إيلاف من بيروت: طرأت تغيرات كبيرة في النظام الدولي وفي أهمية المناطق بعدما تغيرتفي طريقة التفاعل والمواءمة في العلاقات الدولية، خاصة أن الإقليمية مسألة مهمة في النظام الدولي. الأفكار والاستراتيجيات الكلية تتغلغل في النظام الدولي كما على المستوى الإقليمي، وتم شرح وتقديم المفاهيم المتعلقة بمنطقة جغرافية محددة.

في غضون ذلك، لا يزال الشرق الأوسط يُعرف بأنه أحد أهم المناطق في النظام الدولي. وعلى الرغم من أنه يُذكر أن هذه الجغرافيا ليس لها أهميتها السابقة ولا تأثيرها على العلاقات الدولية في العقود القادمة، لكن بالنظر إلى التطورات، في الآونة الأخيرة، للعلاقات الدولية والشرق الأوسط دور في إنشاء هذه العلاقات وتوجيهها والتأثير عليها، لذا تتضح أهمية الحفاظ على هذا الموقف في هذه المنطقة.

أوردت مقالة نشرها موقع "دبلوماسة إيران" بالفارسية أهم 10 تحديات ستواجهها المنطقة في العقد المقبل، مع الإشارة إلى أن ترتيب الإحالة إلى الموضوعات لن يشير إلى تفوق موضوع على آخر.

1- الدمقرطة

مع التغيرات في ميول ورغبات المجتمعات والأمم، ظهرت نقاشات حول حقوق الإنسان، ربما بسبب توسع قوة الإعلام والإعلام ، في الدول الغربية والأوروبية.

سيتم تسريب هذه النقاشات إلى مجتمعات ودول أخرى، وإلى مناطق أخرى، بما في ذلك الشرق الأوسط، ما أدى في السنوات الأخيرة إلى حروب أهلية في معظم دول المنطقة، واضطرت بعض الحكومات إلى إعادة النظر في سياساتها، وستظل الديمقراطية واحدة من أكبر التحديات في المنطقة، في ظل الأحداث في نهاية المطاف مثل أحداث عام 2011 وصعود مجموعات جهادية مثل القاعدة وداعش.

2- الطاقة

على الرغم من أن قضية الطاقة في الشرق الأوسط قد لا تحظى بمكانتها السابقة وجاذبيتها في العلاقات الدولية، فإن هذه القضية لا تزال بلا شك واحدة من التحديات المستمرة في المنطقة، والتي يمكن إثباتها من خلال الادعاءات المتنازع عليها. ناقش الحليفان الرئيسيان في أوبك، دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، كيفية اتخاذ قرارات الطاقة.

3- الأعراق

إذا قيل إنه في أي منطقة من العالم في القرن الحالي، فإن قضية الإثنيات لم تسبب تحديات واختلافات في الشرق الأوسط، فهي ليست تصريحًا بعيد المنال. لا شك في أن قضية الإثنيات في العقود الأخيرة كانت أحد الأسباب الرئيسية للحروب في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة بشكل مباشر أو غير مباشر، والاهتمام بهذه القضية وحده يمكن أن يزيد أهميتها ودورها في خلق تحديات مستقبلية.

4- الطاقة الجديدة والنووية

المجتمعات الغربية لا تحتاج إلى طاقة من الشرق الأوسط، خاصة الولايات المتحدة، لذا انصب اهتمام المنطقة على الطاقة الجديدة، خاصة الطاقة النووية، والبدائل الأخرى. وتم تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ولا يزال الملف النووي الإيراني أحد الأسباب الرئيسية لإرسال دول أخرى في المنطقة قواتها العسكرية لمعالجة هذه القضية لعدد من الأسباب التي لن يكون ممكنًا معالجتها هنا، ويمكن أن تستمر في طرح العديد من التحديات في الشرق.

5- المياه

قد لا يبدو أن هذه قد أصبحت من التحديات الرئيسية في المنطقة في الوضع الحالي، لكن بالنظر إلى الأحداث الأخيرة المتعلقة بمسألة المياه في مجالي الإدارة الداخلية والحوكمة الحكومية الدولية، من الواضح أن المياه ستكون قضية صعبة في السنوات القادمة في الشرق الأوسط.

منتظر حدوث استياء داخلي، مثل الذي رأيناه في خوزستان في إيران، وكذلك خلافات غير مرئية لكن المستمرة بين إيران والعراق أو حتى إيران وأفغانستان.

6- هيمنة العسكريتاريا

على عكس ما كان عليه الحال مع النظام الأمني الواسع الذي ساد النظام الدولي منذ أوائل التسعينيات، وكان هدف الأمن الجماعي لجميع دول المنطقة هو التمتع بفوائد السلام والاستقرار. وفي منطقة الشرق الأوسط، سيظل التركيز على أولوية الأمن (الفردي) الضيق أكثر من الأمن الجماعي، وما يترتب على ذلك من هيمنة مثل هذا التفكير، وبالتالي استمرار التفكير العسكري. وهذا أهم التحديات التي تواجه الشرق الأوسط منذ عقد من الزمن، والجهود جارية لتمرير فكرة الأمن الجماعي.

7- عودة التطرف

كان التحيز والتطرف من بين أهم التحديات في كل العصور في الشرق الأوسط. وبغض النظر عن السياسات الجانبية والفاعلة في تشكيل مجموعات مثل القاعدة وداعش، فإن تشكيل هذه الجماعات يجب أن يعتبر بلا شك نتيجة التطرف، وفي الواقع، نتيجة الأصولية غير الواقعية.

إن صعود حركة طالبان في أفغانستان، والذي يتطلب بالطبع تحليلاً خاصًا لكل من النهج الجديد للجماعة وكيفية استعادتها للسلطة، يعكس حقيقة أن التطرف دائمًا ما يمثل تهديدًا للشرق الأوسط والمجتمعات المختلفة.

8- الهيمنة الإقليمية

المنافسة المستمرة بين دول الشرق الأوسط لتصبح كل دولة هي القوة المهيمنة. إيران والسعودية وتركيا ومصر من بين الدول التي لطالما اعتُبرت، طوعًا أو جبرًا، على رأس الدول التي تدعي الهيمنة على المنطقة.

إن سلطة القوى التي تسعى إلى الهيمنة هي أحد المظاهر الواضحة لهذا الادعاء. يمكن الإشارة إلى استمرار الحروب بالوكالة على أنه نتيجة لهذا التحدي الذي يواجه الشرق الأوسط في السنوات القادمة.

9- فلسطين وإسرائيل

ربما يكون من السذاجة تحليل الصراع الذي بدأ في عام 1948 ويشار إليه على أنه "الصراع الذي لا ينتهي" ، باعتباره قد انتهى مع اتفاق إبراهيم.

مما لا شك فيه أن هذه القضية ستظل أحد التحديات الحالية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها حتى يتم حل قضية الاستيطان وملكية العديد من الأراضي المتنازع عليها بشكل أساسي، ولن يكون العقد القادم استثناءً من هذه القاعدة والتحدي.

10- قوى ما وراء الإقليم

لعقود من الزمان، كانت الولايات المتحدة القوة الرئيسية العابرة للحدود في الشرق الأوسط، وذلك لا يمكن إنكاره. مع التغيير في استراتيجية الشرق الأوسط لهذا البلد، سيشهد وجود القوى في المنطقة ظروفاً جديدة.

ستكون الصين وروسيا والولايات المتحدة من بين القوى عبر الإقليمية في الشرق الأوسط المهيمنة على الشرق الأوسط في العقد المقبل. فالصين تهدف للهيمنة الاقتصادية والاستراتيجية المحددة التي وضعتها لتحقيق ذلك في المنطقة، وروسيا تهدف للهيمنة السياسية ولعب دور أكبر في المنطقة، وأخيراً الولايات المتحدة تهدف للحفاظ على هيمنتها، والالتزام دعم إسرائيل والاهتمام بالاتفاقيات العسكرية والأمنية والسياسية طويلة المدى التي تم إبرامها مع العديد من دول المنطقة، خصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا يمكن أن يطرح تحديات وفرصًا ومعادلات مختلفة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "دبلوماسية إيران".