ملبورن: ضرب زلزال بقوة 5,9 درجات الأربعاء جنوب شرق استراليا ما أدى الى اهتزاز المباني في ملبورن، ثاني كبرى مدن البلاد التي هرع عدد كبير من سكّانها إلى الشوارع خوفاً، في منطقة غير معتادة على الزلازل.

وضرب زلزالٌ آخر بقوة 6,5 درجات على عمق ضحل قبالة سواحل نيكاراغوا الغربية على ما أفاد مركز المسح الجيولوجي الأميركي الذي طمأن إلى عدم وجود خطر بوقوع تسونامي.

وفيما أوضح المركز أن زلزال نيكاراغوا وقع على بعد 78 كيلومترا جنوب غرب خيكيليلو وعدل قوة الهزة من 6,7 درجات إلى 6,5، قال أن مركز الزلزال في أستراليا يقع على عمق 10 كيلومترات فقط من سطح الأرض. مشيرة إلى أنّه وقع بعيد الساعة التاسعة بالتوقيت المحلّي (الثلاثاء 23:00 ت غ) وأنّ السكّان على بُعد مئات الكيلومترات شعروا به.


(رجال الإطفاء في سوق روبرتو هويمبس في ماناغوا ينفذون تدريبات لمواجهة الزلازل في 22 أيلول/ سبتمبر 2015. في نيكاراغوا المعرضة دوماً للزلازل والنشاط البركاني)

وكان غالبية سكان ملبورن الذين يخضعون للعزل منذ ثمانية أسابيع في منازلهم عند وقوع الزلزال فيما تستعد المدينة ليوم ثالث من التظاهرات العنيفة المناهضة للقاح.

وأكد رئيس الوزراء سكوت موريسون الذي تحدث من نيويورك، عدم تسجيل وقوع ضحايا او أضرار جسيمة.

لكنه أقر بالجانب "المزعج جدا" للزلزال بالنسبة للسكان في منطقة غير معتادة على الهزات مثل استراليا.

إتصالات استغاثة

وأعلنت أجهزة الإنقاذ في ولاية فيكتوريا، وعاصمتها ملبورن، أنّها تلقّت حوالى مئة اتصال استغاثة "وقسم كبير منها عن اضرار هيكلية طفيفة على مستوى المداخن أو واجهات المباني". وبعض الاتصالات وردت من مناطق بعيدة وصولاً إلى مدينة دوبو الواقعة على بُعد حوالى 700 كيلومتر من مركز الزلزال.

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد سكان مذعورين يخرجون من منازلهم.

وقال أحدهم ويدعى زومي بيم (33 عاما) وهو صاحب مقهى في ملبورن، لوكالة فرانس برس "كل المبنى كان يهتز، كل النوافذ كذلك كما لو أن الأمر يتعلق بسلسلة هزات".

وأضاف "لم أشهد شيئا كهذا من قبل، كان الأمر مخيفا بعض الشيء".

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لحجارة قرميد سقطت على الأرض في منطقة تشابل ستريت التجارية في ملبورن.

ووقعت هزة ارتدادية بقوة 4 درجات بعد الهزة الأولى.

في حي تجاري بوسط المدينة، كانت قطع الركام منتشرة على الطريق.

وقالت مؤسسة على فيسبوك "كنا محظوظين لانه لم يكن هناك أحد في المطعم في ذلك الوقت".

وقال باركر مايو (30 عاماً) الذي يعمل في مقهى لوكالة فرانس برس إنّ "كلّ شيء أخذ يهتزّ، كان عنيفا وكان الجميع في حالة صدمة".

وقال مارك هولكومب رئيس بلدية مدينة مانسفيلد التي تقع بالقرب من مركز الزلزال لمحطة "إيه بي سي" التلفزيونية "كنت في العمل جالساً خلف مكتبي ... استغرقني الأمر بعض الوقت لإدراك ما يحدث".

والزلازل القوية نادرة الحدوث في جنوب شرق أستراليا، المنطقة المكتظّة بالسكان.

أقوى زلزال

وقال الخبير الجيولوجي في جامعة ملبورن مايك سانديفورد لوكالة فرانس برس "إنه أقوى زلزال في جنوب شرق أستراليا منذ سنوات".

وأضاف "يقع زلزال بهذه القوة كل 10 الى 20 عاما في جنوب شرق استراليا، آخرها كان في 2012".

وتابع "سجلت زلازل بقوة ست درجات في نهاية سنوات 1800 رغم أن قوتها المحددة لا تعرف".

وقال معهد "جيوساينس استراليا" إن الزلزال تبعته سلسلة من أربع هزات ارتدادية بقوة 2,5 الى 4,1.

وحذر العالم من أنه على الاستراليين توقع "مئات الهزات الارتدادية، غالبيتها لا يشعر بها الإنسان لكنهم سيشعرون على الأرجح بحوالى عشر منها" متكهنا بان الزلزال كان ليسبب خسائر بمليارات الدولارات "لو وقع تحت ملبورن".

لكن أعمال إصلاح الأضرار قد تتعقد من جراء اجراءات العزل والتظاهرات الجارية.

فقد نزل مئات الأشخاص الأربعاء مرتدين ملابس العمل وسترات الورش الى وسط ملبورن احتجاجا على قرار فرض تلقيح عمال الورش فيما أغلقت غالبية الورش في المدينة.

استخدمت شرطة مكافحة الشغب في ملبورن الرصاص المطاطي، كما فعلت الثلاثاء، لتفريقهم بعدما حذرت من انه "لن يتم التسامح" مع التجمعات الجديدة.