تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للرئيس الأميركي جو بايدن بأنه على الرغم من كونه ضد العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فإنه لن يقوم بحملة علنية ضده كما فعل سلفه بنيامين نتنياهو.
إيلاف من دبي: نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين أميركيين مطلعين تأكيدهما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قطع وعدًا للرئيس الأميركي جو بايدن، في اجتماعهما الجمعة في البيت الأبيض، بالآتي: "على الرغم من أنه ضد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فإنه لن يقوم بحملة علنية ضده كما فعل سلفه بنيامين نتنياهو".
لن تتكرر
هذا الأمر مهم لأن بايدن وكبار مستشاريه هم من قدامى المحاربين في المواجهات العنيفة بين نتنياهو والرئيس السابق باراك أوباما بشأن إيران وملفها النووي. فقد تحولت الخلافات بين الطرفين إلى معارك إعلامية ضارية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم التوتر وأضر بالعلاقات الثنائية. وبلغ هذا الوضع ذروته عندما شن نتنياهو حملة ضد الاتفاق النووي في عام 2015، في خطاب أمام الكونغرس الأميركي.
وبحسب "أكسيوس"، قال المصدران إن بينيت كرر هذه الرسالة خلال لقاءاته مع وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان الأربعاء، وأضافا أن بينيت قال إنه يعتقد أن الحوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيحقق نتائج أفضل.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير حضر الاجتماع: "أبلغ رئيس الوزراء بينيت الرئيس بايدن أنه بغض النظر عن الخلافات السياسية ، فإنه يريد العمل وفقًا لقواعد الصدق واللياقة".
بينيت يتعهد
في لقاءاته مع بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين، أوضح بينيت أنه يريد إدارة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مثلما يدير العلاقات داخل حكومته الانتقائية التي تتميز بتعددية في وجهات النظر، وحل الخلافات في المحادثات الخاصة المباشرة وليس في وسائل الإعلام، كما قال مسؤولون إسرائيليون.
وقال بينيت في اجتماعه مع بلينكين إنه لم يعتقد أبدًا أنه سيرأس ائتلافًا مع أحزاب ذات ميول يسارية أو حزب مسلم، لكنه أدرك أنه على الرغم من صعوبة ذلك، فيمكن تحقيقه، وفقًا لما قاله مصدر مطلع على الاجتماع، الذي اضاف أن بينيت قال إن فلسفته في إدارة الائتلاف هي: "عندما يغضبه شخص ما لا يذهب إلى الصحافة بل يلتقط الهاتف". رد بلينكن: "هذه هي الطريقة التي أريد أن نعمل بها. إذا كانت لديكم مشكلة في شيء نتواصل ولا نذهب إلى الصحافة".
وكان البيت الأبيض راضيًا عن تعهد بينيت. وقال باربرا ليف، إحدى كبار مستشاري بايدن في الشرق الأوسط، إنها أمضت خمس ساعات مع بينيت في اجتماعات مختلفة، بما في ذلك مع بايدن، وبغض النظر عن خلافاتهما، بدأت العلاقة بداية جيدة، فبايدن يريد أيضًا تواصلًا مباشرًا "من دون دراما"، وسيكون صريحًا وقاسيًا إذا لزم الأمر، لكن في السر لا في الإعلام.
لا توتر
تجدر الإشارة إلى أن قراءات البيت الأبيض لاجتماع بايدن-بينيت أشارت إلى أحد الخلافات الرئيسية بين الطرفين. فالرئيس الأميركي تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي عن "أهمية الامتناع عن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوتر، وتساهم في نشر إحساس بالظلم وتقويض جهود بناء الثقة".
وقال مصدر مطلع على الاجتماع إن هذا الأمر يشير بشكل أساس إلى احتمال إخلاء عائلات فلسطينية منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. وقالت ليف في اتصال مع المنظمات اليهودية إن بايدن أثار القضية مع بينيت.
تاليًا، سيتم اختبار التفاهمات بين الطرفين حول كيفية إدارة العلاقة في الأشهر المقبلة عندما توافق إسرائيل على بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، وعندما يتم إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "أكسيوس".
التعليقات