ايلاف من لندن : فيما دخل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في طهران الاحد بمباحثات مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي فقد اشار الى انها تهدف الى تنسيق المواقف من القضايا الإقليمية والدولية.

ووصل الكاظمي الى طهران على رأس وفد حكومي كبير يضم 7 وزراء في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا بدعوة من الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الذي اجرى له في قصر المؤتمرات الدولي في العاصمة الإيرانية مراسم استقبال رسمية شهدت عزف النشيدين الوطنيين لكل من العراق والعراق ثم جرى استعراض حرس الشرف دخلا بعدها في مباحثات رسمية.

تعزيز العلاقات وأمن المنطقة واستقرارها

وقال الكاظمي في تصريح لدى مغادرته بغداد ان زيارته هذه لايران تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات والتركيز على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين.

وأضاف أن العراق نجح في الاضطلاع بدور محوري في المنطقة عبر تعزيز الشراكة الاستراتيجية على وفق مبادئ دعم الاستقرار، والتعاون والصداقة؛ من أجل ترسيخ أسس السلام والازدهار كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

واشار المكتب الى ان رئيس الوزراء سيجتمع خلال الزيارة بعدد من القيادات الإيرانية لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتعضيد جهود نشر التنمية المستدامة لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن بحث التنسيق الثنائي فيما يتعلق بالمواقف من القضايا الإقليمية والدولية، وتدعيم أمن المنطقة واستقرارها.

وتعتبر زيارة الكاظمي هذه الى طهران التي ستستغرق يوما واحدا الاولى لزعيم عربي أو أجنبي لايران منذ تولي ابراهيم رئيسي رئاسة البلاد في الرابع من آب أغسطس الماضي.

وقال مصدر حكومي عراقي ان زيارة الكاظمي اليوم هي الثانية لها منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية مطلع أيار مايو الماضي والأولى منذ تولي ابراهيم رئيسي الرئاسة الإيرانية .

توازن أقليمي

واشار مصدر مقرب من رئاسة الحكومة العراقية الى ان القضايا التي سيبحثها الكاظمي في طهران والتي ينتظر ان تشمل بين مسؤولين كبار آخرين المرشد الاعلى علي خامنئي والرئيس رئيسي فاشار الى انه سيسعى الى تعزيز مساعي بلاده لتحقيق توازن في علاقاتها الاقليمية وبحث التعاون الامني والاقتصادي والتجاري بين البلدين وتزويد العراق بالطاقة الكهربائية من خلال تصدير الغاز الايراني اليه.

ويركز الكاظمي منذ توليه منصبه الحالي على ابعاد بلده سياسة المحاورِ وعدمِ الدخول طرفاً في الصـراعاتِ الاقليمية والدولية والانفتاحِ الايجابيي على الدولِ في نطاق عمقه العربي وجواره الإسلامي والتزاماته الدولية.

دور عراقي في جمع المختلفين

واوضح المصدر ان المباحثات ستشمل في هذا الاطار ايضا الدور العراقي في ترتيب جولات الحوار السعودي الايراني في بغداد على مدى الاشهر الاربعة الاخيرة والتي ينتظر ان تستأنف في وقت قريب.

ونوه الى ان العراق يبذل ايضا جهودا من اجل ترتيب لقاءات اميركية ايرانية على اراضيه حتى وان كانت في البداية على مستوى رسمي منخفض.

الفصائل المسلحة

وأضاف المصدر ان موضوع الفصائل العراقية المسلحة الموالية لايران سيكون ضمن مباحثات الكاظمي مع محاوريه الايرانيين ايضا انطلاقا من عزم الحكومة العراقية وجديتها في حصر السلاح بيدها والتعامل مع تلك الفصائل خارج إطار الدولة واعتبارها خارجة عن القانون.

وكانت حدة التوتر بين الكاظمي والميليشيات الموالية لطهران قد تصاعدت خلال الاشهر الاخيرة على خلفية قيام الفصائل باستهداف البعثات الدبلوماسية الدولية وخاصة الاميركية وقصف قواعد عسكرية تضم مستشارين اميركيين واعتقال السلطات العراقية لقادة في المليشيات الامر الذي دفعها الى دخول المنطقة الخضراء في عملية تحد واستعراض للقوة.

يشار الى ان الكاظمي كان قد زار طهران في تموز يوليو عام 2020 واجرى مباحثات مع الرئيس السابق حسن روحاني اكدا خلالها على ضرورة تطوير وتمتين علاقات بلديهما في المجالات السياسية والاقتصادية وزيادة الميزان التجاري بين البلدين من 13 مليار دولار سنويا حاليا الى 20 مليار دولار وتسريع تنفيذ مشروع سكة حديد شلمجة - البصرة المهم وربط شبكة سكك حديد البلدين.