إيلاف من لندن: أصبحت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، في أفغانستان أكثر دموية منذ انسحاب قوات الناتو، حيث قتل ما لا يقل عن 346 مدنياً على يد التنظيم منذ أواخر أغسطس الماضي.

والخوف الأكبر بين قادة الأمن الغربيين هو أن تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذاً للجماعات الإرهابية لشن هجمات ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاء آخرين.

ونفذ التنظيم تفجيرات في مناطق كان وجودهم فيها ضئيلا في السابق. وقال خبير أمني لقناة (سكاي نيوز) أن هذا قد يكون علامة على قوة المجموعة المتزايدة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار مسؤولو البنتاغون إلى أن تنظيم داعش خراسان يعتزم تنفيذ هجمات ضد الغرب ويمكن أن يكون لديه القدرة على القيام بذلك في غضون ستة أشهر.

تعارض أيدولوجيات

وتعارض هذه الجماعة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ومقرها جنوب ووسط آسيا أيديولوجيا وجهة نظر طالبان القومية لأفغانستان، وتسعى بدلا من ذلك إلى إقامة دولة إسلامية في جميع أنحاء المنطقة.

ووقعت خمس هجمات أخرى على الأقل منذ هجوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول على مسجد قندهار، مما يعني مقتل حوالي 408 أشخاص على يد داعش في أفغانستان منذ 26 أغسطس/ آب ، بما في ذلك 346 مدنياً.

هذا المستوى من هجمات داعش ليس غريبا، أو غير مسبوق. ففي عام 2018، كان التنظيم مسؤولا عن عدد من القتلى على مستوى العالم أكثر من جميع الجماعات الإرهابية الأخرى في ذلك العام.

ولكن ساعدت العمليات التي قامت بها الحكومة الأفغانية وقوات الناتو في الحد من التهديد خلال عامي 2019 و2020.

لكن الآن عدد الهجمات يرتفع مرة أخرى، حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 وحده عما كان عليه في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020.

هجمات ورد

ووقعت العديد من هذه الهجمات في شرق البلاد في إقليم ننجرهار، حيث يتواجد تنظيم داعش في خراسان بقوة.

وردت حركة طالبان ، بتقارير عن جر أشخاص من منازلهم وقتلهم في جلال آباد، عاصمة ننجرهار، بزعم أنهم أعضاء في داعش خراسان أو من أنصارهم.

ولا يؤدي تدهور الوضع إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة داخل أفغانستان، وقد حذرت الأمم المتحدة من أنه بدون الإغاثة الإنسانية العاجلة، فإن البلاد في "العد التنازلي للكارثة".

وفي أفغانستان بالفعل واحدة من أكبر المجموعات السكانية التي تواجه الجوع الحاد على الصعيد الدولي، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى مليون طفل معرضون لخطر المجاعة.

ما الذي تغير؟

وتسلط سلسلة الهجمات الضوء على التحدي الذي يواجه حركة طالبان، التي من المتوقع الآن أن توفر الأمن في جميع أنحاء البلاد على الرغم من افتقارها إلى القوة البشرية والمهارات والتمويل للحكومة الأفغانية السابقة.

وقال الدكتور أنتيونيو جوستوزي، وهو زميل أبحاث كبير في معهد الأبحاث الدفاعية Royal United Services Institute: "لطالما كان العدو الرئيسي لداعش- خراسان طالبان - كانت هناك حوادث قليلة نسبيًا بينهم وبين الأميركيين سابقًا".

وأضاف: "ما هو مختلف الآن هو انتشار نشاطهم في جميع أنحاء أفغانستان - شاريكار، قندز وقندهار - هذه أماكن لم يكن لداعش - خراسان أي نشاط علني من قبل".

وضع ضعيف

وأشار إلى أن "الدولة الإسلامية ترى أن حركة طالبان في وضع ضعيف في الوقت الحالي حيث إنها تعاني من ضغوط مالية وعسكرية ضئيلة للغاية. وقد تم الاستيلاء على قوتها البشرية للسيطرة على المدن، لذلك يرى تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان الآن الوقت المناسب للهجوم".

وهذا الأسبوع، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن داعش خراسان يعتزم أيضًا مهاجمة الدول الغربية لكن ليس لديهم حاليًا الوسائل للقيام بذلك. ولن تكون الولايات المتحدة وحدها هي التي ستراقب التطورات مع داعش خراسان عن كثب.

ومن أجل السيطرة على التهديد، من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى دعم القوى الخارجية الأخرى. ووفقًا للدكتور جوستوزي: "لا يمكن لطالبان أن تتوحد إلا بدعم من القوى الإقليمية، ولا سيما الصين وروسيا. كلا البلدين ضد تنظيم الدولة الإسلامية - يخشى داعش خراسان روسيا على وجه الخصوص وضرباتهم الجوية القاسية، كما فعلوا في سوريا".