ايلاف من لندن: أعلن العراق الجمعة عن وقف الرحلات الجوية لطائراته الى بيلاروسيا إثر مقتل واصابة مهاجرين عراقيين على حدودها مع ليتوانيا وقرر تسيير رحلات خاصة لاعادة مواطنيه منها.
وقالت الخطوط الجوية العراقية انها اوقفت رحلاتها الجوية من بغداد الى مينسك عاصمة بيلاروسيا لمدة اسبوع وتسيير رحلات باتجاه واحد لإعادة العراقيين فيها الى بلدهم. وقال المتحدث الرسمي باسم الشركة حسين جليل في بيان تابعته "ايلاف" ان الشركة جهة تنفيذية وتطبق التعليمات الصادرة من السلطات العليا حيث وجهت لجنة برئاسة الحكومة تضم جميع الاطراف المعنية أمس بإيقاف الرحلات بشكل مؤقت لمدة أسبوع واحد بين بغداد ومينسك.
واشار الى ان "ادارة الخطوط العراقية وجهت جميع المكاتب المنتشرة في بغداد باسترجاع المسافرين الذين قطعوا التذاكر مبالغهم دون فرض غرامات أو تأجيل المسافر موعد السفر لحين إصدار تعليمات أخرى".
واوضح انه تم استحصال موافقات بتسيير رحلات باتجاه واحد وذلك لتسهيل عودة العراقيين المتواجدين على الأراضي البيلاروسية.

الخارجية العراقية تتابع

وجاء هذا الاجراء إثر مقتل مهاجر عراقي واصابة 5 آخرين على الحدود بين ليتوانيا وبيلاروسيا وقالت وزارة الخارجية العراقية انها تتابع تفاصيل حادث أودى بحياة مواطن عراقي على حدود البلدين.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجيّة أحمدالصحاف في بيان الى أن سفارة العراق في موسكو "تتابع ببالغ الاهتمام تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة مواطن عراقي على الحدود المشتركة بين بيلاروسيا وليتوانيا". ودعا "كل العراقيين أن لايكونوا هدفاً لشبكات التهريب والاتجار بالبشر".
وكانت قوات حرس حدود ليتوانيا قد ألقت القبض مؤخرا على 171 عراقيا أثناء عبورهم من بيلاروسيا.

ضحايا الخلاف

وعثر حرس الحدود البيلاروسي الاربعاء الماضي على مهاجر عراقي قُتل بقسوة في بلدة ميدينينكاي الحدودية مع ليتوانيا وجرح 5 آخرين وسط توترات سياسية يتعلق بعضها بالهجرة بين البلدين.
واثر ذلك أمر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بفتح تحقيق في وفاة المهاجر العراقي والعثور كذلك على أقرباء المتوفى وإصدار تأشيرة لهم تمكنهم من دخول بلاده واستلام الجثمان.
وتشتبه السلطات الليتوانية في قيام بيلاروسيا بتنسيق تدفق المهاجرين اليها وخاصة من العراقيين ردا على العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا. وعلى الرغم من نفي بيلاروسيا يرى الاتحاد الأوروبي أن مينسك تستخدم المهاجرين سلاحا للضغط على جارتها التي تستضيف معارضي النظام البيلاروسي.

الأوروبي يطلب تبريراً

والاسبوع الماضي طالب مفوض الاتحاد الأوروبي للأمن والخارجية "جوزيب بوريل" العراق "تبرير" سبب استخدام مطار بغداد الدولي لنقل مهاجرين إلى بيلاروسيا التي يتسلل منها مهاجرون لا شرعيون إلى ليتوانيا المجاورة.
وبحث بوريل مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين "حول طريقة التعامل مع العدد المتزايد من المواطنين العراقيين الذين يعبرون إلى ليتوانيا بشكل غير قانوني من بيلاروس".
وقال في تغريدة على "تويتر" ان "هذه مسألة تهم دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي والتكتل بكامله.. نحن نعتمد على دعم العراق". واضاف "للأسف، يستخدم المهاجرون مجددا كسلاح".
وأعلن حرس الحدود البيلاروسي الثلاثاء الماضي عودة 40 مهاجرا بينهم نساء وأطفال إلى أراضيها "مصابين بجروح" بعد أن أعادتهم ليتوانيا.

العراق يرفض الاتهامات

ومن جانبه رفض العراق على الفور اتهامات المفوض الاوروبي بتسهيل استخدام مطار بغداد الدولي لنقل مهاجرين إلى بيلاروسيا ومنها الى ليتوانيا بشكل غير شرعي.
واكدت مستشارية الأمن القومي العراقي في بيان صحافي تابعته "ايلاف" أن "بعض السياح العراقيين يتم التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية ونحن مستعدون للتعاون في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود".
وشددت على ان العراق لا يشجع مواطنية على الهجرة ولكن بعض السياح العراقيين يتم التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية ويقررون الهجرة.
وأكدت ان "مطار بغداد الدولي مخصص للسفر الشرعي فقط، حيث أن روسيا البيضاء (بيلا روسيا) تسمح شرعياً وقانونياً للسياح العراقيين بدخول اراضيها ولا يمكن للدولة العراقية ان تمنع مواطنيها من السفر الى دولة بشكل شرعي كما بقية دول العالم".
وقالت المستشارية القومية انه "كان على المفوض الاوروبي الاستعانة ببعثة الاتحاد الأوروبي في بغداد ليحصل من خلالها على اية ايضاحات مطلوبة من الحكومة العراقية على ان لا تشكل اتهاماً مباشر أو غير مباشر بالمشاركة في أية أعمال غير قانونية".

ليتوانيا وبغداد

وكان وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس قد بحث في بغداد في 15 من الشهر الماضي مع نظيره العراقي فؤاد حسين الهجرة العراقية إلى بلده الواقع في بحر البلطيق.
وقال الوزير الليتواني خلال مؤتمر صحافي مع حسين ان المهاجرين العراقيين وُعدوا بـ"جنة أوروبية" لكن انتهى بهم الأمر في "غابة ليتوانية وسط مخيم للاجئين". وألقى الوزير باللوم على بيلاروسيا المجاورة في "استخدام المهاجرين ومعظمهم من العراقيين للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل تغيير سياسته تجاهها".
ومن جانبه قال حسين إن العراق "سيحقق في شبكات الاتجار بالبشر المسؤولة عن تهريب مواطنيه إلى أوروبا". واوضج إن حكومته ستشكل "لجنة تضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والهجرة وجهاز المخابرات وهيئة الطيران المدني لتضييق الخناق على شبكات التهريب".
وسجلت ليتوانيا التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة دخول أكثر من 4 آلاف مهاجر هذا العام معظمهم من العراقيين مقابل 81 في عام 2020.
وبدأت ليتوانيا خلال الشهر الماضي بناء حاجز من الأسلاك الشائكة طوله 550 كم على حدودها مع بيلاروسيا.