جوبا: تضرّر قرابة 380 ألف شخص في جنوب السودان من جرّاء الأمطار الغزيرة وأغرقت مياه أنهر فاضت عن ضفافها منازل وأدّت إلى نزوح عائلات في هذه الدولة الفقيرة، حسبما أعلنت وكالة أمميّة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانيّة التابع للأمم المتحدة في بيان إنّ قرابة ثلاثة أرباع المتضرّرين يسكنون ولايتي الوحدة وجونقلي. ونبّه المكتب إلى "توقّعات بمزيد من الأمطار الغزيرة والفيضانات في الأشهر المقبلة".

وقالت الوكالة "ينطوي الوصول (إلى المتضرّرين) على تحدٍّ كبير إذ أنّ غالبية المناطق التي طالتها الفيضانات لا يمكن الوصول إليها برًّا". ويواجه عمّال الإغاثة صعوبات في إيصال الإمدادات للنازحين.

دمار ونزوح

وقال مايكل واي، الذي فرَّ مع عائلته إلى بور عاصمة جونقلي، إنّ العديد من الأهالي لم يتمكّنوا من الإنتقال إلى مناطق أكثر أمنًا.

وقال لوكالة فرانس برس "العديد من الناس فرّوا من بعض الأماكن العائمة بالمياه لكن بعض الأشخاص بقوا هناك لأنهم ضعفاء، لا يمكنهم مغادرة المكان" مضيفًا بأنّ وضع المسنّين خصوصًا محفوف بالمخاطر. وأغرقت مياه الفيضانات الناجمة عن أمطار موسميّة مبكرة أراضي زراعيّة وأدّت إلى نفوق رؤوس ماشية وتدمير أكواخ من القش، بعد عام على فيضانات قياسية تضرّر من جرّائها نحو 700 ألف شخص.

ولم يعد نحو 100 ألف من نازحي العام الماضي إلى ديارهم بعد، فيما غمرت مياه الأمطار الغزيرة أراضي زراعيّة لأكثر من عام، وقف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانيّة.

ولا تزال أحدث دولة في العالم تحاول تجاوز آثار حرب أهليذة استمرّت خمس سنوات، موقّعة قرابة 400 ألف قتيل.

ووفق تقرير للبنك العالمي في 2018 فإنّ أربعة من كل خمسة مواطنين في جنوب السودان البالغ عدد سكانه 11 مليون نسمة يعيشون في "فقر مدقع"، فيما يعاني أكثر من 60 بالمئة من السكان من جوع حاد، جرّاء النزاع والجفاف والفيضانات.