ايلاف من لندن: ينتظر العراقيون الاثنين قمة الكاظمي - بايدن في واشنطن لحسم مصير القوات الاميركية في بلادهم وموعد مغادرة القتالية منها والمهمات الجديدة للمتبقية وتنظيم العلاقة الامنية بين البلدين.
وبدأ رئيس الوزراء العراقي الاثنين زيارته الرسمية الثانية الى الولايات المتحدة حيث سلتقي مساء اليوم الرئيس الاميركي جو بايدن في قمة ستحسم مصير القوات الاميركية في العراق ومهماتها الجديدة في هذا البلد .
وينتظر ان يعلن البلدان بعد القمة عن تحويل مهمة القوات الاميركية من قتالية الى تدريبية واستشارية وتنظيمية ومغادرة القوات القتالية منها بنهاية العام الحالي.
واستبق الكاظمي القمة بساعات مؤكدا أن العراق لم يعد بحاجة الى قوات قتالية اجنبية بما فيها الاميركية لكنه نوه الى ان بلاده بلاده ستظل تطلب تدريباً وجمع معلومات استخباراتية عسكرية من الولايات المتحدة، من غير أن يحدّد موعداً نهائياً لرحيل قواتها.
واضاف الكاظمي في تصريحات لوكالة "أسوشييتد برس" الاميركية أن أيَّ جدول زمني للانسحاب سيعتمد على احتياجات القوات العراقية وعلى المفاوضات التي سيُجريها في واشنطن.

ومن جانبه اشار البيت الابيض الى ان القمة العراقية الاميركية اليوم ستتيح "تأكيد الشراكة الاستراتيجية" بين واشنطن وبغداد .. موضحا ان بايدن "يتطلع أيضا إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية" خصوصا "الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة" لتنظيم داعش.
ولدى توجهه الى واشنطن قال الكاظمي امس "إن هذه الزيارة تأتي في إطار جهود العراق لترسيخ علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الاميركية مبنية على أسس الإحترام المتبادل والتعاون الثنائي في مختلف المجالات".
وأضاف ان الزيارة تتوّج جهوداً طويلة من العمل الحثيث خلال جلسات الحوار الاستراتيجي لتنظيم العلاقة الأمنية بين البلدين على اساس المصلحة الوطنية العراقية.

الموعد النهائي

وعشية انعقاد القمة رجح مسؤولون اميركيون أن يتم الإعلان الإثنين عن موعد نهائي لانسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق قد يكون بحلول نهاية العام الحالي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن هؤلاء المسؤولين قولهم ان واشنطن ستتجاوب مع المطالب بسحب عدد لا يزال غير محددا من أصل 2500 جندي أميركي متمركزين في العراق حاليا بالإضافة إلى إعادة تصنيف دور القوات الأخرى على الورق.
واعتبرت الصحيفة إن الكاظمي بهذا الإنجاز سيحقق نصرا سياسيا يعود به إلى الوطن لإرضاء الأطراف المعادية للولايات المتحدة في بلاده بينما يبقي على التواجد العسكري الأميركي. ووصفت خطوة الكاظمي بأنها أحدث جهود له ليسير ما بين احتياجات ومطالب الحليفين الأقرب للعراق الولايات المتحدة وإيران.
وتشير مصادر عراقية الى ان هناك اتجاها الى تفعيل تفاهمات مشتركة بين البلدين استنادا الى اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 تتمثل في العودة بالعلاقات العراقية الأميركية إلى مرحلة ماقبل سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل منتصف عام 2014 وتفعيل برامج الشراكة والتعاون في التدريب والتأهيل والتنظيم وتبادل المعلومات الاستخبارية برامج التأهيل والتنظيم والتدريب للأجهزة الاستخبارية العراقية.

وكان مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي قال في ختام جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين البلدين في واشنطن الجمعة الماضي والتي شارك في مجرياتها في بيان مقتضب "لقد ابلغنا الجانب الأميركي عدم حاجة العراق لاي قوة قتالية أجنبية على أراضيه".. وسيكون يوم 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021 له طعم خاص".
يشار الى ان زيارة الكاظمي الرسمية هذه الى واشنطن هي الثانية منذ توليه رئاسة الحكومة في الثامن من أيار مايو عام 2020 بعد زيارته الاولى في 18 آب أغسطس عام 2020 والتقى خلالها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والتي تم خلالها الاتفاق على تشكيل لجنة فنية تضع آليات الانسحاب الاميركي من العراق وعقدت فعلا اجتماعين الاول في بغداد في 5 حزيران يونيو الماضي والثاني في واشنطن الخميس الماضي.