثلاثي.

واختتمت في بغداد اليوم أعمال القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية الرابعة، بمشاركة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وركزت القمة التي عقدت في القصر الحكومي على تعزيز آلية التعاون المشترك بما يحقق مصالح البلدان الثلاثة ويخدم القضايا العربية كما تناولت آخر المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز مواصلة التنسيق والتشاور إزاء العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.