إيلاف من لندن: في كلام حمل تهديدا مبطنا، قالت إيران إنها ترصد سلوكيات وسياسات (طالبان) بدقة وعن كثب، وإن سياستنا تجاه افغانستان مرتبطة تماما بذلك.

وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني کمال خرازي في رد فعله على التفجير الارهابي الاخير الذي استهدف مسجدا للمسلمين الشيعة في مدينة قندوز بافغانستان: ان مواجهة الارهاب والحيلولة دون وقوع جرائم كالمجازر التي تطال الافراد الابرياء في مدارس ومساجد المسلمين الشيعة من قبل تنظيم داعش الارهابي، هي بالدرجة الاولى من مسؤولية السلطة الراهنة التي عليها القضاء على الارهابيين في الساحة الافغانية وهي كذلك حق طبيعي للمسلمين الشيعة المظلومين في افغانستان في الدفاع عن حقوقهم.

وقال خرازي: ان سياستنا تجاه افغانستان مرتبطة تماما بسلوك طالبان وفيما لو كان مسار التحرك في افغانستان نحو تشكيل حكومة شاملة والحفاظ على حقوق وامن جميع القوميات والتصدي للارهاب واتخاذ سياسة حسن الجوار فان إيران على استعداد لاي تعاون مع الحكومة والشعب الافغاني وستضع جميع خبراتها وطاقاتها تحت تصرف اشقائها في افغانستان.

سلوك طالبان

واضاف: ان سلوك طالبان بعد السيطرة على السلطة والدولة يمكن ان يكون مختلفا عن الماضي وان هذا الامر يجب ان يتحقق في سلوك طالبان تجاه القوميات والفئات والمذاهب الافغانية المختلفة ومن جانب اخر في اقامة حسن الجوار مع الدول الجارة وتوفير مصالحها المشروعة. بناء على ذلك فان الجمهورية الايرانية ترصد سياسات وسلوكيات طالبان في كابول وسائر مناطق افغانستان بدقة وعن كثب.
وتابع خرازي: ان مصالح طالبان ومصالح باكستان بصفتها الداعم الاساس لطالبان تستدعي تغيير سلوك طالبان في عهد تسلم السلطة كي يتحقق السلام في افغانستان وحسن الجوار بينها وبين جيرانها.
واوضح: انه في هذه الحالة فقط ستتمتع باكستان بامتلاك جار مستقر كعمق استراتيجي لها اولا وستقوم الدول الجارة الاخرى بدعم افغانستان في عملية التنمية وارساء الاستقرار فيها ثانيا.

لا تدخل

واكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية بلاده ليست بصدد التدخل في شؤون افغانستان الداخلية "ولكن لها بطبيعة الحال مصالح مشروعة في هذا البلد ينبغي ضمانها".
واوضح قائلا: ان هذه المصالح متعلقة بامن الحدود بين البلدين والحيلولة دون انشطة الجماعات الارهابية وتسلل الارهابيين الى داخل اراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنع تهريب المخدرات الى ايران وصون حقوق المسلمين الشيعة وسائر القوميات الافغانية وحفظ وتنمية اللغة الفارسية كجزء من تراث الشعب الافغاني وتوفير الارضية لعودة المهجرين الافغان المقيمين في ايران وتوفير حق ايران من المياه (نهر هيرمند) وتنمية التجارة بين ايران وافغانستان والمشاركة في عملية الاعمار والتنمية في افغانستان.

واكد خرازي قائلا: ان صون الاستقلال السياسي في افغانستان ليس مصلحة وطنية فقط بل ايضا ضرورة اقليمية لنشر السلام والاستقرار ويتوجب على طالبان الاصرار على استقلال افغانستان السياسي ومنع حضور ونفوذ القوى الخارجية في هذا البلد.
وصرح بان تواجد القوات الاجنبية ومنها الاميركية والناتو في ارض افغانستان على مدى عدة عقود والكوارث التي خلقتها يجب ان تشكل عبرة للسلطة والشعب الافغاني المظلوم كي لا تصبح بلادهم مرة اخرى ساحة تصول وتجول فيها القوى الدولية.