ايلاف من لندن : يبدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت زيارة رسمية الى واشنطن ستكون حاسمة في تقرير مصير الوجود العسكري الاميركي في بلاده وسط خلافات بين تأييد ورفض انسحاب القوات الاميركية.

وسيجتمع الكاظمي الاثنين المقبل مع الرئيس الاميركي جو بايدن لبحث ملفات مهمة عدة تتعلق بعلاقات البلدين السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والحقوقية والانسانية.

وقال البيت الابيض ان هذا اللقاء سيتيح "تأكيد الشراكة الاستراتيجية" بين واشنطن وبغداد .. موضحا ان بايدن "يتطلع أيضا إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية" خصوصا "الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة" لتنظيم داعش.

وكان الكاظمي قال الاسبوع الماضي أن الهدف من زيارته هو لإنهاء الوجود القتالي الأميركي "لأن قواتنا أصبحت جاهزة".

الوفد المرافق
ويضم الوفد المرافق للكاظمي الذي حصلت "ايلاف" على تشكيلته الكاملة 25 عضوا غاليتهم من المختصين والفنيين في المجالات العسكرية والامنية والصحية والكهربائية والتجارية والعلمية والنفطية والثقافية.

ومن المنتظر ان تسفر مباحثات الكاظمي عن تفعيل تفاهمات مشتركة بين البلدين استنادا الى اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 تتمثل في العودة بالعلاقات العراقية الأميركية إلى مرحلة ماقبل سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل منتصف عام 2014 وتفعيل برامج الشراكة والتعاون في التدريب والتأهيل والتنظيم وتبادل المعلومات الاستخبارية برامج التأهيل والتنظيم والتدريب للأجهزة الاستخبارية العراقية.

الحوار الاستراتيجي في جولته الرابعة الاخيرة
وجرت في واشنطن امس الخميس الجلسة الرابعة للحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي فيما لم يصدر عنها اي بيان رسمي لكن وزيار خارجية البلدين الاميركي أنتوني بلينكن والعراقي فؤاد حسين رئيسا وفدي بلديهما في هذه الجولة عقدا مؤتمرا صحافيا تحدثا فيه عن التطورات في علاقات بلدبهما.

وأكد بلبنكن خلال المؤتمر الصحافي على أهمية العلاقة بين البلدين وقال إن واشنطن تمضي قدما في شراكتها مع العراق على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وشدد على ان الشراكة مع بغداد أكبر بكثير من الحرب على تنظيم داعش.

ومن جهته اشار فؤاد حسين الى القوات العراقية ما زالت بحاجة إلى برامج التدريب والتسليح المقدمة من الولايات المتحدة. وأضاف أن بلاده لا تزال تحتاج إلى التحالف الدولي والعمل معه إضافة إلى تبادل المعلومات في مواجهة تنظيم داعش كما تحتاج إلى عمل دولي لمواجهة التنظيم.

الوفد العراقي يلمح لاتفاق بمغادرة القوات نهاية العام
وفي ختام هذه الجلسة قال مستشار الامن القومي العراق قاسم الاعرجي الذي شارك في مجرياتها في بيان مقتضب "لقد ابلغنا الجانب الأميركي عدم حاجة العراق لاي قوة قتالية أجنبية على أراضيه".. وسيكون يوم 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021 له طعم خاص".

وقال مسؤولون أميركيون بأنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والعراق رسميا إنهاء عمل البعثة القتالية الأميركية في العراق بنهاية هذا العام وأن يواصل البلدان عملية الانتقال نحو توفير التدريب والمشورة للقوات العراقية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية عن مسؤولين أميركيين وعراقيين قولهم أن بيانا وشيكا سيصدر بسحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق بنهاية العام الحالي. واوضحوا ان البيان المشترك سيؤكد أهمية الوجود الأميركي في محاربة تنظيم داعش.

وزيرا الخارجية العراقي والاميركي خلال مؤتمرهما الصحافي بواشنطن عقب جلسة الحوار الاستراتيجي في 22 تموز يوليو 2021

خلافات عراقية حول انسحاب القوات الاميركية
وظهرت خلال الساعات الاخيرة خلافات في مواقف القوى العراقية حول الانسحاب الاميركي من العراق بين التأييد والرفض.

فقد دعت الهيئة التنسيقية لفصائل ماتسمى "المقاومة العراقية" الى انسحاب كامل للقوات الاميركية من جميع انحاء العراق وقالت في بيان اطلعت عليه "ايلاف" أنها لن تسمح بوجود اي جندي على ارض العراق وبأي صفة كانت وتحت اي ذريعة او اصطناع مشروعية وتدليس لذلك التواجد بعنوانات شتى (مدربين ومستشارين أو كداعم وساند جوي) لذر الرماد في العيون .

واشارت الى ان القوات العراقية في حربها على الارهاب لم تعتمد على اولئك المدربين والمستشارين في اثناء قتالها لداعش والانتصار عليه .. مبينة ان "المجال الذي يعمل به المستشارون الاميركيون لا يخرج عن متطلبات امنهم القومي والعمل لأجله وان تسبب بنتائج كارثية على بقية الشعوب.

وقالت أن "انسحاب القوات المحتلة لكي يكون حقيقيا يجب ان يكون انسحابا كاملا من كل الاراضي العراقية سواء في وسط العراق او جنوبه او شماله، وكذلك يجب أن يشمل كلا من قاعدة عين الاسد الجوية وقاعدة الحرير الجوية وهذا يعني عدم بقاء اي نوع من أنواع الطائرات سواء كانت المقاتلة أو المروحية أو المسيرة ويشمل كذلك قاعدة فكتوريا في مطار بغداد وقاعدة التوحيد الثالثة في المنطقة الخضراء".

وحذرت تنسيقيات المقاومة من انها لن تسمح "لأي طيران عسكري امريكي (مقاتل أو مروحي أو مسير) بالتحليق فوق السماء العراقية والاعتماد على الطيران المقاتل الموجود في القوة الجوية العراقية والطيران المروحي في طيران الجيش والطيران المسير للحشد الشعبي".

لا لتسليم العراق لايران
وعلى العكس من هذا الموقف فقد عبر عدد من القوى الوطنية وشيوخ العشائر عن رفضهم لمطالب جدولة انسحاب القوات الأميركية من العراق.

وأشارت هذه القوى في بيان تلته خلال مؤتمر صحافي في بغداد نشرت تفاصيله وكالات محلية أن "منطق اللادولة والميليشيات هو الحاكم الفعلي للعراق الآن وأنه لا سلطة للحكومة على الميليشيات التابعة لإيران كونها هي الأقوى".

وشددت على رفض انسحاب القوات الأميركية من العراق الآن كما أنها ترفض مطلب الكاظمي بجدولة انسحاب هذه القوات لأن انسحاب القوات الأميركية في هذا الوقت سيدخل العراق في فوضى وخطر كبير ونفق مظلم.

وقالت ان مايسري في العراق هو منطق اللادولة وان الميليشيات هي الحاكم الفعلي للبلد وأنه لا سلطة للحكومة على الميليشيات التابعة لإيران كونها هي الأقوى وقد رأى العالم كله ذلك من خلال دخولها المنطقة الخضراء عدة مرات والاستعراضات بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة وما يحدث من قتل وخطف في بغداد وغيرها من المحافظات العراقية هو تنفيذ لاجندات ايرانية.

واضافت هذه القوى الوطنية انه لذلك فإن انسحاب القوات الأميركية أثناء وجود هذه الميليشيات يعني تسليم العراق لإيران على طبق من ذهب .

يشار الى ان زيارة الكاظمي الرسمية هذه الى واشنطن هي الثانية منذ توليه رئاسة الحكومة في الثامن من أيار مايو عام 2020 بعد زيارته الاولى في 18 آب أغسطس عام 2020 والتقى خلالها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والتي تم خلالها الاتفاق على تشكيل لجنة فنية تضع آليات الانسحاب الاميركي من العراق وعقد فعلا اجتماعين الاول في بغداد في 5 حزيران يونيو والثاني في واشنطن الخميس الماضي.