إيلاف من دبي: كشفت التحقيقات الأولية لعملية فرار 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع شمالي إسرائيل، أن "كاميرات المراقبة وثقت عملية الفرار غير أن السجّانين لم يتابعوا الكاميرات في الوقت الفعلي".

ووفقًا لموقع "الشرق" الإخباري، أوضحت التحقيقات أن السجناء زحفوا عشرات الأمتار إلى فتحة النفق الخارجية والتي تبعد أمتاراً قليلة من برج المراقبة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" إن السلطات مستمرة "من دون هوادة" في أعمال البحث عن الأسرى الستة الذين هربوا من سجن جلبوع الاثنين.

وأشارت إلى أن كاميرات المراقبة التابعة للسجن أظهرت أن اثنين من الأسرى توجها شمالاً باتجاه طريق "عين حارود"، إلا إن الشرطة تعتقد بأن هذه الخطوة جاءت لتضليل قوات الأمن.

استغراق في النوم

مصلحة السجون الإسرائيلية قالت إنها تفحص شبهات بشأن استغراق الحارسة التي كانت مناوبة ببرج المراقبة الذي يقع قرب الفوهة التي خرج منها الأسرى في النوم، بحسب ما نقلته "مكان".

وكشف التحقيق الأولي الذي أجرته مصلحة السجون أنه في حوالي الساعة 01:30 ليلاً (بالتوقيت المحلي)، دخل السجناء الستة إلى حمام زنزانتهم وقاموا برفع إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على أرضية الزنزانة ودخلوا الواحد تلو الأخر إلى الفتحة الضيقة للنفق، وفقًا لموقع "الشرق".

وزحف الأسرى عشرات الأمتار إلى فتحة النفق الخارجية، وهي على بعد أمتار قليلة من جدار السجن تحت برج المراقبة.

ووفق التقديرات يبدو أنهم غيروا ملابسهم وواصلوا عملية الهروب باستخدام سيارة كانت بانتظارهم، بحسب ما أورده الموقع الإسرائيلي.

وفي الساعة 1:49 صباحاً تلقت الشرطة مكالمة من أحد المواطنين، كان يقود سيارته على طريق رقم 71 قرب سجن جلبوع، وأبلغ أنه شاهد شخصاً مشبوهاً قرب السجن ويحمل أغراضاً بيده.

وفي تمام الساعة 2:00 ليلاً وصلت دورية شرطة إلى مكان الحادث. وفي تمام الساعة 2:14 أبلغ مواطن آخر عن مشاهدته مشتبهاً به في المكان.

ضلوع سجّانين

أفادت "مكان" بأن الشرطة تحقق في شبهات بشأن ضلوع سجانين في هروب الأسرى من سجن جلبوع. موضحةً أن "وحدة التحقيق مع السجانين في الشرطة تشارك أيضاً في التحقيقات الجارية".

ونصبت الشرطة الإسرائيلية أكثر من 260 حاجزاً في أنحاء البلاد، ورجح رئيس قسم العمليات بالشرطة البريغادير شمعون نحماني خلال حديثه لإذاعة "مكان" استعانة هؤلاء السجناء بسيارات بعد عملية الفرار، كما جاء في تقرير "الشرق".

ووفقاً لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أعرب مسؤولون إسرائيليون أمنيون عن "خشيتهم من أن يقوم الفارين الستة بتنفيذ هجوم ضد إسرائيليين"، إلا أن شخصيات بارزة أشارت إلى أن هذا "الاحتمال يبدو مستبعداً".

وأشار آخرون إلى أنهم "يخشون أنه كلما طالت مدة بقاء السجناء في حالة فرار، كلما زاد خطر وقوع حوادث مشابهة أو هجمات ينفذها أشخاص زادتهم الأحداث الأخيرة ثقة".

ونقلت القناة الإسرائيلية الـ12 عن مصدر أمني قوله إن "الطريقة الوحيدة لتقليل صدى عملية الفرار من السجن هي إعادة القبض على الأسرى في أسرع وقت ممكن".

من هرب؟

نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية، أسماء وانتماءات الأسرى، وهم محمود عبد الله عارضة (46 عاماً) من عرابة معتقل منذ عام 1996، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، ومحمد قاسم عارضة (39 عاماً) من عرابة معتقل منذ عام 2002، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، مثلما جاء في "الشرق".

ويعقوب محمود قادري (49 عاماً) من بير الباشا معتقل منذ عام 2003، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، وأيهم نايف كممجي (35 عاماً) من كفر دان معتقل منذ عام 2006 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، وزكريا زبيدي (46 عاماً) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 وما يزال موقوفاً، ومناضل يعقوب انفيعات (26 عاماً) من يعبد، معتقل منذ عام 2019، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

ولفتت الشرطة إلى أن السجناء الستة الذين يتشاركون الزنزانة ذاتها حفروا النفق على مدار شهر باستخدام ملعقة صدئة أخفوها خلف ملصق، فيما حاول 3 منهم الفرار في الماضي.

تحركات عسكرية

وقالت مصادر فلسطينية لصحيفة "القدس" إن "قوات عسكرية إسرائيلية استدعت والد السجين أيهم كممجي وشقيقه من قرية كفردان غرب جنين إلى معسكر سالم".

وأضافت المصادر أن "قوة مشاة إسرائيلية قامت بحملة تمشيط وتفتيش واسعة بحثاً عن السجين يعقوب قادري في محيط قرية بئر الباشا جنوبي جنين".

وفي غضون ذلك تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، صباح الاثنين، إلى وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، وقال إن هذا "الفرار حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك".

وتشارك الشرطة وقوات من الجيش الإسرائيلي وكذلك القوات الخاصة في عملية مطاردة مكثفة، ونصبت حواجز على الطرق في الضفة الغربية، كما تستخدم قوات الأمن وحدات خاصة في البحث مثل الكلاب والدعم الجوي.