ايلاف من لندن: دعا الرئيس العراقي برهم صالح نظيره الليتواني غيتاناس ناوسيدا الى ضمان حماية حقوق مهاجريه اليها وضمان أمنهم وحياتهم فيما تمت اعادة حوالي 500 عراقيا من العالقين في بيلاروسيا الى بلدهم.
وخلال تلقى الرئيس العراقي برهم صالح اتصالاً هاتفياً من الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا فقد تم بحث "أوجه التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبحث قضية المواطنين العراقيين العالقين عند الحدود البيلاروسية – الليتوانية حيث جرت الإشارة إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية عبر وزارة الخارجية في العودة الطوعية للمواطنين العالقين عبر تسيير رحلات جوية فضلاً عن جهودها الدبلوماسية في حل القضية" كما قالت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان تابعته "ايلاف" الجمعة.
وابلغ الرئيس العراقي نظيره الليتواني ان القوانين العراقية تكفل حرية السفر والتنقل للمواطنين العراقيين غير أن الوقوع في شراك شبكات الاتجار بالبشر عمل خطير.. مؤكداً أن الحكومة اتخذت إجراءات مهمة وعاجلة، كما تم فتح تحقيق للوقوف حول ما جرى من توريط المواطنين والإيقاع بهم.
وشدد الرئيس صالح على ضرورة حماية حقوق المهاجرين وضمان أمنهم وحياتهم باعتبارها مبدأً أساسياً من مبادئ حقوق الإنسان.. مشيراً إلى أنه "من المؤسف مقتل مواطن عراقي على الحدود البيلاروسية الليتوانية حيث تمت دعوةٌ الجانب الليتواني عبر وزارة الخارجية العراقية في وارشو الى تزويد العراق عما يتوفر من معلومات وتفسيرات بشأن حادثة القتل الأليمة".
ولفت الرئيس العراقي إلى أن العراق يلتزم باحترام الدول وسيادتها.. داعياً إلى نظيره الليتواني الى ضرورة التعاون المشترك بين بلديهما وزيادة التنسيق بين الجهات المعنية في كلا البلدين حول موضوع المهاجرين وشبكات التهريب التي تتاجر بالبشر.
اعادة حوالي 500 عراقيا من بيلاروسيا الى بلدهم
واعادت السلطات العراقية حوالي 500 عراقيا الى بلدهم عبر رحلات جوية من العاصمة البيلاروسية منسك الى بغداد حيث وصلت الاخيرة منها مساء امس وعلى متنها 145 مواطنا.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية أحمد الصحّاف ان رحلة جوية عراقية قد استكملت الإجراءات اللازمة متوجهة إلى بغداد من العاصمة البيلاروسية منسك.
وعلى مدى الايام الاربعة الماضية نظمت السلطات العراقية رحلات جوية من منسك الى بغداد خصصت لإجلاء المواطنين العراقيين العالقين في بيلاروسيا وحدودها المشتركة مع ليتوانيا حيث تم لحد الان اجلاء حوالي 500 منهم.
واشار الى ان وفدا من الخارجية العراقية كان قد وصل الى بيلاروسيا مطلع الاسبوع الحالي بدأ بمنح جوازات عبور لكل العراقيين هناك الذين فقدوا جوازاتهم لأي سببٍ كان للتمكن من العودة الطوعية الى بغداد وبشكلٍ آمن.
ونوه الصحافي إلى أن "الامر يتعلق بالهجرة غير الشرعية حيث وقع عدد من العراقيين ضحة الإتجار بالبشر من خلال تهريبهم عبر دول اوروبية". واوضح ان هؤلاء العراقيين والذين يبلغ عددهم حوالي 1500 شخصا دخلوا الى بيلاروسيا بفيزا سياحية ممنوحة بشكل أصولي ورسمي سياحي ولذلك فان الجانب البيلاروسي لم يتقبل توصيفهم بلاجئين كونهم جاؤوا بصفة سياح .
يشار الى ان العديد من هؤلاء المسافرين الذين يصلون الى بيلاروسيا يحاولون عبور حدودها الى جارتها ليتوانيا التي تمنعهم بالقوة من دخول اراضيها حيث ادت صدامات في الرابع من الشهر الحالي على الحدود الى وفاة عراقي واصابة 5 آخرين بجروح والضحية من مواليد محافظة النجف عام 1980 حيث قامت السفارة العراقية في موسكو بوصفها الراعية للمصالح العراقية بإرسال وفدٍ دبلوماسيٍ مع عائلة الفقيد العراقي وتوجهوا الى الحدود مع ممثلين عن السلطات المعنية وتمت متابعة التحقيق هناك لمعرفة ملابسات وفاته.
ومن جانبها قالت شركة الخطوط الجوية العراقية انها تدرس حاليا ايقاف رحلاتها الجوية الى منسك لمدة شهر بعد ان كانت قد اوقفتها 10 أيام اثر مقتل المواطن العراقي.
ذهاب بدون عودة
وتشير تقارير اعلامية الى ان مكاتب السفر والسياحة في العاصمة بغداد وفي مدن العراق الاخرى وخاصة في اربيل والسليمانية باقليم كردستان الشمالي تقدم منذ فترة طويلة عروضا سياحية للسفر إلى منسك العاصمة البيلاروسية تتضمن تذكرة السفر والسكن والنقل والجولات السياحية وتتراوح بين 650 إلى 800 دولار وبعضها يطالب بضمانات على شكل تأمين للعودة والبعض الآخر لا يفعل.
إلا أن أغلب أفراد المجموعات السياحية يحجزون تذكرة ذهاب فقط ويحاولون خلق مجموعات للسفر معا والغالبية العظمى منهم شباب يبحثون عن منفذ للهروب من الظروف الصعبة في العراق.
كما يلاحظ وجود عائلات بين هذه المجموعات تسعى الى أخذ هذا الطريق للوصول إلى أوروبا وهو طريق فتحه كما يبدو الرئيس البيلاروسي لوكاتشينكو بسبب خلافه المتصاعد من الاتحاد الأوروبي.
ومنذ بداية العام الحالي بلغ عدد المهاجرين الذين دخلوا ليتوانيا عبر جمهورية بيلاروسيا أكثر من 4000 شخص ينتمون الى 37 جنسية غالبيتهم من العراقيين الذين توجهوا إلى بيلاروسيا بصفة سائحين ويحاولون الدخول منها إلى ليتوانيا بطريقة غير شرعيّة .
يشار الى ان السلطات الليتوانية تشتبه بقيام بيلاروسيا بتنسيق تدفق المهاجرين اليها وخاصة من العراقيين ردا على العقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا ولكن على الرغم من نفي هذه الدولة يرى الاتحاد الأوروبي أن منسك تستخدم المهاجرين سلاحا للضغط على جارتها ليتوانيا التي تستضيف معارضي نظامها.
وبدأت ليتوانيا خلال الشهر الماضي بناء حاجز من الأسلاك الشائكة طوله 550 كم على حدودها مع بيلاروسيا.
التعليقات