واشنطن: أعرب الرئيس الاميركي جو بايدن عن "ثقته الكاملة" بأعلى جنرال في الولايات المتحدة بعد الكشف عن إجرائه اتصالين بنظيره الصيني خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب في ظلّ مخاوف حول الحالة العقلية للأخير حينذاك.

وصدّ بايدن دعوات الجمهوريين لطرد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الاميركي الجنرال مارك ميلي بسبب مزاعم بتقويضه السلطة المدنية على الجيش في الاتصالين اللذين أجراهما في تشرين الاول/أكتوبر وكانون الثاني/يناير الماضيين، مع رفض ترامب القبول بخسارته الانتخابات أمام الديموقراطيين.

وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين إنّ الرئيس لديه كامل الثقة بـ"قيادة" الجنرال كيلي و"وطنيته ووفائه لدستورنا".

من جهته شدّد ميلي على أنّ المحادثتين الهاتفيتين اللتين أجراهما مع الجنرال الصيني لي زوتشينغ وتمّ الكشف عنهما الثلاثاء في مقتطفات من كتاب جديد للكاتبين بوب ودورد وروبرت كوستا تندرجان في إطار عمله وواجباته.

وقال الكولونيل ديف باتلر المتحدث باسم ميلي في بيان "رئيس هيئة الأركان المشتركة يتواصل بانتظام مع قادة الجيوش في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين وروسيا".

مسؤوليات روتينية

وأضاف أنّ "اتصالاته مع الصينيين وآخرين في تشرين الاول/أكتوبر وكانون الثاني/يناير كانت تتماشى مع هذه الواجبات والمسؤوليات، وتحمل التطمينات من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي".

ويفصّل كتاب "غضب" لوودوارد وكوستا مخاوف ميلي ومسؤولين كبار آخرين في الأمن القومي بين تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي و 20 كانون الثاني/يناير من أن ترامب الغاضب من هزيمته في الانتخابات قد يشعل نزاعا عسكريا مع الصين أو إيران.

كما يذكر بأن مسؤولي البنتاغون فهموا أن الصين تخشى هجوما أميركيا وربما تخطئ في قراءة بعض التحركات الأميركية مثل المناورات العسكرية المخطط لها على أنها تحضير لذلك.

وأضاف الكتاب أن الجنرال ميلي ومن دون علم ترامب اتصل بقائد الجيش الصيني لتهدئة مخاوفه وليؤكد له أن الولايات المتحدة لا تخطط لاتخاذ لأي خطوة عسكرية وأن الاضطراب السياسي ليس سوى الوجه "القذر" للديموقراطية.

ومع تصاعد التوتر في واشنطن بشأن محاولات ترامب في أوائل كانون الثاني/يناير الاحتفاظ بالسلطة، اجتمع الجنرال ميلي بنوابه جميعاً وطلب منهم إبلاغه في حال سعى الرئيس لإطلاق سلاح نووي.

الأسلحة النووية

وفي مواجهة اتهامات الجمهوريين بأنّ ميلي اغتصب سلطة الرئيس في ما يتعلق بالترسانة النووية، قال باتلر إنّ الاجتماع كان ببساطة "لتذكير القادة في البنتاغون بالإجراءات الراسخة والقوية" بشأن الأسلحة النووية.

وأضاف "يواصل الجنرال ميلي العمل وتقديم المشورة في نطاق صلاحياته وبموجب الأعراف القانونية للسلطة المدنية على الجيش".

وبعد نشر مقتطفات من الكتاب، طلب السناتور الجمهوري ماركو روبيو في رسالة أن يقيل بايدن رئيس الأركان.

وزعم روبيو أنّ ميلي "عمل بنشاط على تقويض سلطة القائد العام للقوات المسلّحة الأميركية وأراد تسريب معلومات سرية الى الحزب الشيوعي الصيني".

وتوجّه ترامب الثلاثاء بالنقد الى ميلي حيث وصفه بشتّى النعوت، محمّلاً إيّاه مسؤولية الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان في آب/أغسطس.

وقال ترامب في بيان "أفترض أنه سيحاكم بتهمة الخيانة لأنه كان سيتعامل مع نظيره الصيني من وراء ظهر الرئيس".