إيلاف من الرياض: يزور سلطان عمان هيثم بن طارق المملكة العربية السعودية غداً الأحد في أول زيارة خارجية يقوم بها منذ تسلمه مقاليد الحكم في العام 2020. وهي زيارة ستستمر لمدة يومين وتأتي تلبية لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتأتي زيارة السلطان هيثم بن طارق في إطار تعزيز العلاقات التاريخية الراسخة بين قيادتي البلدين، وتوسيعاً لآفاق التعاون المشترك وسبل تطويره في مختلف المجالات بما يعود على شعبي البلدين بالخير والإنماء.

وتؤكد هذه الزيارة مكانة المملكة وقيادتها على المستوى السياسي والشعبي في عُمان، بما تشكله من عمقٍ إستراتيجي، وبكونها رقماً مؤثراً في الساحة الإقليمية والدولية، ويقابلها تقدير واحترام من قيادة وشعب المملكة رسّخته مبادئ وحدة الأخوة والدين وحسن الجوار.

ويعكس لقاء القيادتين السعودية والعُمانية في هذا التوقيت ما يتمتعان به من حكمة وبعد نظر في التعامل مع مستجدات الأحداث وتطوراتها إقليمياً ودولياً. وهي تصب في خانة التشاور والتنسيق في مختلف الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين والمنطقة واستقراراها

مرحلة جديدة

تتجه العلاقات العريقة بين السلطنة والمملكة إلى آفاقٍ أوسع من الرقي والازدهار، إذ تعد هذه الزيارة انطلاقة مرحلة جديدة ومهمة من العلاقات بين الرياض ومسقط في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة، إذ ستسهم في تعزيز العلاقات ونقلها إلى آفاق أرحب من العمل المشترك والاستثمار في المقدرات الوطنية، بما يعود على البلدين بمزيد من الازدهار وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.

وتتسم العلاقات بينهما_التي تتخطى بعمرها نصف قرن_ بالتعاون والاحترام المتبادل بين القيادتين والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فيما تجمع أبناء الشعبين وشائج الإخاء، يؤطّرها التاريخ المشترك والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي. فيما تنضوي إقليمياً جهود البلدين مع أشقائهم تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، وفق رؤى وأهداف استراتيجية مشتركة، تحقيقاً للتنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، وتتسع أدوارهما ضمن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومع الأسرة الدولية في الأمم المتحدة دعماً لجهود السلم والأمن.

مزيد من التعاون

وتدفع المتغيرات المتلاحقة في المنطقة قيادتي البلدين لمزيد من التعاون على المستويين الثنائي والخليجي والإقليمي للمضي قدماً في إرساء دائم للأمن والاستقرار وانعكاساتها إيجاباً على برامج التنمية وخدمة شعوب المنطقة. ويعكس لقاء القيادتين_في هذا التوقيت للتشاور والتنسيق في مختلف الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين والمنطقة واستقراراها_ ما يتمتعان به من حكمة وبُعد نظر في التعامل مع مستجدات الأحداث وتطوراتها إقليمياً ودولياً.

تطلعات

يتطلّع الجانبان إلى أن يسهم "تأسيس مجلس التنسيق السعودي العُماني" في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات، ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية.

إذ تعكس الزيارة متانة العلاقة بين البلدين اللذين يعملان على تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما والتعاون المشترك في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق رؤية المملكة 2030 ورؤية عُمان 2040.

المنفذ البري

ومن أهم المكتسبات للبلدين الجارين على المدى القريب استكمال مشروع المنفذ البري الرابط بين المملكة وعُمان بمسافة تتجاوز 680 كيلو متراً، ليسهم بعد افتتاحه -بمشيئة الله- في تسريع وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، لاختصاره نحو 800 كيلو متر من زمن الرحلة، كما سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البريّة في السلطنة وصولاً إلى موانئها، ومنها تصدّر لمختلف دول العالم .

يذكر أن إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وعُمان العام المنصرم 2020 ، بلغ 3,36 مليارات دولار، شملت منتجات الحديد والصلب ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان 1,16 مليار دولار، شملت منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد أو الصلب والأغذية.

التبادل التجاري

وتعمل الرياض ومسقط على زيادة حجم التبادل التجاري، من خلال إيجاد الفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات بين الجانبين، من خلال دعم وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خاصة في التجارة الإلكترونية، وتشكيل فريق عمل من الجانبين لتحديد الأولويات التي من شأنها دعم التبادل التجاري بين والمملكة السلطنة.

وتتمثل الاستثمارات السعودية في السلطنة في مشاريع توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، وهناك العديد من اللقاءات التي تجمع بين رجال الأعمال في البلدين سنويًا في الملتقى الاقتصادي العُماني السعودي، مما يوفر فرصة جيدة لرجال الأعمال في البلدين للتباحث في المشروعات الاستثمارية المتاحة والواعدة في البلدين.

(الدكتور سلطان بن خميس اليحيائي)

اليحيائي لـ"إيلاف"

الدكتور سلطان اليحيائي رئيس المركز العماني للإعلام السياحي ونائب رئيس المركز العربي للإعلام السياحي قال لإيلاف بأن هذه الزيارة تأتي هذه لتؤكد عمق التلاحم والتأخي والتاريخ المشترك الذي يربط البلدين الشققيين بقيادتها الحكيمة ومنذ الوهله الأولى لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم في البلاد وعجلة التنمية في تسارع في شتى المجالات من خلال ما رسمه في رؤية عمان ٢٠٤٠ وما هذه الزيارة للشقيقة الكبرى الممكلة العربية السعودية في أول زيارة رسمية لتؤكد بأن هنالك توجهات مشتركة بين البلدين للنهوض بمختلف أوجة التعاون لا سيما القطاع الاقتصادي ونعول نحن في السلطنة على هذه الزيارة الكثير ومن أهم الحوانب المؤمل التركيز عليها الاستثمار في القطاع السياحي وتنشيط حركة السياحة البينية بين الدولتين واستفادة السلطنة بشكل كبير من العدد الكبير للتي تصدرة الممكلة سنويا من السياح من خلال افتتاح الطريق البري الذي يربط المملكة والسلطنة عن طريق الربع الخالي الذي سيختصر الكثير بالنسبة للسياح من كلتا الدولتين

وما نشاهدة ولله الحمد من خلال المؤشرات الأولية بأن المرحلة القادمة ستكون مرحلة مميزة للتعاون بين الدولتين وستكون هذه الزيارة انطلاقة لآفاق كبيرة سوف تحقق المصلحة لكلتا البلدين .

علما بأن السلطنة والمملكة تمتلكان مقومات سياحية زاخرة ومتنوعة يمكن من خلالها تنشيط السياحة البينية بينهما كذلك يستوجب في المرحلة القادمة الاستفادة من التركيز على الاستثمار في القطاع السياحي كونه من أهم روافد تعزيز الاقتصاد.