ايلاف من لندن: فيما وجهت الزعامات العراقية اليوم نداءات الى المحتجين على نتائج الانتخابات والقوات الامنية بضبط النفس فقد امر الكاظمي بتحقيق شامل في سقوط 125 جريحا في اشتباكات قرب المنطقة الخضراء بين الطرفين .

وقالت خلية الاعلام الامني للقوات العراقية ان القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي "قد وجه باجراء تحقيق شامل حول ملابسات احداث اليوم الجمعة في مناطق مختلفة في محيط المنطقة الخضراء وتقديم نتائج التحقيق".

وشدد الكاظمي بحسب بيان للخلية تابعته "ايلاف"على "ان التعليمات الصارمة للقوات الأمنية في التعامل المهني مع التظاهرات سارية وان احترام حقوق الانسان الاساسية وخصوصاً الحق في التظاهر والتعبير عن الرأي من الاساسيات التي التزمت بها الحكومة.

ودعا رئيس الوزراء الاطراف السياسية المختلفة الى التهدئة واللجوء الى الحوار.. وناشد المتظاهرين بممارسة حقوقهم المشروعة باعتماد السلمية وتجنب العنف باي صيغة ومستوى ووسائل .

125 مصابًا

واعلنت وزارة الصحة مساء الجمعة عن اصابة 98 جريحا من القوات الأمنية و27 جريحاً من المتظاهرين جراء اعمال عنف واشتباكات حصلت بين الطرفين في الاحتجاجات المعترضة على نتائج الانتخابات التي تقودها القوى الخاسرة الموالية لايران.

وقالت الوزارة في بيان تابعته "ايلاف إن "مؤسسات الوزارة استقبلت في بغداد عددا من الجرحى من القوات الامنية والمتظاهرين بلغ مجموعهم 125 جريحا.. 27 منهم من المدنيين والباقين من القوات الأمنية..

وأشارت الى ان اغلب الإصابات بسيطة الى متوسطة ولم تسجل اي اصابة بطلق ناري كما لم تسجل اي حالة وفاة .. مؤكدة انها قد استنفرت جميع مؤسساتها ومنتسبيها لتقديم جميع الخدمات الطبية المطلوبة.

فقد وقعت اشتباكات في وقت سابق اليوم بين متظاهرين محتجين على نتائج الانتخابات المبكرة الاخيرة مناصرين لتحالفات سياسية تشكل المطلة السياسية للمليشيات العراقية المرتبطة بايران فكرا وتمويلا وتدريبا وتسليحا وذلك لدى محاولتهم اقتحام المنظقة الخضراء وسط العاصمة التي تضم مقرات الرئاسات الثلاث والسفارات الاجنبية تتقدمها الاميركية والبريطانية اضافة الى مقري بعثة الامم المتحدة في البلاد والاتحاد الاوروبي فتصدت لهم القوات الامنية ومنعتهم من ذلك.

وفي وقت لاحق ليل الجمعة تجددت الاشتباكات قرب المنطقة الخضراء فيما نقلت مقاطع فيديو على شبكات التواصل صورا عن حرائق بين خيام المعتصمين.

الرئيس صالح: مؤسفة

من جانبه وصف الرئيس العراقيي برهم صالح الصدامات في محيط المنطقة الخضراء بانها مؤسفة وقال في تغريدة على تويتر "إن "التظاهر السلمي حق مكفول دستورياً وضرورة عدم خروجه عن اطاره السلمي القانوني والصدامات التي حصلت بين قوات الامن والمتظاهرين مؤسفة ومرفوضة وينبغي متابعة التحقيق المقرر بذلك وضمان عدم تكرارها"".

وأشار صالح الى ان "حماية الأمن العام واجب وطني وعلى الجميع ضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار"

الصدر للحشد: لا تلطخوا سمعتكم

ومن جانبه دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات المتظاهرين والحشد الشعبي نداء الى المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات البرلمانية وإلى الحشد الشعبي بأن "لا ينبغي أن تتحول المظاهرات السلمية من أجل الطعون الانتخابية إلى مظاهرات عنف واستصغار للدولة كما لا ينبغي للدولة أن تلجأ للعنف ضد المتظاهرين السلميين فالتظاهر السلمي حق مكفول عقلا وشرعا وقانونا".

وأضاف الصدر في تغريدة على حسابه بتويتر قائلا "أوجه كلامي للمتظاهرين..وأقول: الحشد الشعبي حشد جهاد وأمنيتي أن لا تتلطخ سمعتهم بغير ذلك، كما ان حقوق أفرادهم المنضبطين ستدافع عنها، وشهداؤهم ضد الإرهاب دماء عز وشرف ولن ننساهم.. فلتحافظوا على تاريخكم وستكون (حكومة الأغلبية الوطنية) مدافعة عنكم بعيدا عن مشاريع السياسة الداخلية والخارجية التي تريد النيل منكم من أجل مغانمها الحزبية والطائفية". وشدد على ان"الصدام بين قواتنا الأمنية أمر مستهجن فأنتم أتباع الحشد المجاهد، وهم حماة الوطن".

المالكي للمحتجين: لا تحتكوا بالقوات الامنية

اما زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي فقد طالب المحتجين المحتجين الرافضين لنتائج الانتخابات إلى عدم التصعيد والاحتكاك بالقوات الامنية.

وقال المالكي في تغريدة على تويتر" اوجه "نداء الى المتظاهرين جميعا المعترضين على نتائج الانتخابات والمطالبين بحقوقهم المشروعة" بان لايلجأون الى التصعيد وانما اتباع السياقات القانونية في التظاهر والمطالبة بشفافية الانتخابات والابتعاد عن الاحتكاك بالقوات الامنية او اثارتها .. فنحن معكم في تلبي مطالبكم المشروعة وانصافكم.

كما ناشد المالكي القوات الامنية الى "تحمل مسؤولياتها في حماية المتظاهرين والممتلكات العامة وعدم الانجرار للمواجهة مع اخوتهم المتظاهرين". ورفض بشدة "الاعتداء واستخدام العنف والقوة المفرطة من اي طرف كان، محذرا من تدخل اياد خبيثة واطراف مشبوهة من اجل اشعال الفتنة وخلط الاوراق".

علاوي: احذروا انزلاق البلاد إلى الفوضى

اما إئتلاف الوطنية بزعامةة أياد علاوي فقد حذر من انزلاق البلاد إلى الفوضى داعيا الى عدم التعرض للمتلكات العامة او الخاصة.

وقال الائتلاف في بيان صحافي تسلمت "ايلاف" نصه انه "يتابع عن كثب تطورات الاوضاع على الساحة المحلية وما آلت اليه الاحتجاجات السلمية الاخيرة من مواجهات مؤسفة واجراءات قمعها" على حسب قوله.

وأضاف "اننا في الوقت الذي نشدد فيه على ضرورة التزام اقصى درجات السلمية وضبط النفس سواء من قبل المحتجين او من قبل القوات الامنية المكلفة بحمايتهم نؤكد وقوفنا الثابت والمبدئي مع مطالب ابناء شعبنا السلميين ونطالب بعدم التعرض للممتلكات العامة او الخاصة او لابناء شعبنا من القوى الامنية التي تتعامل بسلمية والحفاظ على سلمية التظاهرات".

وحذر "من مغبة استمرار الشد والجذب وعدم الالتفات الى المطالب الوطنية الحقة وهو ما قد ينزلق بالبلاد الى حالةٍ من الفوضى - لا قدر الله- يدفع ثمنها الجميع ويكون الوطن هو الخاسر الاكبر".

الحكيم لضبط النفس

من جهته دعا رئيس ائتلاف تحالف قوى الدولة عمار الحكيم المحتجين والقوات الأمنية إلى ضبط النفس والحيلولة دون إنجرار الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه.

وقال الحكيم في بيان "نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة التي شهدتها مقتربات المنطقة الخضراء".. مؤكدا على ضرورة عدم خروج الإحتجاجات الرافضة لنتائج الإنتخابات عن إطارها السلمي.

وطالب الحكيم جميع الأطراف بتغليب المصلحة الوطنية العليا في هذا الظرف الحساس.. مجددا الدعوة للمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والمؤسسة القضائية للنظر بجدية في الطعون الواردة و إنصاف القوى المعترضة.

تحالف الفتح للمليشيات: قمع وحشي

اما هادي العامري رئيس تحالف الفتح المطلة السياسية للمليشيات الموالية لايران فقد دان "بأشد العبارات ونتابع بغضب شديد حالة القمع البشعة التي تتعامل بها السلطات الحكومية مع المتظاهرين السلميين المعترضين على سرقة أصواتهم وتزييف النتائج والذين لم يتجاوزوا حدود الديمقراطية في طرق التعبير عن آرائهم التي كفلها لهم الدستور" على حد قوله.

ودعا العامري السلطات القضائية الى "التدخل العاجل للاقتصاص من الذين أصدروا أوامر إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ومعاقبة كل الأيادي التي امتدت وساهمت في استشهاد وجرح عدد من المتظاهرين السلميين".. محملاً الحكومة "مسؤولية حفظ أمن المتظاهرين ودمائهم".

وناشد العامري "الأجهزة الأمنية التعاون مع اخوتهم المتظاهرين وعدم استعمال السلاح ضدهم وتحمل مسؤولية حمايتهم".. داعيا المتظاهرين الى "ضبط النفس والحفاظ على سلميتهم التي سطرت أروع صور الانضباط والحكمة، هذه السلمية التي ستنتصر حتما" بحسب رأيه.

العبادي : احذروا التصعيد

ومن جانبه دعا رئيس المجلس القيادي لتحالف قوى الدولة الوطنية رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي الى الحوار البناء والحلول الوطنية لتجاوز أزمة الانتخابات.

وقال العبادي في تغريدة على حسابه في تويتر "نرفض الصدامات وندين سقوط الضحايا ونطالب بحماية المتظاهرين السلميين".. محذرا من التصعيد وداعيا إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية . وشدد بالقول "مطلوب من الجميع الإحتكام إلى الحوار البناء والحلول الوطنية لتجاوز أزمة الانتخابات".. مبينا أن "المسؤولية مشتركة والتضامن أولوية حفاظاً على أمن واستقرار الوطن واهله".

الخزعلي : حاسبوا مطلقي الرصاص على المتظاهرين

كما دان الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي ماقال انه "استعمال القوات الامنية للسلاح الحي في مواجهة المتظاهرين السلميين".. مشددا بالقول "يجب ان تتم محاسبة الافراد الذين اطلقوا النار وقتلوا المتظاهرين واصابوهم وكذلك من هذه اصدر الاوامر كائنا من كان، ومن ناحيتنا فلن نرضى ابدا باي محاولة تستر على الآمر والفاعل".

ودعا الخزعلي المتظاهرين الى "ضبط النفس وعدم الاندفاع وتفويت الفرصة على كل من يريد استغلال الاحداث لتضييع حقوقهم المشروعة".. مطالبا القوات الأمنية بـ"الوقوف مع ابناء شعبهم وان لا يكونوا اداة لتنفيذ الاوامر الخبيثة وغير القانونية في استهداف اخوانهم المتظاهرين". وحذر من "محاولات اطراف مرتبطة بجهات مخابراتية تخطط لقصف المنطقة الخضراء والقاء التهمة على الفصائل المسلحة".

جمعة الفرصة الاخيرة

واليوم الجمعة صعد رافضو نتائج الانتخابات المبكرة من احتجاجاتهم امام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد بتجمعات في العاصمة وعدد من المحافظات اليوم تحت شعار "جمعة الفرصة الاخيرة".

وقالت "اللجنة التحضيرية للتظاهرات والاعتصامات الرافضةِ لنتائجِ الانتخاباتِ" المبكرة الاخيرة في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه ان "مفوضية الانتخابات لا زالت تمارس دورا مشبوها بالتعاطي مع الطعونِ المقدَّمةِ والمعزَّزةِ بالأدلةِ والحجّةِ، ومستمرّةً بالتسويفِ والمماطلةِ في تلبيةِ مطالبِنا المشروعةِ والتي عبّرنا عنها بتظاهراتٍ واعتصاماتٍ كانت بمنتهى السلميةِ والحضاريةِ ولأنّ المفوضيةَ بأدائِها المؤسفِ هذا قد فقدتْ حياديتَها وأمانتَها في أداءِ دورِها المطلوبِ منها قانونيًا وأخلاقيًا" على حد قولها.

ودعت الى الخروج بتظاهراتٍ سلميةٍ قالت انها "ربّما ستكونُ الأخيرةُ تحتَ عنوانِ (جمعةُ الفرصةِ الأخيرةِ) قبلَ أن نبدأَ مرحلةً تصعيديّةً أخرى من مراحلِ الاحتجاجِ للتعبيرِ عن مظلوميتِنا واستردادِ أصواتِنا المسروقةِ وإرداتِنا المنهوبةِ وحقوقِنا المضيّعة" بحسب قولها.

ومنذ فجر اليوم قامت الاجهزة الامنية بتكثيف اجراءاتها في مداخل المنطقة الخضراء بعد ورود معلومات تتعلق بتصعيد مرتقب من قبل الرافضين لنتائج الانتخابات حيث قامت بنشر اسلاك شائكة في المدخل القريب من ساحة الاعتصام وتشديد الاجراءات الامنية حول الخضراء.

يأتي ذلك في وقت حاول المحتجون المنضوون تحت مظلة تحالف الفتح الغطاء السياسي للمليشيات العراقية الموالية لايران بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري والذي منى بخسارة كبيرة في الانتخابات حيث لم يحصل الا على 16 مقعدا في البرلمان الجديد فيما كان له 38 مقعدا في البرلمان القديم فيما حصلت حركة حقوق الممثلة لكتائب حزب الله العراقي على مقعد واحد فقط.