إيلاف من لندن: فيما خرجت احتجاجات في مدن عراقية خلال الساعات الاخيرة ضد الانقطاع التام للكهرباء فقد شكل الكاظمي خلية لمعالجة الازمة في وقت بدأت عمليات اعادة جزئية للتيار الكهربائي.
وانقطعت الطاقة الكهرباء في جميع مناطق العراق بشكل تام عدا اقليم كردستان الشمالية منتصف الليلة الماضية ما أجج احتجاجات في بعض المدن بينها العاصمة في وقت تجاوزت درجات الحرارة نصف الغليان وتعدت الخميس درجة مئوية.
واوضح مصدر في وزارة الكهرباء العراقية ان انقطاع الكهرباء جاء بسبب قلة تجهيز الغاز من ايران وقطعها لعدد من خطوط الكهرباء المزودة لمنظومات المحافظات والاستهدافات المتكررة لخطوط نقل الطاقة من قبل تنظيم داعش بالصواريخ والعبوات الناسفة وخاصة في محافظات ديالى وصلاح الدين واخرى في محافظة صلاح الدين (غرب) وديالى (شمال شرق) وجميع محافظات الوسط والجنوب في حادث هو الثاني من نوعه منذ الانطفاء الذي شهدته البلاد قبل 5 سنوات.
تفجير برجين لنقل الطاقة
من جانبه اشار مصدر أمني الى أن مجهولين اقدموا على تفجير برجين لنقل الطاقة الكهربائية بواسطة عبوات ناسفة في ناحية "ديكبة" التابعة لقضاء مخمور الواقع جنوب شرقي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ما تسبب بانقطاع تام للطاقة الكهربائية في محافظات العراق كافة باستثناء إقليم كردستان.
واشار الى ان ملاكات الوزارة نجحت لحد الان في اعادة تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية في بعض المحافظات الجنوبية تدريجيا بعد توقف استمر منذ الليلة الماضية مع اعطاء الاولوية لتشغيل جميع خطوط الطوارئ المغذية للمستشفيات ومجمعات الماء الى حين استقرار وضع المنظومة الكهربائية الوطنية.
وبين أن محطات الإنتاج ستبدأ خلال الساعات المقبلة بإعادة تشغيل التوربينات الغازية والحرارية على أن تتم إعادة ربط ترددات الكهرباء بالسيطرة الوطنية.. متوقعا إعادة تجهيز الطاقة الكهربائية للمناطق والمدن التي انقطعت عنها خلال الساعات الاثنى عشر المقبلة.
معالجات طارئة وخلية أزمة
واعلن في بغداد اليوم الجمعة إن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يزور العاصمة الايطالية روما حاليا "يتابع مع وزارة الكهرباء لوضع "معالجات طارئة" للانقطاع التام للتيار في البلاد كما قرر معاقبة عدد من مسؤولي وزارة الكهرباء.
وشكل الكاظمي خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء وقال مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "ايلاف" أن الكاظمي ونتيجة لما تعرضت له منظومة الطاقة الكهربائية خلال الساعات الماضية ولضمان معالجة سريعة، وبعد متابعته شخصيا مع المسؤولين التنفيذيين في وزارة الكهرباء والوزارات الاخرى فقد قرر "تشكيل خلية أزمة لمواجهة النقص في ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد والمحافظات برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية كل من وزارات الكهرباء والنفط والمالية والداخلية والأمين العام لمجلس الوزراء ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جهاز الامن الوطني وسكرتير الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات".
واشار الى ان الخلية تتولى مهام : اتخاذ الاجراءات الفورية اللازمة لزيادة ساعات توفير الطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات بما يلبي حاجة المجتمع والاقتصاد العراقي والتوفير الطارئ لجميع اشكال الدعم المالي والفني واللوجستي والامني لوزارة الكهرباء واشراك الحكومات المحلية في مجالي الانتاج والتوزيع وازالة التجاوزات على منظومة الطاقة الكهربائية ومصادرة الأدوات والمعدات المستخدمة.. اضافة الى تحميل المتجاوزين اجور قطع التيار الكهربائي والكلف الناجمة عن ذلك وتحريك الشكاوى الجزائية بحقهم وتسريع الاجراءات العملية لدعم وتشجيع استخدام الطاقات المتجددة في مختلف المجالات وتوطين صناعتها وكذلك تنظيم دخول القطاع الخاص للاستثمار في مجال الطاقة بالشكل الذي يرفع مستوى تزويد الطاقة مع ضمان الكفاءة والجدوى الاقتصادية. كما وجه وزارة النفط بزيادة حصة الوقود الى مولدات الكهرباء الأهلية.
واكد على الخلية بان تكون في حالة انعقاد دائم خلال شهري تموز يوليو الحالي وآب أغسطي المقبل وباجتماعات متواصلة وتتخذ قراراتها بالأغلبية. ويتابع رئيس الوزراء مع وزارة الكهرباء وضع معالجات طارئة للطاقة بعد إقرار استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش" الاسبوع الماضي اثر احتجاجات شعبية وانتقادات برلمانية وسياسية لتكرار انقطاعات التيار الكهربائي في البلاد.
كما وجه الكاظمي باقالة مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط وكالة، وتوجيه عقوبة التوبيخ له وذلك لإهماله في أداء أعماله وواجباته، ما تسبب بسقوط خطوط نقل الطاقة (400 kv)، وحدوث إطفاء التيار الكهربائي في عموم المحافظات.. وكذلك "بأتخاذ اجراءات بحق مسؤولين آخرين في الوزارة بسبب تقصيرهم في عملهم والمهام الموكلة إليهم، وفتح تحقيق بحالات التقصير والاهمال في بعض مفاصل الوزارة التي أدت الى تراجع تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية و فاقمت من معاناتهم، على الرغم من التوجيهات المستمرة لرئيس مجلس الوزراء للمسؤولين والعاملين في وزارة الكهرباء، بأهمية العمل الجاد وبذل اقصى الجهود والاستعداد الجيد لفصل الصيف، والتخفيف من معاناة المواطنين".
مكافآت للمبلغين عن استهداف الابراج الكهربائية
ومن جهتها دعت القيادة الامنية العراقية المواطنين الى التعاون بالابلاغ عن حالات استهداف ابراج الكهرباء عارضة مكافآت عليهم.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان تابعته "ايلاف" انه "ليس بغريب على عصابات داعش وفلوله المنهزمة باستغلال الظروف ومحاولة إيذاء المواطنين قيامهم مؤخرا ومع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد باستهداف ابراج نقل الطاقة الكهربائية لخلق حالة من التذمر وعدم الرضا بين أبناء الشعب". واضافت انه "بناء على المعطيات وتطورات الموقف الأمني صدرت توجيهات القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي لقيادة العمليات المشتركة بمتابعة هذه الأفعال الإرهابية ولم تدخر القيادة جهدا في وضع الخطط الأمنية وتوجيه القطعات العسكرية والأمنية والقوة الجوية وطيران الجيش لاتخاذ ما يلزم بحماية ابراج نقل الطاقة والمنشآت الكهربائية في البلاد على الرغم من المساحة التي تمتد عليها هذه الأبراج".
ودعت القيادة المواطنين الى أن يتحلوا بالشجاعة والروح الوطنية بالابلاغ واخبار قطعاتنا المنتشرة في قواطع العمليات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والشرطة المحلية وشرطة الطاقة عن اي حالة استهداف للابراج الكهربائية وستخصص مكافأة مالية مجزية للمتعاونين بهذا الإطار.. كما طالبتهم "بعدم الاقتراب من المنشآت الكهربائية والابراج للمساعدة في تنفيذ خطط الحماية اللازمة وحرصا على سلامتهم" .
يشار الى إن انهيار شبكة الكهرباء في العراق يترك الملايين بدون الطاقة التي يحتاجونها لمواجهة درجات الحرارة القصوى خاصة مع خفض ايران مؤخرا صادراتها من الكهرباء إلى العراق هذا الأسبوع بمعدل يصل إلى ما يقرب من ثلث إمدادات العراق فى ذروة شهور الصيف.
يشار الى انه بعد انفاق العراق حوالي 80 مليار دولار منذ سقوط النظام السابق عام 2003 يقضي العراقيون شتاء بارداً وصيفاً لاهباً وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية بالفساد الذي يغلف عقود وزارة الكهرباء.
التعليقات