ايلاف من لندن: اعلن الرئيس الاميركي بايدن خلال لقائه في واشنطن مع الكاظمي مساء الاثنين ان قوات بلاده لن تقوم بأي مهام قتالية في العراق بدءا من نهاية العام وانما ستقوم بدور تدريبي واستشاري للقوات العراقية حيث ستنسحب جميع القوات القتالية من العراق في 31 كانون الاول ديسمبر المقبل.
وقال الرئيس الاميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في واشنطن في مؤتمر صحافي تابعته "ايلاف" ان بلاده ملتزمة بتعزيز الشراكة مع بغداد ودورها يركز على المساعدة وتوفير الدعم والتدريب والاستشارة للقوات العراقية.. مشددا على ان قواته في العراق لن تقوم بعد الان باي مهام قتالية بدءا من نهاية العام الحالي.
لكن بايدن اكد استمرار تعاون بلاده مع العراق في التصدي لتنظيم داعش وللارهاب. واشار الى تضحيات الاميركييفي العراق منوها الى ابنه خدم هناك ضمن الحرس الوطني الاميركي لمدة عام.
واضاف ان بلاده تدعم تعزيز الديمقراطية في العراق وتنظيم انتخابات حرة نزيهة بمساعدة الامم المتحدة. وكرر القول ان "دورنا في العراق سيركز على التدريب والمشورة ولن نقوم بأي مهام قتالية هناك.
وقال "لدينا شراكة استراتيجية مع العراق وانا سعيد بالعمل مع الكاظمي".
ومن جهته عبر الكاظمي عن سعادته لاستمرا التعاون بين العراق والولايات المتحدة ضمن علاقاتهما الاستراتيجية . وقال ان اميركا دعمت العراق في هزيمة داعش "واحيي الشعب الاميركي على الدماء التي اريقت من ابنائه من اجل تعزيز الديمقراطية في العراق .. مشيرا الى ان علاقات بلاده مع واشنطن متعددة وتشمل البيئة والتعليم والمناخ
والصحة.

مهمة استشارية
وينتظر ان يعلن البلدان بعد القمة عن تحويل مهمة القوات الاميركية من قتالية الى تدريبية واستشارية وتنظيمية ومغادرة القوات القتالية منها بنهاية العام الحالي.
واكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستعلن اليوم عن تغيير المهمة في العراق من قتالية إلى تدريبية واستشارية. وقالت جين بساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحافي إن "القيادة العراقية طلبت من الولايات المتحدة تحويل مهمة قواتنا من القتال إلى الدعم الاستشاري وسنعلن اليوم عن تغيير مهمتنا في العراق من قتالية إلى تدريبية واستشارية".
وأضافت "لن نفصح عن أي تفاصيل بشأن عدد القوات الأميركية التي ستبقى في العراق بعد نهاية العام".
وعشية انعقاد القمة رجح مسؤولون اميركيون أن يتم الإعلان الإثنين عن موعد نهائي لانسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق قد يكون بحلول نهاية العام الحالي.

توقيع منتظر
ومن المنتظر ان يوقع بايدن والكاظمي اتفاقاً ينهي رسمياً المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق بنهاية 2021 بعد أكثر من 18 عاماً على إرسال القوات الأميركية للبلاد.
وسيصدر بيان بعد الاجتماع لإعلان نهاية المهام القتالية الأميركية في العراق، حسبما أفاد مسؤول كبير في إدارة بايدن.


الكاظمي مجتمعا مع بايدن في البيت الابيض مساء الاثنين 26 تموز يوليو 2021

تفعيل اتفاقية 2008
وتشير مصادر عراقية الى ان هناك اتجاها الى تفعيل تفاهمات مشتركة بين البلدين استنادا الى اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 تتمثل في العودة بالعلاقات العراقية الأميركية إلى مرحلة ماقبل سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل منتصف عام 2014 .
وهما "قانون الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والعراق" و"قانون اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعمل القوات الأميركية في العراق".
وتتضمن البنود الأساسية هذا الاتفاق انسحاب القوات الأميركية من البلدات العراقية بحلول منتصف عام 2009 وأن تغادر البلاد بشكل كامل بحلول 31 كانون الاول (ديسمبر) عام 2011.
كما تقضي بأن يخضع المتعاقدون مع الولايات المتحدة للقانون العراقي ويجوز محاكمتهم أمام محاكم عراقية فيما يخضع الجنود الأميركيون والمدنيون العاملون في وزارة الدفاع الأميركية للقانون العسكري الأميركي لكنه يمكن محاكمتهم أمام محاكم عراقية في حالة ارتكاب جرائم خطيرة عمدا خارج قواعدهم وخارج المهام المكلفين بها.
وتؤكد الاتفاقية على ان كل المباني الثابتة التي تستخدمها القوات الأميركية تصبح ملكا للعراق وتسلم كل القواعد العسكرية الأميركية الى العراق عندما تنسحب منها القوات الأميركية.
اما القوات الأميركية التي بقيت في العراق بعد نهاية 2011 فإن مهامها الأساسية هي تدريب القوات العراقية لا المشاركة في مهام قتالية وهي مضطرة إلى البقاء خارج القصبات والمدن في أماكن وقواعد متفق عليها بين الطرفين.
وتنص الاتفاقية على انه يجوز لأي من الطرفين إنهاء الاتفاق بعد مرور سنة واحدة من استلام أحد الطرفين من الطرف الآخر إخطارا خطيا في هذا الشأن.

حكومة المالكي طلبت عودة القوات
وكانت القوات الاميركية قد عادت الى العراق بطلب من حكومة رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي اثر احتلال تنظيم داعش لحوالي خمس مساحة العراق تضم محافظات غربية وشمالية قبل ان تستعيدها القوات العراقية بدعم من قوات التحالف الدوالي بقيادة القوات الاميركية منها أواخر عام 2017 .
ولا يزال هناك نحو 3500 جندي أجنبي على الأراضي العراقيّة، من بينهم 2500 أميركي، لكن إتمام عملية انسحابهم قد يستغرق سنوات.
واستهدف نحو 50 هجوما صاروخياً أو بطائرات مسيرة المصالح الاميركية في العراق منذ بداية العام الماضي . وتُنسب هذه الهجمات التي لم تتبنها أي جهة إلى مليشيات عراقية موالية لإيران مندمجة في القوات الحكومية العراقية.
واستهدف أحدث هجوم كبير في السابع من يوليو قاعدة عين الأسد العسكرية في غرب العراق حيث سقط 14 صاروخا من دون تسجيل إصابات.
وشنت الولايات المتحدة من جهتها ضربات نهاية يونيو على مواقع للحشد في العراق وسوريا ما أسفر عن مقتل نحو 10 في صفوف مقاتلين موالين لإيران. ويثير ذلك مخاوف من اندلاع صراع مفتوح في العراق بين حليفتي بغداد واشنطن وطهران.