إيلاف من لندن: رفض ولي عهد بريطانيا دعوة للانضمام إلى آلاف النشطاء في مسيرة حول تغير المناخ في غلاسكو، قائلا إن المشاركة ستكون "صعبة"، وتزامنا ستدفع بريطانيا بتغير الى مناهج التعليم.

وقال الأمير تشارلز، أمير ويلز الذي كان حضر افتتاح قمة المناخ COP26 إنه يتعاطف مع "إحباط" جيل الشباب، وقال في خطاب للزعماء المشاركين في القمة إن "ثقل التاريخ" يقع على أكتاف هذا الجيل.

وشدد وريث العرش البريطاني في كلمته على كيفية سعي الشباب للعمل من القادة لمعالجة القضايا البيئية التي تواجه الكوكب. وقال لقادة العالم: "هناك الكثير من الغضب والإحباط".

مسألة كبيرة

في إجابته عن ميرة الشباب في غلاسكو قال الأمير تشارلز: "هناك مسيرة كبيرة غدًا، والتي قال بعض الناس أنني يجب أن أنضم إليها - وهذا أكثر صعوبة - ولكن النقطة المهمة هي، من فضلك لا تنس هؤلاء الناس هناك. لا تنس أنه مستقبلهم."

يشار إلى أن الناشطة السويدية في مجال البيئة غريتا ثونبرغ حثت الناس على الانضمام إلى احتجاج تغير المناخ اليوم الجمعة، كجزء من مسيرات الجمعة من أجل المستقبل وإنقاذ الأرض.

وإلى ذلك، فإنه تزامنا، سيتم تكريم طلاب بريطانيين لجهودهم في حماية البيئة في جائزة جديدة على طراز دوق إدنبرة، وذلك في خطوة من سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى وضع تغير المناخ في صميم التعليم.

وتم وضع الخطط من قبل وزير التعليم نديم الزهاوي في قمة المناخ COP26 في غلاسكو. كما سيتم أيضًا دعم الموظفين لتعليم الأطفال عن الطبيعة وتأثيرها على العالم من خلال "منهج علمي نموذجي"، سيتم تطبيقه بحلول عام 2023.

يذكر أنه يتم تدريس تغير المناخ بالفعل في دروس العلوم والجغرافيا في إنكلترا كجزء من المنهج الدراسي. وقال الزهاوي لـ(بي بي سي) إن منهج العلوم النموذجي "يدعم ويثري" تدريس تغير المناخ لتلاميذ المدارس الابتدائية.

جائزة تمكينية

قال وزير التعليم البريطاني، وهو أيضًا وزير التغير المناخي في وزارته إن "تعليم الشباب وتمكينهم" كان مهمًا وأن وزراء التعليم من البلدان الأخرى يجتمعون معًا في قمة COP26 يوم الجمعة للتعلم من بعضهم البعض.

وأضاف: ستساعد جائزة قادة المناخ الأطفال على تطوير مهاراتهم ومعارفهم في التنوع البيولوجي والاستدامة، مع تكريم عملهم في حفل توزيع الجوائز الوطني السنوي.

وسيتمكن الطلاب من التقدم عبر مستويات مختلفة من الجائزة - البرونزية والفضية والذهبية - بطريقة مماثلة لجائزة دوق أدنبرة الخاصة بالبيئة، والتي تشمل التطوع والأنشطة اللامنهجية.

كما سيؤكد وزير التعليم خططًا لتجريب "كبسولات الطاقة" التي يمكن أن تحل محل غلايات الغاز والفحم لتزويد المدرسة بالتدفئة والمياه الساخنة دون انبعاثات كربونية.

ويتم اختبار الكبسولات في بعض المدارس أولاً ويمكن نشرها على نطاق أوسع في مباني القطاع العام الأخرى إذا نجحت. وقال الزهاوي إن جميع المدارس الجديدة التي يتم بناؤها في البلاد، بما في ذلك 50 مدرسة هذا العام، سيكون لديها "صافي صفر قيد التشغيل".

كما يتم تشجيع المدارس والكليات ودور الحضانة على تحسين التنوع البيولوجي في أراضيها.

دمج الاستدامة في التعليم

اعتبارًا من الشهر المقبل، سيُطلب من جميع معلمي التعليم الإضافي المدربين من خلال التدريب المهني دمج الاستدامة في تعليمهم.

وهذه التدابير تشكل مسودة استراتيجية الاستدامة وتغير المناخ. سيتم بناء هذه الإجراءات على مدى الأشهر الستة المقبلة، بالتعاون مع الشباب والمعلمين وخبراء الاستدامة وخبراء البيئة - قبل نشر الاستراتيجية النهائية في أبريل 2022.

وسيستضيف وزير التعليم البريطاني جلسة نقاشية في اليوم السادس من مؤتمر COP26، والتي تركز على الشباب وتمكين الجمهور، مع وزراء التعليم من جميع أنحاء العالم.

وقال الزهاوي إن "التعليم هو أحد أسلحتنا الرئيسية في مكافحة تغير المناخ"، وأضاف: "إن تمكين المعلمين في كل مدرسة لتقديم تعليم رائد عالميًا حول تغير المناخ لن يؤدي فقط إلى زيادة الوعي والفهم للمشكلة، بل سيزود الشباب أيضًا بالمهارات والمعرفة لبناء مستقبل مستدام".